مرحباً بالجميع، أنا هدى، امرأة رومانسية، لا حول لها ولا قوة، تبلغ من العمر ٣٠ عامًا. لقد نشأت وأنا أحلم بأمير ساحر وقصة حب جميلة. ليس من الضروري أن تكون ملحمية أو كبيرة، يكفي فقط أن تكون رومانسية وتتمتع بالسعادة الدائمة. بالطبع، مع تقدمي في العمر ونضجي، أدركت أن الحياة ليست وردية للغاية ولا توجد قصص حب ملحمية في الحياة الحقيقية. لكن هذا لم يمنعني أبدًا من البحث عن الحب.
عندما أبدأ علاقة، ألقي الكثير من نفسي فيها وأحاول أن أجعلها تستمر، ولكن بعد ذلك عندما أشعر أن الرجل ليس مستثمرًا فيها مثلي، أبدأ في التراجع. أو أن الرجل يخاف ويقرر أنه ليس مستعدًا لهذا القدر من الشغف أو الحدة، أو أيًا كان ما يعتقده.
مع مرور السنين بدأت أشعر بعدم الأمان حيال الرومانسية بأكملها. لقد جربت المواعدة من أجل التعرف فقط أو المواعدة العمياء، وهو شيء اعتدت التهرب منه في أوائل العشرينات من عمري. كان البعض واعدًا، مثل ذلك المحامي الذي كان يبذل قصارى جهده لإثارة إعجابي. بكونه الرجل النبيل المثالي، يفتح الأبواب، ويدفع مقابل كل شيء، ويجلب لي الزهور، وكل الأشياء التي تشبه ذلك، لكن شعرت دائمًا أن كل ذلك كان مزيف وأن ما يفعله عكس شخصيته. فهو لم يتحدث كثيرًا عن نفسه أو عن حياته. لم يكن يحب حتى أن يخبرني بأسماء الأشخاص المهمين في حياته، وكان ذلك غريبًا.
رجل آخر بدا وكأنه حقيقي، فكنا نقضي الكثير من الأوقات المرحة معًا كلما التقينا. أخذني إلى مدن الملاهي، والتي كانت مثالية لقلبي الطفولي. ذهبنا لزيارة المتاحف مرات عديدة واستمتعنا بلعبة البحث عن الكنوز ومباريات كرة القدم والحفلات الموسيقية الحية. لكن لسبب ما لم أشعر بأي انجذاب نحوه. بالتفكير في الأمر، أعتقد أن السبب في ذلك، هو أننا لم نتشارك أبدًا أي لحظات حميمة أو هادئة. كان الأمر كله يتعلق بالمتعة والمزاح والقيام بأنشطة بدنية ولكن ليس عن الترابط أبدًا.
__________________________________________
أي نوع من الرجال تقعين في حبه دوماً؟
__________________________________________
لحظة! أعتقد أنني ابتعدت قليلاً عن الموضوع الأساسي، هاها. على أي حال، وصلت إلى نقطة أشعر فيها أنني قابلت كل شخص يمكنني مقابلته من خلال ستايل حياتي الخاص أو من خلال الأصدقاء أو معارف العائلة وما زلت لم أجد نصفي الآخر.
لم تكن المواعدة عبر الإنترنت خيارًا متاحًا بالنسبة لي أبدًا، ولكن عندما رأيت العديد من أصدقائي يستخدمون تطبيقات المواعدة ويجدون أشخاص لائقين ومناسبين بالفعل، حينها شعرت أنني أستطيع أن أمنحها فرصة أيضًا. ولم لا؟! فما اكتشفته كان على عكس الرؤية التي كانت في ذهني، حول الغرض من استخدام هذه التطبيقات.
كنت حذرة جدًا بالرغم من ذلك. فكتبت في البروفايل الخاص بي القليل عن نفسي ولكن تأكدت من قول "هل ترغب في قضاء وقتنا في التعرف على بعضنا البعض ببطء؟" فقط لإخبارهم أنني لست فتاة لليلة واحدة أو أبحث عن قضاء وقت ممتع من حين لآخر. كما أنني كنت أعلم جيدًا أن الأمر سيستغرق وقتًا طويلًا حتى أجد رجلًا يتطابق معي. فأنا أبحث عن ذلك الرجل الذي أشعر من خلال البروفايل الخاص به أنه حقيقي ولم يكتب مجرد كلامًا للفت النظر لا أكثر! لذا كنت أفتح التطبيق كل أسبوعين تقريبًا. أتصفحه لمدة نصف ساعة، وإذا كنت محظوظة للغاية حينها، كنت أصادف بروفايلات ٣ أو ٤ رجال يمكنني التطابق معهم، ولكني لم أفعل. هذا بالتأكيد لم يساعدني في التوافق مع أي شخص. في الحقيقة ليس هذا السبب الوحيد، فأنا مقتنعة أن السبب الأقوى كان تلك العبارة التي كتبتها على البروفايل الخاص بي، فبنسبة ١٠٠% أخافت الكثير من الرجال.
بعد حوالي شهرين، تلقيت أول إشعار لي بأنني متطابقة مع شخص ما! مع إشعار آخر برسالة من الشخص الذي تطابق معي. في اللحظة التي رأيتها فيها توترت أعصابي ولم أكن أعرف حتى ماذا أفعل؟ ما هي آداب المواعدة عبر الإنترنت؟ هل أستجيب على الفور أم يجب أن أنتظر عدة دقائق حتى لا أبدو متلهفة جدًا؟ أسئلة كثيرة، ولكن ليس لدي إجابة عليها، ولا فكرة مسبقة عما يحدث.
على أي حال، انتهى بي الأمر بسؤال أقرب أصدقائي عن كورس مكثف عن آداب المواعدة الأون لاين، حتى أعرف ما الذي أوقعت نفسي به. بعد ذلك أرسلت له، وبدأنا في الدردشة. لم أضع آمال عالية جدًا، فكما تعلمون، ليس من المنطقي أن أكون محظوظًة بما يكفي للعثور على الرجل المثالي بالنسبة لي في التطابق الأول. لقد أمضينا بضعة أسابيع فقط ندردش عبر الإنترنت، ونتحدث عن اهتماماتنا وهواياتنا وطموحاتنا في الحياة. كنت سعيدة جدًا لأنه احترم رغباتي في إبطاء الأمر ولم تكن محادثاتنا تضغط علي أبدًا بأي شكل من الأشكال.
بدأت أشعر بالرغبة لأخذ هذه العلاقة إلى الخطوة التالية ورؤية بعضنا البعض في الحياة الواقعية. لذلك، طلبت منه الخروج وقررنا أن نلتقي في أحد المقاهي المفضلة لدي، وهو مكان هادئ وغير رسمي. لقد شعرت بالإثارة لأننا أخيرًا نذهب في موعد معًا. دخلت وكان هناك بالفعل ينتظرني. تعرفنا على بعضنا البعض على الفور بابتسامات كبيرة على وجوهنا. أجلس، وفي رأسي أتطلع إلى محادثة ذات جانبين، ولكن ماذا حدث؟ لقد بدأ بالتحدث. ثم؟ تحدث أكثر، فأكثر، ثم المزيد من الحديث الذي لا نهاية له!
______________________________________
من هو شريك حياتك المثالي من المشاهير؟
______________________________________
لم يستطع التوقف. يبدو الأمر كما لو أنه يريد أن يخبرني بقصة حياته بأكملها في لقاء واحد وأنا فقط أعطيه مجموعة من التعليقات والهمهمات المختلطة مع القليل من تعابير الوجه التي تتطابق مع كل ما يقوله. ما الذي يحدث؟ ألم يتحدث مع أحد منذ وقت طويل؟ هل هو دائما هكذا؟ أم أنه شخص وحيد يتوق إلى الاهتمام؟ لقد كان ما يحدث زائدًا عن الحد ولم أستطع حتى التعامل مع الموقف أو الأشياء التي كان يخبرني بها.
بدأ الحديث عن حياته التعليمية والمدرسية والجامعية بالتفصيل الكامل الممل، وصولاً إلى الساعات التي درسها، ومعلميه المفضلين وعدد المرات التي أعجب فيها بفتيات. اعتقدت أنه ربما كان هذا جزءًا مهمًا للغاية من حياته والذي يؤثر بطريقة ما على شخصيته اليوم، وهذا ما يريد توضيحه بحديثه... ولكن لا! لقد تحول من هذا إلى الطريقة التي قرر بها السفر إلى الخارج لمحاولة العثور على عمل هناك والأشخاص الذين التقى بهم والذين ساعدوه طوال الوقت. والجدير بالذكر أن الغالبية منهم كانوا من النساء المؤثرات، اللاتي غازلهم عدة مرات وكانوا مفتونين به لدرجة ترقيته أو منحه منصب وظيفي أعلى في شركة أخرى! وصولي بعض الشيء لأكون صادقًة، ألا تعتقدون ذلك؟!
دعوني أخبركم أنني كنت غير مرتاحة للغاية، وحقًا أردت التظاهر بحالة طارئة لمجرد المغادرة. بعد ذلك، قلت لنفسي ألا أتسرع في حكمي وأعطيه بالفعل فرصة عادلة. فالأشياء التي كان يتحدث عنها كانت منذ سنوات عديدة، وربما يكون قد تغير أو ربما لم يكن سيئًا كما بدا من حديثه أو أن تكون خانته بعض التعبيرات. حسنًا، سأطرح عليه بعض الأسئلة لفهم المزيد عن إذا كان حقًا لديه عادة استغلال النساء أم لا. ولكن يبدو أنني كنت طموحة للغاية في ذلك الوقت، فلم أستطع أن أوقفه عن الحديث المشتت لفترة طويلة بما يكفي لأسأل أي شيء على الإطلاق!
لحظة! لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فما حدث تاليًا كان مدهش بشكل أكبر. لقد بدأ في الحديث عن علاقاته الغرامية السابقة، وعلاقات الليلة الواحدة، حتى عاداته الجنسية تحدث عنها!
كيف يمكنني حتى الرد على ذلك؟ كان كل شيء صادمًا بالنسبة لي. وتوقعت أن هذا أسوأ ما قد يحدث. ولكن مرة أخرى كنت طموحة للغاية. لقد ساءت الأمور أكثر، عندما طلب مني أن أخبره عن علاقاتي السابقة... يا رجل، لقد التقينا للتو اليوم! أليست هذه محادثة تليق بالموعد الخامس أو شيء من هذا القبيل؟ أخبرته كثيرًا لكن رده كان "بما أننا سنصل إلى هناك على أي حال، فلماذا ننتظر؟ أحب أن أقوم باختصار الكثير وأن أكون منفتحًا على أي موضوع وكل المواضيع." حسنًا، نعم، ولكن ليس في الموعد الأول، ولا حتى في حال أنني لم أتمكن من قول ٣ جمل كاملة منذ وصولي إلى هنا!
لقد فقدت اهتمامي بالكامل لبقية الموعد وكنت آمل فقط أن يتوقف عن التحدث قريبًا أو أن يتصل بي شخص ما حتى أتمكن من التظاهر بأنني بحاجة للذهاب. وأعتبر أن ما حدث كان مجرد يوم ومضى، ولن أوافق على رؤيته مرة أخرى. ولكن الوضع كان يزداد سوءاً حتى اللحظة الأخيرة، فوجدته يمسك يدي ويغلق أصابعنا معًا... أخبرته بهدوء أنه لا يزال مبكرًا، لست مرتاحة بعد لمسك اليد، وتركها أخيرًا. مرت بضع دقائق أخرى ثم وجدته يمسك بيدي مرة أخرى. هل استمع لما قلته من قبل؟ هل كنت أتحدث لشخص آخر؟ هل بالأساس يستمع لأي شخص غير نفسه؟ يبدو أنه شخص مختلف تمامًا عن الذي كنت أتحدث إليه عبر الرسائل النصية.
سحبت يدي بعيدًا مرة أخرى وقلت له ألا يفعل ذلك ثانية، وأنني لم أعتاد عليه حتى الآن وأنه يجب عليه احترام رغباتي حتى لو كان ذلك شيء بسيط مثل الإمساك باليد. لحسن الحظ، لم يفعل ذلك مرة أخرى حتى نهاية اللقاء. غادرت ولم أرد على أي من رسائله بعد ذلك.
هذا لا يعني أنني توقفت عن استخدام تطبيق المواعدة عبر الإنترنت. لقد مر أكثر من ٣ أسابيع منذ آخر مرة تطابقت فيها مع شخصًا ما ولكني لم أتجاوز مرحلة الدردشة مطلقًا. هل تعتقدون أنه يمكنني بالفعل العثور على شخص قد يعجبني وربما يبحث عن صلة أعمق على هذه التطبيقات؟
مصدر الصورة الرئيسية: انستجرام @thechanelsimone