كلنا كنا أطفال في يوم من الأيام وبالتأكيد كان لوالدينا تأثير كبير علينا في تعليمنا الكثير من الأشياء، لقد كان لديهم أسلوب في تربيتنا في ذلك الزمان يختلف عما نربي عليه أطفالنا اليوم، لكن لا نستطيع أن ننكر أن هناك أشياء نقدرها حقاً في تربية والدينا لنا وطبقناها في تربية أبنائنا وهناك أشياء اختلفنا فيها ولم نطبقها، بل قد نكون طبقنا عكسها. في البداية تحية لكل أب وأم قاموا بتربيتنا لزمن مختلف تماماً عن زمنهم، لقد كانت المتغيرات الإجتماعية والتكنولوجية في تطور متسارع عما عهدوا علية آبائهم وأجدادهم، لقد بذلوا كل ما يستطيعوه ويعرفوه لتربيتنا لكن التغيرات حولهم كانت حقاً سريعة. وفي النهاية لا شيء صحيح تماماً أو خطأ بشكل كامل لكن تربية الأطفال ليس لها اليوم أسس لعل أهمها أن التربية تحتاج الكثير من الحب والحزم والإستمرارية .
________________________________________________
هل يتوافق البرج الفلكي لكل أم مع أبنائها؟
________________________________________________
١٠ أشياء عن التربية سوف نتناولها اليوم ونشرح ما اختلفنا فيه مع آبائنا وما نؤيدهم فيه من وجهة نظر ٥ من الأمهات لأطفال يتراوح أعمارهم بين ٦ و ١٦ عاماً...
١- روتين النوم ...هل هو مفيد؟
"لم تكن أمي حريصة تماماً في ذلك فقد كنا ننام حين نتعب، لم يكن لنا موعد نوم يومي، ولكننا بطبيعة الحال كنا ننام ونصحو في مواعيد نومها وصحيانها. كنت كطفلة أستغرب من إصرار بعض الآباء من أقاربنا أو أصدقائنا على نوم أطفالهم في مواعيد معينة. لكنني بعد أن أصبحت أم رأيت أن وجود روتين يومي في النوم واليقظة مفيد للجانبين للأم والطفل. روتين النوم مفيد للأم لأنه يوفر لي وقتي الخاص الذي أستطيع فيه عمل شيء خاص بي حتى لو كان مجرد شرب فنجان من الشاي والاسترخاء أمام التلفاز أو أخذ حمام دافيء، أنه وقتي أنا الذي أستحقه بعد يوم كامل مليء بالأنشطة هذا الوقت يقلل من الضغوط ومريح نفسياً. من ناحية أخرى فروتين النوم ينظم يوم أطفالي، ويجعلهم أكثر نشاطاً عند الاستيقاظ بل أنه ساعدهم أن يعتمدوا بعد ذلك أكثر من روتين في أشياء مختلفة وطبقوه على أنفسهم. فمع الوقت أدركت ابنتي مثلاً معنى روتين النوم الذي كنت أمارسه معها والمكون من عدة أنشطة متكررة يومياً تهيئها للإسترخاء والنوم بداية من كوب اللبن قبل النوم، ثم دخول الحمام وغسيل أسنانها وارتداء ملابس النوم ثم قيامي بقراءة قصة لها في السرير وقيامنا بالثرثرة قليلاً في أي شيء مر بنا طوال اليوم ثم الخلود للنوم كان هذا هو روتين النوم الخاص بها. كانت أحيانًا تتذمر خاصة في الصيف لكنها أدركت بعد ذلك أنه مهم لها. حتى الأن هي تحرص على الاستيقاظ مبكراً والنوم في مواعيد معينة لن أنكر أنها أحياناً تحاول السهر ولكنها ترجع الآن وهي في الثانية عشر من عمرها لتقول أن السهر يأخذ من يومها ويجعلها كسولة واليوم يمر دون أن تحس به. هي حريصة أكثر مني على مواعيد نومها الآن. ولا أنكر أن هذا الروتين قد جعل ابني أيضاً أكثر حرصاً في اعتماد الكثير من الروتين فيما يتعلق بدراسته ومذاكرته. وحتى في أوقات فراغهما فهناك دائماً روتين فهناك وقت للتلفاز ووقت لتعلم مهارة جديدة سواء كانت لغة جديدة أو أي مهارة من مهارات المتعلقة بالكمبيوتر كالبرمجة وخلافة. كما أن هناك وقت أيضاً لتعلم أشياء جديدة ووصفات للمطبخ. لن أنكر أن روتين النوم كان هو الأساس في قدرتهما على تعلم تنظيم الوقت". هدى أم لطفلين في الـ ١٢ و ١٥
٢- مشاركة الأبناء الظروف والقدرات الحياتية
"بمعنى أن تكون ابنتي على علم بما أقدر عليه وبما لا أقدر عليه. بميزانية منزلنا، بقدرتنا وخطتنا في دفع ذلك الشيء وعدم القدرة على شيء آخر. نعم أنا أؤيد ذلك تماماً وأطبقه مع ابنتي فلدينا دائماً خطط ننفذها وأولويات وتشارك ابنتي في تحديد أولوياتنا، وتحديد ما نريده أكثر أو ما نريده أولاً وما الشيء الذي يمكن أن نستغني عنه أو نؤجله. هي تشاركني في اتخاذ القرار وتتفهم الظروف وتقدرها. لهذا أنا لا أحس بأي ضغوط في توفير متطلبات ابنتي، من ناحية أخرى هي تقدر ما أبذله لأجلها. لقد جعلني هذا الآن أقدر ما بذله والداي بشكل أكثر، فهم لم يشاركونا أبداً في توضيح قدراتهم، بل كانت طلباتنا دائماً مجابة، أقدر الآن مدى الضغط الذي قد يكون سببه ذلك عليهم." شيماء أم لطفلة في الـ ١٥
٣- إدارة ميزانية
"لم يكن والداي أبداً يعطوني مصروف خاص بي، كانوا ضد ذلك، كانوا دائماً يقولون لي لماذا المصروف الشهري أو الأسبوعي ونحن دائماً نشتري لك ما تريدين. لكن ذلك لم يوفر لي خبرة إدراة ميزانية ومعرفة قيمة التوفير وتحديد أولوياتي. لقد تعلمت ذلك وأنا كبيرة في السن بعد أن بدأت أعمل، حيث لم أكن أوفر أي شيء لسنوات طويلة لأنني لم أمارس هذا وأنا صغيرة. كان إدارة مرتبي لتوفير احتياجاتي شيئ صعب بالرغم أنني كنت لا أزال اعيش في منزل والداي! الإحساس بقيمة الأموال وتوفيرها هي شيء مهم ممارسته وتدريبه للطفل. وهو ما أتبعه مع ابنتي. فهي تدير ميزانيتها ومصروفها فتدخر منه، بل أحياناً ترى ادخاره أفضل من شراء أشياء غير مهمة. أنا كنت أريد تعليمها أهمية الأدخار وكيفية تحديد الأولويات والتعامل مع ميزانيتها المحدودة. " هذا أيضاً مما شاركتنا به شيماء أم لطفلة في الـ ١٥.
٤- ضغوط التعليم
"كان والداي يحرصان على أن أكون متفوقة، كانوا يقومون على مساعدتي أنا وأخوتي في استذكار دروسنا وكان هذا بالتأكيد يمثل ضغط عظيم عليهم وكان ذلك يمثل ضغط أيضاً علي أنا وأخوتي فقد كان علينا أن نستذكر لننجح بأحسن الدرجات الممكنة لإرضاء والداي لقد أستمر ذلك حتى أيام الجامعة. لم أكن أفهم معنى أن نجاحي هو لي. لم أشعر أبداً بلذة النجاح لأن المجهود لم يكن مجهودي...نعم لقد كان مجهودهم هم، أدركت ذلك الآن فقط! لذلك بعد أن بدأ طفلاي الدراسة بدأت أنقل لهما تدريجياً حقيقة أنني يمكنني أن أساعدهما في مذاكرة دروسهما لكنني أود أن يقوموا هم بذلك لأنها مسئوليتهم ولأنني لا أود أن أقوم بالمذاكرة مرة أخرى فمسئولية نجاحهم أو عدم نجاحهم راجعة لهم، فأنا قد نجحت منذ زمن! ونجاحهم الآن هو بداية لنجاحات واحدة تلو الأخرى في حياتهم بشكل عام. فبدأت معهم بمادة تلو الأخرى فبعد أن أتقنوا استذكار مادة وحدهم بدأت أترك لهم استذكار مادة أخرى وهكذا، ولن أنكر أن القلق كان ينتابني أحياناً وكنت أحياناً أخرى أحرص على مشاركتهم في المراجعات النهائية في أخر العام لكي أتأكد من استطاعتهم تحمل المسئولية كاملة ثم ومع امتحانات آخر العام بالصف الخامس الابتدائي منذ ذلك الحين وأنا لا أعلم عن مذاكرة طفلاي أي شيء، هما فقط يحكيان لي في حالة مواجهة مشكلات في مادة معينة لنبدأ في التفكير سوياً حول كيفية التغلب على أي مشكلة دراسية. لعل ما ساعدني أنهم توأم ولد وبنت وهما الآن سينتقلون للصف الثالث الإعدادي . هما يعلمان أن مذاكرتهما ونجاحهما لنفسهما وأن نجاح الإنسان في الحياة هو مبني على خطوات يقوم بها بنفسه ولنفسه. وفخرهما بالنجاح بالتأكيد يسعدني لكنه أولوية لهما وليس لي. ولقد شرحت لهم أيضاً أن كل إنسان قد ينجح وقد يخفق أحياناً لكنه يتعلم من اخفقاته لذلك لم أتذمر أبداً حينما بدأت درجاتهما تقل قليلاً عن المعهود بعد أن بدوا الاستذكار وحدهما تماماً بدون أي مساعدة مني فأنا أقدر الضغط والحمل والمسئولية وقلت لهما أن بعد شهر أو اثنين سيستطيعوا ضبط كل ذلك بالتعود وأنهم بالنسبة لي كمن قد حصلوا على الدرجات النهائية لأنهم قاموا بذلك وحدهم. وشهر تلو الآخر استطاعوا الرجوع لنفس مستواهم القديم في الدرجات تماماً كما كنت أساعدهم." مي أم لتوأم في الـ ١٤.
٥- المساعدة في أعمال المنزل
"كانت والدتي دوماً ما تعهد لي أنا وأخوتي ببعض الأعمال المنزلية دون تفرقة بين ولد أو بنت فالكل كان يشارك. لهذا أنا أعهد لابني وابنتي بالمشاركة في بعض الأعمال المنزلية منذ صغرهما بدءاً من ترتيب غرفتهما بعد اللعب ووضع كل شيء في مكانه وترتيب السرير ووضع أدوات الأكل الخاصة بهما بحوض المطبخ بعد الأكل ومع تقدمهما بالسن بدأت أعهد لهما بأعمال أخرى كنوع من أنواع تحمل المسئولية والمشاركة، وتعلم أساسيات أعمال المنزل مما يساعدهما في المستقبل فأنا مع مساعدة الأطفال في أعمال المنزل، وأؤيد ما قامت به أمي معنا. وإن أعمال المنزل ليست فقط محصورة على البنات فالكل يجب أن يشارك. وهذا ما تقدره زوجة أخي في تربية أمي لنا فهو يساعدها دوماً في أعمال المنزل" هدى أم لطفلين في الـ ١٢ و ١٥
________________________________________
_________________________________
٦- أخذ القرارات
"أترك لابنتي الفرصة لاتخاذ قرارتها وقد مارس أبواي ذلك معنا أنا وأخوتي لكن بشكل محدود أنا فقط قد وسعت نطاق اتخاذ القرار لدى ابنتي، فلها مطلق الحرية في اتخاذ القرار في مذاكرتها، فيما تفضله من رياضات أو هوايات وفي اختيار ملابسها، فلا توجد لدي قيود في ذلك كل ما يعنيني عند اتخاذ القرار هو أن تتحمل مسئولية القرار وتبعاته، بالطبع هي لم تدرك ذلك المعنى في البداية لكنني وضحته لها ووضحت لها أن الخطأ في اتخاذ القرار ليس نهاية العالم، في بعض الأحيان كنت أرى القرار الخاطئ فأقول أنه خاطئ لكني لا أرغمها على عكس ما تريده لكني كنت أوضح لها لو أن قرارها كان خاطئ وتسبب في مشكلات فنحن سنتعلم منه ونتحمل مسئوليته وسيكون درس لنا فلا نكرره. هذا أعطى لابنتي فرصة التجربة العملية في معرفة الصح من الخطأ. فبالطبع هي طفلة فالأخطاء كانت دائماً يمكن تداركها لكنه أعطاها ثقة في صحة كلامي عن تجربة وبالتالي فهي الآن تحرص على الحوار معي قبل اتخاذ القرار لأنها تعلم أني لن أجبرها على شيء ولكنها تحب أن تسمع رأيي لتتأكد من صحة قرارها. في أحيان تغامر بقرارات قد أراها خاطئة لكن يكون لها وجهة نظر لا أراها في حينها أنما تكون في بعض الأحيان صحيحة. لم يمنحني والداي هذه المساحة كانوا يخافون علينا من الخطأ ويرون عدم ضرورة اتخاذ قرار خاطئ. كانوا يقومون بحماياتنا أكثر من اللازم.لكن في هذا الزمن يحتاج الطفل للتجربة خاصة إذا كانت التجربة تحت عينيك وهدفها التعلم وتدعيم الثقة، فدعهم يتعلمون. بل لقد اكتسبت ابنتي مهارة حل المشكلات. واقتراح الحلول لأن عليها دائماً التفكير في كيفية حل المشكلات التي قد تترتب عن قرار خاطئ. من ناحية أخرى أنا أرى أن ذلك قد مكني أيضاً من التحكم في العناد لديها فابنتي عنيدة هي جينات وراثية من أمها وأبيها لكن اعطائها مساحة التجربة والحوار المفتوح والثقة قلل بقدر كبير من العناد والاختلاف بيننا وأعطاها قدر من الحرية والخبرة" كان هذا من تجربة شيماء مع ابنتها في الـ ١٥
٧- التواصل المفتوح
"لم يكن أبي أو أمي صديقاي ولكن كان بيننا تواصل مفتوح، كنت دائماً أقول ما أريد وأسأل عما أريد في حدود وإن كان الرد أحياناً لا يجيب عن تساؤلاتي لكن كان هناك قناة مفتوحة بيننا زادت مع التقدم في العمر، لكن لم نكن أصدقاء أما اليوم فأنا أحاول ذلك مع إبني وأحاول أن أكون صديقه له ليكون التواصل بيننا أفضل. أنا لا أعطي محاضرات لكنني أستمع باهتمام وأحكي معه باهتمام ونتبادل الأفكار والضحكات وأحاول أن أضع نفسي مكانه لتفهم أسبابه فيما يستشيرني فيه أو يسألني. قد نختلف لكن لا يوجد بيننا جدال أو مناقشات عنيفة وخصام. فالحياة لا تستحق." هذا كان رأي عبير في التواصل بينها وبين ابنها في الـ ١٢ من عمره
٨- عدم مقارنة طفلك بالآخرين
" كانت أمي دائماً ما تعقد المقارنات بيني وبين أولاد خالاتي في كل شيء بدءاً من النجاح والتفوق والأدب واللعب بهدوء، أشياء عديدة أنا أحب أولاد خالاتي لا أكرههم ولا أكره أمي لكنني كنت أتمنى أن ترى أمي مميزاتي أنا وأخواتي فأنا لم أكن متفوقة بالدراسة لكني أكتب الشعر، لم أكن جميلة لكنني كنت إجتماعية ولدي العديد من الأصدقاء الذين يحبونني أنا أعلم أنها تحبني وأن تلك كانت طريقتها في محاولة أن تحفزني لأكون أحسن أو أفضل، لكن بالتأكيد إن عدم رؤية والدتي لمميزاتي أو مهاراتي وعدم اشادتها بهذه المهارات ومقارنتي بالآخرين أنا وأخوتي قد أثر فينا بشكل أو بآخر نعم فقد أفقدنا ذلك الكثير من الثقة في النفس واحساسنا الدائم بالدونية وقد أخذ هذا مننا الكثير في تصحيح رؤيتنا لأنفسنا وتقييمنا لذاتنا... لذا فأنا تعلمت هذا الدرس بالطريق الصعب لقد تعلمت عدم مقارنة أطفالي بأطفال الآخرين أبداً، فكل طفل له ظروفه وقدراته. علينا أن نجد التميز والجمال في أطفالنا بدون مقارنتهم بالآخرين. فعليك أن تقومي بتشجيع أطفالك وجعلهم يشعرون بأنك فخورة بصفاتهم المميزة فهذا يساعدك في بناء ثقتهم بالنفس" كانت هذه تجربة إحدى السيدات التي رفضت ذكر اسمها.
٩- أنت قدوة لأطفالك
"فإذا أمرت ابني بعدم الكذب فأنا يجب ألا أكذب ولو حكيت له قصة عن حسن معاملة الضعفاء والغرباء أو عن صلة الرحم أو غيره من الدروس والعظات فيجب أن أكون أنا أول ما يطبق هذا. عليك أن تكوني مثل وقدوة لأن أطفالك عادة ما يقلدونك وأنت صاحبة أكبر تأثير عليهم، فلا تقولي له أبداً لا تكذب ثم تضعي نفسك أمامه في موقف تقولين فيه عكس الحقيقة وهو يعلم أن ما تقولينه عكس الحقيقة، فأنت تخلقي لديه احساس بالتضاد والإزدواجية وسوف يحس الطفل أنه لا مشكلة في الكذب، فعندما كانت تقول لي أمي أن أرد على الهاتف وأقول أنها غير موجودة بالمنزل رغم وجودها، هذا بالنسبة لي كطفلة ذات ٨ سنوات كذب بالرغم من أن أمي تنهاني وتعاقبني على الكذب، لماذا هو مسموح لها وليس لي، نعم كنت أقوم بالكذب لأني كنت لا أراه مشكلة، فهو ممكن وقتما نحب كما تصنع أمي! لم يكن إدراكي حينئذ مكتمل. لذلك فأنا الآن مثال حي لما أقوله لأبنائي فأنا لا أكذب أبداً لأني أمرتهم بعدم الكذب، أتعامل مع الجميع باحترام مع الجيران مع الأهل والأصدقاء مع حارس المنزل مع العامل في المطعم مع جامع القمامة ليس لدي معايير إزدواجية أبداً في التعامل فأنا قدوة لأبنائي لا أفعل أبداً عكس ما أقوله." كانت هذه تجربة إحدى السيدات التي رفضت ذكر اسمها.
١٠- التأديب والتهذيب ليس باستعمال العنف
نود في النهاية أن نقول أن جميع الأمهات اتفقن حول هذه النقطة لذا سنقوم هنا بتوعية كل أم في عدم استخدام العنف مع الأطفال، فالعنف ليس للتأديب والتهذيب. فهناك أساليب للتهذيب لكن لا تستخدمي العنف أبداً. والعنف يبدأ من استعمال الصوت العالي مع الأطفال، يليه العنف الجسدي المتمثل في الضرب. العنف سيخلق لك طفل عنيف، سيكون هو الطفل الذي يضرب زملائه ويتنمر بهم. فأنت قدوة لأبنك وهو سيقوم بتطبيق ما قمت به مع الآخرين سواء أصدقائه أو اخوته أو زملائه ثم من بعدها زوجته وأبنائه. من ناحية أخرى فالضرب له آثار نفسية ووجدانية متمثلة في شعور الطفل بأنه مرفوض، وعدم القدرة على الإرتباط بالآخرين، والصدمة، والخوف، والقلق، وعدم الشعور بالأمان، وفقدان الثقة بالنفس بالإضافة للإكتئاب وقد يؤثر ذلك بالطبع على تحصيل الطفل للدروس وعلى الذاكرة. بل قد يتبلور ذلك ويكبر في صورة آثار سلوكية مثل: الهروب من المدرسة، وسلوكيات معادية للمجتمع، ومدمرة، مما يؤدي إلى علاقات سيئة بالآخرين، واستبعاد من الدراسة، ومخالفة القوانين في كل فرصة بعد ذلك. فكل هذا من أثار استخدام العنف مع الأطفال. نعلم أن بعض الأباء قد يكون استخدم الضرب كوسيلة تأديبية ونعلم أن الكثير سيرد كلنا ضربنا لكن هناك الكثيرين أيضاً ممن لم يضربهم والديهم أبداً وهم بالفعل على قدر من التربية والأخلاق. تكمن المشكلة هنا في عدم وجود قواعد حازمة في تربية طفلك من البداية أو التهاون في هذه القواعد والتدليل الزائد والتغاضي عن الأخطاء والضحك فيما لا يصح فيه الضحك ثم تتفاجئ الأم أن طفلها لا يسمع الكلام أو يفعل عكس ما تقول له ولا تؤتي هنا الأساليب التأديبية نفعاً فتبدأ الأم في استعمال العنف كأنه هو الحل، لأن الطرق التأديبية السليمة لا تقوم بحل المشكلة. حسناً نود أن ننبه هنا أن عدم التزامك بقواعد محددة مع الطفل منذ البداية والتهاون فيها ينقلب دائماً عليك بدعوى أنه لا يزال طفل صغير. فالتربية كما قلنا تحتاج للحزم والاستمرارية وعدم التراخي بعيداً عن العنف.
مصدر الصورة الرئيسية انستجرام: fusunlindner