'يصرخ ولا يتوقف عن الصراخ.. تحاولي أن تهدأي من صراخه.. تحاولي أن تهدأي من أعصابك.. فقد تنفجر رأسك أو ستصرخين في وجهه، أو ربما قد تنهارين باكية من الضغط' هل تتعرضين لهذا الموقف شبه يومياً؟
عليك الذهاب إلى العمل ولكنك تشعرين برغبة في المكوث في الفراش طوال اليوم، وكما نقول للنظر إلى الفراغ فقط أو حتى لكي تحصلي على قسط من النوم، ومع ذلك لا يمكنك فعل هذا لأنك ببساطة عليك أن توصلي أطفالك إلى الحضانة أو المدرسة، وعليك الذهاب إلى العمل الذي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تخسريه، والإلتزام بمواعيد أخرى بعد العمل بداية من إحضار الأولاد وشراء مستلزمات المنزل وحتى توصيل أولادك للنادي أو التمرين... هل تمرين بهذه الفترة؟
تمكثين في المنزل مع أطفالك، لا تتفاعلي مع العالم الخارجي على حد قول الكثير من الأمهات، تشعرين بالضغط حتى من المكوث في المنزل، قلة النوم مع الإحساس بالذنب لعدم قدرتك حتى الجسدية أو العقلية على تلبية كل رغبات أطفالك ويصاحبك إحساس باللاأهمية والاكتئاب... هل تشعرين بهذه الأحاسيس؟
من منا لا يتعرض لأحد هذه السيناريوهات شبه يوميا، ومع ذلك إجابتك المحفوظة والتي لا تعنيها هي "نعم. أنا بخير؟" هل فعلا أنت بخير؟... هل فكرت يوميا في سؤال أولادك هل رفقتك لهم ممتعة معظم الوقت، أم أنك تصرخين وتشعرين بالغضب والرغبة في البكاء معظم الوقت؟ وكما قالت إحدى الطبيبات النفسيات: "إذا كنت تحت ضغط وتعانين من الاكتئاب والإحساس العام بالتعب ولكن مازلت تنكرين هذا الإحساس، فكل ما عليك فعله هو سؤال أولادك وإجابتهم ستخبرك أكثر عن صحتك النفسية."
إذا كنت تتعرضين إلى ضغط أو حالة مستمرة من الغضب والرغبة في البكاء أو ربما الفرار من كل تلك المسؤوليات، فهذا يعني أن صحتك النفسية ليست على ما يرام كما تدعين. وبعيدا عن طلب المساعدة التي ينصح بها دائما، إليك بعض الحلول التي قمت بتجربتها عند التعرض لهذا النوع من الضغط خاصة أني أم لطفلين.
١- الأولويات
بدلا من شراء إحدى الوجبات السريعة ظنا أن هذا يوفر عليك المجهود والمال ومن ثم بعدها بثوان تستكملين الشعور بالضغط الذي يحاصرك منذ بداية اليوم، وفري ما ستدفعيه في هذه الوجبة، واحرصي على دفع يوم استضافة في إحدى الحضانات أو حتى الأماكن المخصصة للعب الأطفال إذا كانوا في سن كبير، واذهبي لفعل ما تريدين حتى إن كان الحصول على قسط من النوم لساعات إضافية.
٢- ما تريدينه ليس ما يريده طفلك
عادة ما تحدث حالة أطلق عليها "الانهيار المفاجئ" للأم وحتى الأطفال من صريخ وعدم رضا من الطرفين بسبب أنهما لا يتفقان على حلول وسط. فمثلا قد تظني أن إعداد وجبة لذيذة لأطفالك ومشاهدة أحد الأفلام المفضلة لديهم أو حتى الخروج إلى أحد الأماكن الترفيهة ستسعد طفلك ومن ثم تفاجئين بنوبة من البكاء والصراخ وعدم إحساس بالرضا. ومن تجربتي، فذلك يرجع إلى فرضك رغبتك أو ما تظنيه أفضل للطفل وربما كل ما يريده قطعة من الحلوى أو المكوث بجانبك وقراءة القصص أو حتى التلوين فقط. لذا قبل اتخاذ قرار والإقدام على خطة بعينها فعليك سؤاله بغض النظر عن صغر سنه.
٣- التغيير
التغيير لا يتطلب أبدا الإجهاد البدني طوال الوقت... فشراء لعبة جديدة أو حتى اللعب معهم بإحدى الألعاب وأنت مستلقية على الأريكة قد يكون من الاختيارات الذكية والتي عادة ما أقوم بها بعد ساعات العمل المرهقة، ويمكنك قراءة "كيف تلعبين مع أطفالك وأنت مجهدة؟" هذا المقال يتضمن بعض الأفكار الجيدة التي ستساعدك.
٤- شاركيهم أعمال المنزل
مهما صغر سن أطفالك يمكنك مشاركتهم في أعمال المنزل حتى لا تندمي بعد ذلك. وعن تجربة، ابني ذو العامين يقوم ببعض أعمال المنزل الخفيفة وبدون مكافأة مادية من جانبي.
٥- أصغر الأشياء قد تغير حالتك النفسية
قد يختلف الأمر من شخص إلى آخر، ولكن ربما شراء شيء بسيط مثل القهوة أو شوكولاتة أو حتى شراء طلاء الأظافر المفضل لك أو القيام ببعض التمارين الرياضة السريعة قد يغير مزاجك قليلا.. وتذكري أن ما لا يدرك كله لا يترك كله.
٦- الشكوى
نعم، أنت بحاجة إلى أن تفرغي هذه الطاقة السلبية والضغط النفسي والعصبي الذي لديك. نعم لا يوجد مانع على الإطلاق من التحدث إلى إحدى صديقاتك أو حتى أختك عما تعانيه من ضغط، ولا تشعري بتأنيب الضمير لذلك.
٧- اهتمي بنفسك
بالطبع نموذج الأم الكاملة في كل شيء والذي تأنبين نفسك ليلا ونهارا بسببه هو نموذج في الأحلام فقط. ولكن صدقيني ارتداء ملابس أنيقة أو ما يرضيك سواء فى العمل أو حتى خارجه قد يغير حالتك النفسية أو تناولك وجبتك المفضلة أو حتى الاستماع إلى الموسيقى التي تفضليها وأنت في سيارتك.. كل هذه الأمور ستساعدك في الحفاظ على صحة نفسية جيدة نوعا ما.
مصدر الصورة الرئيسية: إنستجرام @mom_in_dubai