تناولت حكاية (حلم حياتي) من مسلسل "إلا أنا"، قضية مرض التوحد وتأثيره الأطفال والشباب وتعامل المجتمع مع هذا النوع من الأمراض. من خلال تمثيل الفنانة ميان السيد، لشخصية فتاة شابة تم تشخيص إصابتها بالتوحد في طفولتها والذي بدوره أثر على حياتها ككل، ولكنها لديها حلم تسعى لتحقيقه وهو أن تكون ممثلة، حيث تبدأ في مواجهة كثير من الانتقادات والمشاكل والتنمر بسبب إصابتها بالتوحد وعدم تقبل المجتمع لها. وما كان لافتًا للنظر هو انتقاد الكثيرين للمسلسل، باعتباره لا يجسد الصورة النمطية للتوحد التي اعتدنا على رؤيتها، ولكن بحسب العديد من الأطباء أم مرض التوحد ليس له صورة واحدة، ما يعني أن الصورة التي اعتدنا عليها ليس وحدها ما تمثل التوحد. إضافة إلى ذلك أن مرض التوحد يختلف كثيرًا في الإناث عن الذكور، وتعد الإناث هي الأصعب لذلك يتم تشخصيهن في وقت متأخر، على عكس الذكور الذين يسهل تشخيص إصابتهم في سن صغير.
احذري... ٥٠ جملة لا تقوليها لأبنائك أبدًا
ونظرًا لدورنا في التوعية، قررنا أن نشارك في هذا المقال تفاصيل أكثر عن مرض التوحد أسبابه وأعراضه والعلامات الأولى التي تكون مؤشرات يجب الانتباه لها، حتى نكون جميعًا على دراية وعلم بهذا المرض لتقديم المساعدة والدعم لمن يتم تشخيص إصابتهم به، ولمساعدة الأمهات في التعرف إذا كان طفلها مصاب بهذا المرض.
ما هو مرض التوحد؟
هو اضطراب في النمو العصبي للطفل يسبب صعوبة وضعف في التفاعل الاجتماعي والتواصل البصري واللفظي مع الأشخاص الآخرين، كما يؤثر على عملية معالجة البيانات في المخ وذلك بتغييره لكيفية ارتباط وانتظام الخلايا العصبية ونقاط اشتباكها. لذلك يسبب تأخر النمو المعرفي واللغوي لدى الطفل كما يتضمن الاضطراب أنماط محدودة ومتكررة من السلوك.
متى يصاب الطفل بمرض التوحد؟
يظهر مرض التوحد لدى الأطفال بداية من سن الرضاعة وقبل بلوغ الطفل سن الثلاث سنوات. ولكن ربما تتأخر عملية تشخيص الطفل بإصابته بالتوحد، بناء على سرعة إدراك الأهل للمؤشرات التحذيرية، وكما أخبرنا في الأعلى يكون التشخيص أسهل وأسرع في الذكور عن الإناث.
أسباب مرض التوحد:
حتى الآن لا يوجد سبب واضح أو مسبب لمرض التوحد ولكن توجد بعض العوامل المساعدة التي تزيد من احتمالية إصابة الطفل بمرض التوحد:
١- عوامل وراثية:
بعض الجينات قد تلعب دورًا في التسبب بالتوحد، وبعضها يجعل الطفل أكثر عرضة للإصابة بالاضطراب، بينما يُؤثر بعضها الآخر على نمو الدماغ وتطوره وعلى طريقة اتصال خلايا الدماغ فيما بينها. بالإضافة إلي وجود العامل الوراثي وإصابة أحد أفراد الأسرة بمرض التوحد من قبل.
٢- مشاكل في الولادة: وولادة الطفل بوزن أقل من الطبيعي
قد تسبب الولادة المبكرة عدم نمو المخ بالكامل، مما يعرض الطفل للاصابة بالتوحد، كما أن نقص الأكسجين خلال الولادة يتسبب في التأثير على الطفل، وسوء التغذية خلال الفترة الأولى من الحمل وعدم تناول الفوليك أسيد قد يتسبب في الإصابة بالتوحد أيضًا.
_________________________________________
١٧ علامة تدل على تعرض طفلك لتحرش أو اعتداء جنسي
________________________________________
٣- الأورام بالمخ:
قد تسبب الإصابة بأورام في المخ سواء كانت حميدة أو خبيثة بالاصابة بمرض التوحد بحسب أبحاث ودراسات طبية توصل إليها بعض الأطباء.
٤- التعرض إلى الالتهابات الفيروسية:
أشار بعض من الباحثون في الآونة الأخيرة احتمالية أن تكون العدوى الفيروسية، أو التلوث البيئي عاملًا محفزًا لنشوء وظهور مرض التوحد.
٥- الرضاعة الغير آمنة:
قد تتناول الأمهات بعض الأدوية التي تسبب الخلل في الكيمياء الخاصة بالجينات مما يعرض طفلها للإصابة بمرض التوحد. لذلك لا تقتصر التغذية الصحية على فترة الحمل فقط ولكن خلال فترة الرضاعة أيضًا والتأكد من عدم أخذ الأدوية بدون مراجعة الطبيب والنشرة الموجودة بداخل علبة الدواء، للتأكد على عدم احتواء الأدوية على مواد تؤثر على الجينات.
كيف تحمي أبنائك المراهقين من المواقع الإباحية؟
أعراض مرض التوحد:
مرض التوحد يؤثر على ثلاث مجالات تطورية أساسية وهى العلاقات الاجتماعية، اللغة والسلوك. يظهر على الطفل أعراض في هذه المحاور الرئيسية، إليك تفاصيلها…
أولًا، اضطرابات في المهارات الاجتماعية:
- عدم الاستجابة عندما يقوم أحد بالنداء بإسمه عدة مرات.
- قلة التواصل البصري وعدم النظر لعين من يتحدث معه.
- يظهر عدم الاهتمام عند التحدث معه ويبدو كأنه لا يستمع.
- ينفر من القبلات والأحضان ويكره التلامس.
- يبدو أنه لا يُدرك مشاعر وأحاسيس الآخرين.
- يظهر حبه للوجود بمفرده واللعب لوحده.
ثانيًا، مشاكل في المهارات اللغوية:
- يبدأ الكلام في سن متأخر عن باقي الأطفال.
- لا يقول كلمات أو جمل معينة اعتاد أن يرددها.
- يواجه صعوبة في التعبير عن نفسه وتكوين الجمل.
- يكرر الأفعال والتصرفات والكلمات الموجهة له.
- يقيم اتصال بصري عندما يريد شئ معين.
- التحدث بصوت غريب مثل الغناء أو صوت إنسان الآلي.
كيف أتعامل مع الطفل العصبي؟ إليك ١٠ طرق تساعدك
ثالثًا، مشاكل سلوكية:
- الإفراط في الحركة أو تكرارها.
- القيام بحركات مثل الاهتزاز والدوران كثيرًا.
- قد يقوم ببعض الحركات لإيذاء نفسه مثل العض والضرب.
- الاضطراب عند تغيير الروتين الخاص به.
- عدم الحساسية للضوء، أو الصوت، أو اللمس بشكل غير عادي، وعدم الشعور بالألم، أو الحرارة.
- وجود تفضيلات غذائيّة محدّدة، مثل تناول عدد قليل من الأطعمة، أو رفض نوع معيّن منها.
في النهاية يجب أن نعلم جميعًا شيئًا واحدًا أننا جميعنا مختلفون، وكون أن هناك طفل/ طفلة أو شاب/ شابة مصاب بالتوحد، هذا لا يعني أنه يعاني من مشكلة ما ويجب الابتعاد عنه أو تجنبه، بل هذا يعني أنه مختلف بطريقته ولديه مهارات وقدرات لا نمتلكها نحن. لذا يجب علينا احترام هذه الاختلافات وتقديرها…
مصدر الصورة الرئيسية: انستجرام @mayanelsayed