حبيبة: لدي خبر هام أشارككم به وهو أحد الأسباب أني جمعتكم هنا اليوم.
بيلي: يبدو أنه لدينا جميعا أخبار مثيرة.
حبيبة: قل أنت أولا هيهيهي
بيلي: لا أنت أولا، لا أريد أن أشوش على خبرك الهام.
حبيبة: لا لا، أنت أولا.
دينا: هيا أنتما الاثنين، توقفوا عن التعامل بأدب فنحن نعرف الحقيقة. تحدثوا الآن!
مرت لحظة صمت ثم تحدثا حبيبة وبيلي في نفس اللحظة.
حبيبة: سنتزوج في سبتمبر القادم! // بيلي: أنا وناتالي تطلقنا!
كان رد فعل أغلب من على المائدة متطابق تماما: ماذا؟!
كانت لحظة تشتت وحيرة، فأي خبر علينا الرد عليه أولا؟ نظرت إلى دينا ومنى ولكن لم يعرف أحد ما علينا فعله. قررت حبيبة أن تبدأ بالكلام: "ماذا حدث يا بيلي؟ هل أنت بخير؟"
بيلي: نعم بخير. ادركنا كلانا بعد الزواج بأسبوع أننا ارتكبنا أكبر خطأ في حياتنا. سأخبركم كل شيء لاحقا والآن لنعود لأخبارك السعيدة. مبرووك!
أنا: نحن سعداء جدا لك يا حبيبة.
دينا: أنا أسفة جدا لسماع هذا الخبر يا بيلي ولكن كما يقولون، لكل شيء سببا. حبيبة، لا تقولي أنك ستختاري لوسي لتكون أشبينتك، أنت تعرفين أن هذا مكاني.
ضحكنا جميعا وتمكنت دينا من الحد من غرابة الموقف بجانبها التنافسي.
أنا: توقفي يا دينا، كلانا نعلم أني أشبينة أفضل منك كثيرا.
دينا: هل تعتقدي هذا؟ إذا بدأنا التحدي!
بعد ذلك مر الإفطار دون مشاكل، وكنت قد نسيت تماما أني أغلقت هاتفي. ما بين خبر زواج وخبر طلاق، لم أعرف موقفي من عمرو على الإطلاق وشعرت برغبة في التحدث معه والفهم أكثر. دينا كانت على حق، فهو يستحق أن أعطيه الفرصة لأسمعه بعقلية متفتحة، وكان خروجي مسرعة من المكتب تصرف طفولي. كل ما أعرفه هو أن كلامه جعلني أرى إعادة لما حدث مع بيلي مما أغضبني كثيرا.
كنت على وشك الخروج إلى الشرفة لأتصل بعمرو ولكني رأيت بيلي آتٍ خلفي.
أنا: هاي.
بيلي: هاي، كيف حالك؟ لم أراك منذ مدة كبيرة.
أنا: نعم! الأمور جيدة نوعا ما. أسفة لطلاقك.
بيلي: هل أنت حقا؟ رأيت أنك صدمت جدا ولكني لم أفهم المعني الحقيقي لهذه الصدمة.
أنا: لم تعني شيء سوى أني تفاجأت بالخبر، فقد كنت أظن أن الأمور جيدة بينكما.
بيلي: كانت سيئة جدا، وأنت كنت تعلمين هذا منذ يوم الزفاف. هل تتذكرين؟
أنا: آه صحيح، نعم أتذكر الآن.
بيلي: تسرعت في الزواج لأنها كانت لحوحة وتحاول جديا أن تثبت لنفسها انها تغيرت ولم تعد الشخصية الحقيرة التي كانت عليها من قبل.
أنا: وماذا بعد؟
بيلي: هي مازالت كما كانت بالظبط ولم يتغير شيء. كنت غبي لأني صدقت أنها تغيرت للأفضل، بالأخص لأني كنت أعرفها جيدا جدا.
أنا: مثل هذه الأمور تحدث كثيرا، لا تقلق حيالها.
بيلي: أنا أيضا كنت سيئا جدا معك. أتمنى أن تسامحيني.
أنا: لا تقلق حيالي، فقد تغلبت على الأمر بالكامل يا رجل.
بيلي: أنت تعلمين أني أعرفك جيدا، أليس كذلك؟
أنا: ماذا تقصد؟
بيلي: أقصد أن عندما تقولين كلمات مثل "رجل" و"تغلبت على الأمر بالكامل" لا يكون الحقيقة، بل تحاولين جاهدة ولم تنجحي بعد.
أنا: ما علينا هاهاها. أنا حقا بخير، أنت تعلم أني على علاقة بعمرو الآن... أعتقد.
بيلي: تعتقدي؟ أنتما إما على علاقة أو لا.
أنا: لا نحن على علاقة ولكن هناك بعض المطبات الصغيرة التي كنت على وشك حلها قبل أن نتحدث الآن.
فتحت هاتفي كإشارة لبيلي أني سأتصل بعمرو وأن هذا هو الوقت ليتركني بمفردي ولكنه ظل واقفا.
بيلي: واو! ٢٤ مكالمة من عمرو...
أنا: لماذا تنظر في هاتفي؟
بيلي: حسنا، حسنا، أعلم أنه تصرف فظ. أنا أسف.
قررت أن أبعث رسالة إلى عمرو ليقابلني بعد العزومة لأن بيلي لم يكن سيتحرك وبالتأكيد لن أتحدث أمامه. اتفقنا أننا سنتقابل بعد ساعة من الآن للتحدث في كل شيء.
بيلي: إذا؟
أنا: إذا ماذا؟
بيلي: هل أنت سعيدة معه؟
أنا: نعم، سعيدة جدا.
بيلي: أنت تناقضين نفسك.
أنا: لا طبعا، وأنا لست مضطرة لتفسير أي شيء لك. في حالة إن كنت قد نسيت، أنت لا تملك أي حق لتحاول التحدث بكلام معسول وتحاول أن تعود مرة ثانية في حياتي. حصولك على الطلاق من ناتالي حقا لا يعني شيئا بالنسبة لي وأنت من أفسد علاقتنا. هل تتذكر؟
بيلي: نعم أتذكر ولا تمر عليّ لحظة دون أن أندم على ما حدث. أنت كنت أفضل شيء حدث لي سواء كصديقة أو تلك الفتاة التي أحبها بجنون.
أنا: لقد فات الآوان لهذا.
بيلي: ثقي بي، لم يفت. الوقت وحده سيثبت لك أني على حق، ففي النهاية سنعود مرة ثانية معا وستسامحيني وسأعوضك عن كل ما حدث. هذا طبعا بعد أن تنهي علاقتك بعمرو. أنا وأنت مخلوقين لبعض.
بمجرد أن قال هذا كنت سأرد عليه بحزم وحدة، ولكن دخلت حبيبة بوجه بشوش وسعيد وحضنتني.
حبيبة: لوسي، إن لم تدخلي الآن وتوقفي دينا عن إلحاحها سأقذف كيكة الأيس كريم في وجهها.
أنا: هاهاها ماذا فعلت الآن؟
حبيبة: تحاول جاهدة أن تقنعني بأنها تستحق أن تكون الأشبينة أكثر منك. ولكن الحق يقال، هذا لن يحدث أبدا فأنت تعرفي كم أحبك.
بيلي: هي إنسانة تجعل كل من يتعامل معها يحبها.
قال هذا بينما كان يحدق بي وللحظة ارتكبت خطأ النظر إليه في عينيه وبدأت الذكريات تعود لي. حركت رأسي يمينا ويسارا وكأني أبعدها عني.
عدنا مع باقي المجموعة وبعد التحدث مع الجميع، اضطريت أن استأذن منهم لأذهب لمقابلة عمرو. كان الوضع غير مريح بمجرد أن ركبت سيارة عمرو.
أنا: إذا، هل ستتحدث؟ أحاول أن أفهم ما حدث ولكني لم أستطع. لماذا قد تخفي شيء كهذا عني؟
عمرو: كنت أحاول أن أجد سبب وجيه لإخفاء هذا الأمر ولكني بصراحة لم أجد سبب سوى أني غبي.
أنا: رد مقنع جدا.
عمرو: أنا حقا غبي، في البداية عندما تعرفنا وبدأنا نصبح أصدقاء لم أقول لأحد حقيقة لأنه كان أمر منذ زمن بعيد. تزوجت عندما كنت في الرابعة والعشرين من عمري، ما يقرب من إحدى عشر عاما مضت. وبعد ذلك أنهيت علاقتك ببيلي وبدأت أفكر أن هناك فرصة بيننا، وبدأت أرى منك إشارات متناقضة وكانت الأمور بيننا مشتتة. أنت حتى لم تكوني متأكدة أنك تريدين بداية علاقة معي ولم أجد الشجاعة لأقول لك وأخاطر بإفساد فرصتنا.
فكرت في الأمر قليلا وكان كلامه منطقيا، ففي بعض الأحيان يتصرف الأشخاص بطريقة ما دون التفكير كثيرا في العواقب ولكن هذا لا يعني أنه رجل سيء. ولكني مازلت غاضبة منه.
أنا: كانت أمامك فرص أخرى عديدة لتقول لي، على سبيل المثال عندما بدأنا نتواعد. نحن نرى بعضنا يوميا، أليس كذلك؟
عمرو: أنت على حق، ولكن كلما سكت أكثر كلما كان أصعب عليّ أن أتحدث معك بهذا الأمر. ولكني وصلت لمرحلة شعرت فيها أنه يتحتم عليّ شرح موقفي.
أنا: لماذا الآن؟
عمرو: شعرت أن الأمور ستصبح أكثر جديا فيما بعد ويجب أن تكوني على علم بهذا الأمر. لم أريد إخفائه عنك أكثر من هذا. كما يجب عليك معرفة السبب الذي قد يجعلني أشعر بالذعر بعض الشيء ويجب أن تعرفي أنه ليس بسببك. كما قلت لك من قبل، فأنا لم أكن أنوي الدخول في علاقة جدية مع أحد بل كنت أخطط المواعدة دون التزامات، مثل دينا. ولكني أدركت أني مجنون بك وأن الشيء الوحيد الذي يبدو منطقيا لي هو علاقتنا وأن تنتهي بالزواج.
أنا: لا أقول أن كلامك منطقيا بالكامل ولكني أفهم كيف يمكن أن يحدث هذا. أنت مدين لي بعشاء فاخر وحذاء أنيق و... سأفكر فيما أيضا.
عمرو: هاهاها، حسنا، لك كل ما تريدين.
بعد ذلك بدأت المحادثة تسترسل بشكل طبيعي وبعد قليل اختفى كل غضبي منه. حكيت له عن أخبار بيلي وحبيبة وكيف تصرف بيلي بطريقة مجنونة على الشرفة مما جعله يشعر بغيرة شديدة.
عمرو: أنا أكره هذا الرجل!
أنا: أنا لا أكرهه ولكني لا أظن أنه متزن.
عمرو: كان يجب أن تقولي، أكرهه أنا أيضا.
أنا: ولكنه ليس حقيقي. الآن أريد رؤية صورة لزوجتك السابقة وعليك أن تعدني أنك لن تكذب عليّ مرة ثانية على الإطلاق.
عمرو: أعدك.