واثقة أن جميعكم شاهد الفيلم الشهير "الرجل القائل: نعم" أو "Yes Man" الصادر في عام ٢٠٠٨. إلى هؤلاء الذين لم يشاهدوا الفيلم، دعوني أحكي لكم أحداثه باختصار. يجسد جيم كاري "بطل الفيلم" شخصية رجل يعيش حياة عادية وتقليدية ثم قرر في يوم ما أن يقول "نعم" إلى كل شيء وأي شيء يتعرض له في طريقه، وهو ما قاده إلى التعرف على فتاة أحلامه وخوض بعض المغامرات التي لا تنسى.
لقد خطر هذا الفيلم في ذهني منذ عدة أيام وأخذت أفكر، ما الذي سيحدث إذا قررت في أحد الأيام تطبيق نظرية "الرجل القائل: نعم" وأن أقبل كل ما يعُرض عليّ. هل سيكون يومي مختلفا عما أتوقعه؟ أم أن قصة الفيلم مجرد سيناريو عابر لا يستلزم فقط سوى الاستمتاع بمشاهدته وعدم التفكير فيه جديا بعد ذلك. وهل إذا قلت نعم لكل شيء، سأعاني من تضارب المهام والأفعال التي يجب عليّ القيام بها في وقت واحد!
كل فرد منا لديه منطقة راحة comfort zone؛ المكان أو الحيز الذي يشعر فيه بالأمان، ويستطيع فيه أن يتوقع ما سيحدث وبذلك يكون سعيدا. ولكنهم يقولون دائما؛ تقبّل التغيير وتعايش معه ولا تدع مخاوفك تعيقك.
ومن هنا قررت أن أجرب نظرية "Yes Man" ليوم واحد. ربما لا يحدث تغيرا كبيرا في يومي أو ربما أكون على وشك خوض مغامرات مثيرة كما في أحداث الفيلم.
إذا، فما رأيك أن تجربي التغيير ولو ليوم واحد؟ كيف؟ فقط طبّقي نظرية "Yes Man" وأخبري معارفك وأصدقائك عن نتيجة هذه التجربة. بالتاكيد في البداية سيستغربون الأمر وربما يلومونك بالتعليقات الساخرة التي تجعلك تشعرين بالحرج ولكنني أؤكد لك أن هذه التجربة ستكون مليئة بالكثير من المتع وربما تكون فيما بعد واحدة من أفضل ذكريات حياتك.
أعلم أنه يراودك الآن صوت خافت يقول لك لا تفعلي هذا الهراء! لا تستمعي إليه عزيزتي وحاولي تجاهل كافة الأشياء التي تعيق رغبتك في التغير وتجربة الأشياء الجديدة مثل التفكير الزائد والخوف وزيادة سرعة خفقان القلب. اعتبري أنها غير موجودة لأنه في أثناء الفترة الطويلة التي تستغرقينها في التفكير في التغير يكون قد مر عليك يوما آخر دون فعل أي شيء جديد.
الروتين مملا للغاية، ودعيني أقول لك سرا، إذا كنت تشعرين بالملل، فإنك حتما تعيشين الحياة بطريقة خاطئة!
إذّ الآن هل ستجربين نظرية الرجل القائل: نعم؟
مواضيع أخرى اخترناها لك:
إن لم تبدأي اليوم... فمتى ستبدأين؟