بدأت مؤخرا الإقدام على السواقة، وأنا متأكدة أنكم تعلمون جميعا كم هي معانة بالأخص في شوارع القاهرة الجميلة. أواجه يوميا العربات المسرعة بجنون وأيضا سائقي السيارات الغاضبون بسبب انتظارهم في نفس المكان لأكثر من ثلاثين دقيقة بسبب المرور. رؤيتي لهم والمعاناة من الزحام يوميا جعلني أدرك أهمية الصبر في حياتنا وعلمني أن أكون صبورة بعض الشيء. أعلم أننا نعيش في القرن الحادي والعشرين وأن كل ثانية تعد ثمينة للغاية في هذا العالم المتغير دائما. ولكن في بعض الأحيان، يجب علينا أن نتوقف ونصبر لنعطي لأنفسنا ولمن حولنا الفرصة للتنفس.
أنا لا أتحدث فقط عن السواقة، ولكن حتى في العلاقات سواء كانت بين أصدقاء أو بين محبين، فالصبر يلعب دورا هاما. منذ بضعة أيام مضت، تحدثت معي إحدى صديقاتي عن بعض المشاكل التي تعاني منها في علاقتها مع صديقها الحميم، وبينما كانت تقص لي ما يحدث بينهما شعرت أن المشكلة تكمن في إنعدام الصبر. كان كلا منهما يحث الأخر (وكل من كان طرفا في المشكلة) على إعطاء أجوبة في الحال وهو ما جعل الأمور تسيء أكثر فأكثر. أنا أؤمن بأن هناك أشياء كثيرة في حياتنا الحافلة يمكن أن تحل بإعطائها القليل من الوقت لتتغير وتتحول لشيء جميل. حتى البذرة الصغيرة تحتاج لوقت كاف لتكبر وتتفتح زهرة جميلة، فقط تعلموا الصبر.
مواضيع أخرى اخترناها لك: