إذا سألت أي شخصين تربطهما علاقة عاطفية عن أكثر الأشياء التي تشعرهم بالسعادة، ستجدون من ضمن الإجابات قضاء الوقت معا في فعل أي شيء. هذا حقيقي! فكلا الطرفين يشعران بأنهما جزء مهم من الآخر، لذا يحرصان دائما على مشاركة شريك الحياة في كثير من الأشياء. ومن هنا سنتحدث عن الجزء الثاني الهام لتوطيد علاقة الحب بين الأزواج، ألا وهو تخصيص الوقت.
الحياة الزوجية بمسؤلياتها الكثيرة وضيق الوقت تجعل الأزواج يلفون في دائرة مغلقة محاورها العمل والأولاد والمدارس وواجبات المنزل ويغفلون إشعال الحب بينهما من وقت لآخر. وهذا بالطبع يؤثر بالسلب على العلاقة العاطفية ويجعل أي من الطرفين يشعر بأنه لم يصبح محبوبا أو أنه لم يصبح من اهتمامات الطرف الآخر.
كما تحدثنا مسبقا عن لغات الحب، فتكريس الوقت والاهتمام بقضاء جزء من اليوم مع شريك الحياة يعد من أساليب التعبير عن الحب. نعم فهي لغة من أهم اللغات التي تفقد مع الوقت في الزواج ولكن ينبغي أن ننتبه لها.
أعلم أن بعض من الأزواج سيقولون أن العمل هو الذي يشغلهم لذا يقضون جزء كبير من وقتهم فيه وهذا بالطبع يأتي على حساب زوجته وأولاده، وهنا نجد شكوى العديد من النساء من أنهن أصبحن لا يرون أزواجهن بسبب العمل أو الأصدقاء.
أريد أوجه نصيحة لكلا من الطرفين في العلاقة، ضعوا في مفكرتكم وقتا لبعضكما حتى تلتزمان به. اجعلا مساحة قليلة من الوقت ولتكن ٢٠ دقيقة مرتين أسبوعيا وتفرغا تماما وناقشوا فيها الأشياء التي حدثت خلال اليوم، خططوا لعمل شيء مميز كل أسبوع أو شهر، هذا بالتدريج سيشعل الحب مرة أخرى بينكما كما أنه سيعالج أزمة شعور الطرف الآخر بعدم الاهتمام. فإن الوقت من علامات الحب بأهميته وقيمته وحب الطرف الآخر له.
سوف أذكركم بشيء، إن كان العمل أو الأسرة أهم من وجودكما مع بعضكما، ففكروا بعد خمس سنوات من الآن ما الشكل الأمثل للعلاقة بينكما؟ هل كل منكما يرغب في أن يحقق حلمه في الوصول إلى منصب عال في العمل بمفرده أم مع باقي أفراد أسرته؟ إن كانت الإجابة الثانية فهذا يحتم عليكما تخصيص جزء من الوقت بشكل دائم لبعضكما البعض.