سارة خليل 
6/4/18, 12:00 AM 
حقق المسلسل الرمضاني الجديد "طايع"، بطولة النجم عمرو يوسف، أصداء قوية بين الجماهير. فإذا قررت فتح تويتر ستجد هاشتاج #طايع يتصدر قائمة المواضيع الأكثر تداولاً في مصر خلال الأيام القليلة الماضية. الجمهور اعتبروه النسخة المصرية من مسلسل جيم أوف ثرونز خاصة بعد الحلقة الـ 18 ومقتل مهجة واستيلاء حاربي على العمدية! بالطبع هناك مبالغة في التشبيه، ولكن إذا أردت أن تعرف السبب، فيمكنك أن تفهم من السطور القليلة التالية لماذا تصدر مسلسل طايع التريند الأول في مصر في رمضان 2018.
١- العلاقة الرومانسية التي جمعت بين طايع (عمرو يوسف) ومُهجة (صبا مبارك) وإصرارهما على تحدي الظروف والبقاء معاً رغم البيئة الصعبة التي يعيشون بها والتي تحكمها العادات والتقاليد والعرف والثأر. شجاعتها وتحدي أهلها للزواج من طايع ولو سراً رغم ما تعرفه من أذى قد يلحق بها وضع علامات استفهام عديدة حول طريقة تفيكر المرأة الصعيدية، فهل نمودج مهجة موجود حقاً في المجتمع الصعيدي أم أنها مجرد خيالات الكاتب!
٢- الرائع عمرو عبد الجليل ودور "حاربي" الذي حير المشاهدين وجعل مشاعرهم متضاربة نحوه بين كره وتعاطف! شخصيته المعقدة التي جمعت بين القسوة والشر والكوميديا والضعف والحنية، جعلت النجم عمرو عبد الجليل واحداً من أهم أعمدة نجاح هذا المسلسل. لا يسعنا سوى أن نصفه بأنه ممثل من العيار الثقيل، بل وعلامة من علامات التمثيل الكبيرة في مصر.
٣- براعة عمرو يوسف في دور الصعيدي "طايع" الذي يحارب الثأر وحيداً! ممثل واثق من نفسه، سريع البديهة ولا تشعر معه للحظة أن ما يقدمه هو مجرد تمثيل. دوره الباكي في مشهد قتل أخوه فواز يستحق الأوسكار! ورغم أن النقاد أخذوا على المخرج اختيار عمرو يوسف لتجسيد دور الصعيدي لملامحه البعيدة بعض الشيء، إلا أن هذا المسلسل هو رد من جانبه أن الممثل الموهوب يستطيع أن يجسد أية شخصية، بل وإثبات حقيقي أنه لا يزال هناك الكثير الذي يستطيع أن يقدمه عمرو يوسف في الدراما المصرية!
٤- الطفل فواز، الذي يقوم بدوره العبقري أحمد داش! إتقانه للهجة الصعيدي وأدائه الخاطف للطفل/الرجل -الذي كبره الثأر سريعاً- يجعلك تشعر أنك أمام ممثل عتيق في المجال! نتوقع لأحمد داش أن يكون واحداً من أهم نجوم الدراما في مصر.
٥- أداء النجمة صبا مبارك اللافت للمرأة الصعيدية المصرية والذي جسدت فيه دور "مهجة" الشابة المتعلمة الشجاعة والضعيفة في آن واحد.
٦- الممثل الشاب علي قاسم الذي قام بدور "ضاحي" والذي استطاع من مشهد واحد أن يكسب تعاطف المشاهدين بعد أن ظل مكروهًا طوال الحلقات الأولى من المسلسل! وقد لاقت علاقة الحب التي نشأت بينه وبين أزهار (أخت طايع) انتباه قطاع كبير من المشاهدين!
٧- الممثل القدير رشدي الشامي (العمدة والد مهجة) وأداه التمثيلي للرجل الصعيدي ودوره الباكي في لحظة ضرب النار على مهجة. يذكر أن هذا الممثل هو من لعب دور سيد مكاوي في مسلسل أم كلثوم!
٨- المسلسل سلط الضوء على واحدة من أهم قضايا العصر وهي قضية تهريب الآثار المصرية والتي لطالما ظلت من الملفات الغائبة عن حديث الإعلام والصحافة، إلا قليل! ناقش المسلسل كثير من وقائع تهريب الآثار وطرق تزويرها وتهريبها بالتعاون مع السلطات الداخلية والخارجية! المسلسل ناقش أيضا قضية العنصرية ومشكلة الاستهزاء بالصعايدة والأفارقة خاصة في المشاهد التي جمعت بين طايع وصديقه الأفريقي الذي تعرف عليه في السجن.
٩- المسلسل أثار جدل واسع حول وضع المرأة في المجتمع الصعيدي، فهل هي فعلا نقطة ضعف لأبوها وأغلى ما يملك للدرجة التي تجعله يسامحها عن الزواج سراً بل ويتنازل عن كل ما يملك في سبيل الحفاظ عليها، أم أنها -وكما تربينا عليه- لا تجلب إلا العار لأهلها وليس أسهل من قتلها لغسل العار!
١٠- من أسباب نجاح المسلسل أيضا عدسة المخرج الموهوب عمرو سلامة والتي تعتبر هذه أول تجربة إخراجية له في الدراما التلفزيونية. الموسيقى التصويرية بتوقيع طارق الناصر كان لها أثر واضح في جذب تعاطف المشاهدين كما أن الأحداث السريعة والجديدة طوال الوقت تجعلك مشدود ومتلهف للمسلسل من أول دقيقة لأخر مشهد فيه. وجب الإشادة في ذلك للمؤلفين الأخوات محمد دياب وشيرين دياب وخالد دياب. في النهاية، لكل صناع عمل "طايع"... شكرا على هذه التجربة!
