يقولون أن الإنتقام يجب أن ينفذ بحزم. هذا ليس بشرط، ولكني أردت أن أبدأ مقالتي بطريقة درامية. عندما كتبت لكم أخر مقالة كنت قد قررت ألا اجعل منى وبيلي يعرفون بأني اكتشفت أنه كان مقلب، فقد فكرت أن من الأفضل أن أرد لهم هذا المقلب، ولكن بطريقة أكثر مرحاً. بعد الكثير من المناقشات مع دينا توصلنا إلى فكرة رائعة ومقلب سيسعدني جداً، ولكني اتمنى أن لا يأخذوا الأمر بمحمل شخصي.
حيث أن مهارتي في التمثيل ليست جيدة، فكرت أن أفضل طريقة لبدء المقلب هو عن طريق واتس آب، لأتمكن من اقناعهم بدون أن يشكوا في شيء. انشأت شات جماعي وأسميته "دعوات حصرية" ودعوت فيها بيلي، منى وبالطبع شريكتي في الجريمة دينا.
أنا: هاي شباب، ما الأخبار؟ لدي أخبار رائعة!
دينا: ما هي؟
أنا: نحن ننظم حدث حصري جداً لفرقة وكنت أحاول أن أعثر لكم على دعوات، وأخيراً استطعت!
بيلي: هذا خبر رائع ;)
منى: متى؟
أنا: مساء الغد. استعدوا لليلة لن تنسى.
دينا: واااو! لا احتمل الإنتظار.
منى: أنا أيضاً.
بيلي: ما هي الفرقة؟
أنا: مفاجأة. لا استطيع أن أفسدها وأقول لكم، ولكن كل ما استطيع قوله هو انكم ستعشقونهم...
دينا: قواعد اللبس؟ جينز وما شابه؟
أنا: لا لا، كما قلت، هو حدث حصري جداً، ولهذا يجب إرتداء ملابس رسمية. فساتين سهرة أو بدلة بالنسبة لك يا بيلي ;)
منى: همم، أنا لست في مزاج للتأنق.
بيلي: فكرة رائعة، أنا سأذهب.
دينا: تعجبني الفكرة أيضاً، سأذهب أيضاً.
منى: حسناً، إذا كان بيلي ودينا موافقان فلن أكون السبب في إفساد اليوم!
أنا: رائع! سأمر عليكم غداً الساعة ٦ مساءً.
وبهذه البساطة اكتملت المرحلة الأولى من المقلب، ولم يشك أحد في الأمر. بعثت لدينا رسالة بمفردها على واتس آب لمناقشة الخطوات القادمة، والتي ستعرفونها بعد قليل.
حان اليوم، وارتديت واحد من بنطلونات الجينز المفضلة لدي، والذي يجعل مؤخرتي تبدو رائعة مع تي شيرت مناسب له. بالطبع اضطررت أن اجلب معي في السيارة واحد من فساتيني كتمويه. بعد ١٠ دقائق، وصلت إلى بيت بيلي وكان ينتظرني. سلم علي بقبلة طويلة ودافئة على وجنتي وحضن كبير، وهو ما أسعدني كثيراً. هل يجب علي أن أقول له اننا كنا نعد مقلب وأني أعلم أنه فعل نفس الشيء معي هو ومنى؟ هو وسيم جداً، أن لا استطيع أن أفعل هذا به. بمجرد أن كنت سأعترف بكل شيء، اتصلت بي دينا لتتأكد أن كل شيء يسير كما خططنا وأطلعتني أن كل شيء معد لديها بمجرد وصولنا. لقد كان إتصال دينا بمثابة مكالمة لإفاقتي، فقررت أن أتمسك بكل ما خططنا له، بدلاً من أن أقول كل شيء لبيلي. عندما مررنا على منى، كانت متأنقة جداً، وهو ما جعلني أتساءل لماذا كانت ترتدي ملابس أنيقة بهذا الشكل؟ هي لم تكن مهتمة ومتحمسة للحدث من البداية، أم أنها تحاول أن تلفت انظار بيلي؟ حاولي أكثر يا منى، هو لن يستسلم بهذه السهولة.
منى: لماذا ترتدين جينز؟
أنا: مازال أمامي بعض المهام لأقوم بها عندما نصل هناك، ولذلك سأغير ملابسي بعد ساعة تقريباً.
منى: حسناً، رد مقنع.
لقد صدقتني، الحمد لله. وصلنا أخيراً إلى الفيلا التي يمتلكها زوج أخت دينا، ولكني بالطبع كنت الوحيدة التي تعرف هذا. كان بإمكاني سماع صوت الأطفال، فأغلقت النوافذ، رفعت صوت الموسيقى وفتحت التكييف حتى لا يكتشفوا المقلب بعد. بمجرد أن دخلنا، وجدنا الكثير من الزينة الملونة ولافتة مكتوب عليها "عيد ميلاد سعيد يا مو".
بيلي: مين مو؟
أنا: ستعرف حالاً.
بعد ١٠ ثواني وجدنا جيش من الأطفال يجرون تجاهنا وهم يصرخون: "وصلتممم!" لم اتمكن من منع نفسي من الضحك بصوت عالي. نظر إلي بيلي ومنى وهم حائرون، وأنا فقط نظرت اليهم بجدية. بعد قليل ظهرت دينا وهي تجري خلف الأطفال. "رائع، أنا سعيدة انكم تمكنتم من المجيء".
بيلي: ماذا يحدث؟
أنا: كنت أعلم انكم لن تحضروا إلا إذا جعلنا الأمر يبدو كحدث مرموق.
منى: ولماذا يجب أن نكون هنا في الأساس؟
دينا: ببساطة، فريق الترفيه لعيد ميلاد قريبي ألغوا معنا في أخر لحظة، وجاءتني هذه الفكرة الرائعة حيث أنك أنت وبيلي تجيدون التعامل مع الأطفال، ففكرت لم لا تساعدوني قليلاً؟
بيلي: هل كنتي على علم بهذا؟
أنا: نعم، أنا اسفة. ولكن كان يجب أن نساعدها.
بيلي: أنا لا اعترض على مساعدتها، ولكن لماذا بحق الجحيم كان يجب أن ارتدي بدلة لهذا؟
أنا: فقط توقعنا أن هذا سيعجب الأطفال أكثر.
لم يكن كلامي منطقي على الإطلاق، وهو كان يعلم هذا. كان يبدو على منى أنها منزعجة ولكنها حاولت التحمل. يا تري في ماذا يفكر بيلي الآن؟ هل سيرحل أم سينتظر ويرى ماذا سيحدث لاحقاً؟ قبل أن انتهي من هذه الفكرة، جاء قريب دينا وقام بسحب بيلي من يده وهو يقول: "يللا نبدأأأأأأأأ".
دعوني أقول لكم بإختصار ما فعله الأطفال بهم، جعلوهم يقفوا كأهداف في حرب المياه، طلبوا منهم أن يقوموا بتمثيل مسرحية صغيرة وعندما وصلت التورتة أخيراً، ظن بيلي ومنى أنها نهاية اليوم، بدأت حرب بالتورتة. عندما وصلنا إلى هذه المرحلة بدأت أشفق عليهم وبالأخص بيلي. شعرت أنه لم يمانع أو ينزعج بنفس قدر منى، ولكن عندما يكتشف أني خططت هذا كله مع دينا ضده، سيثور جداً، ففكرت أن اتدخل في أي لحظة لأنقذ نفسي. أخذت قطعة من التورتة وقذفت بها على دينا، ثم على قريب دينا. لم يتمكن من التوقف من الضحك، يبدو أنه طفل مرح جداً. كان هدفي التالي هو بيلي، وقبل أن أقذفه رأيت منى تلقي بكتلة كبيرة تجاهي. جميل جداً، لقد أصبح شعري ممتلئ من الكريمة المخفوقة والفراولة. هذا لم يفسد مزاجي على الإطلاق، بالعكس، لم اتمكن من التوقف عن الضحك وهمست في أذن بيلي: "كما تدين تدان، أليس كذلك؟"
بيلي: نعم؟
أنا: على الرغم من أني من خطط لهذا، إلا أني مغطاه بالتورتة، ليس فقط وجهي ولكن شعري أيضاً.
بيلي: كنت متأكد!
أنا: حقاً؟
بيلي: بالطبع، هل هناك سبب أخر لتحدث كل هذه المصادفات في نفس الوقت؟ فقط فكرت أن انتظر لأجعلك تنتقمي منا. هل هذا إثبات كافي كم تعنين لي؟
أحسست بخجل، ثم وجدت كتلة جديدة تلقى على أذني. غمزت لي دينا. هذه ال****، لي تصرف أخر معها.
أنا: هذا فقط رد بسيط لما فعلته أنت ومنى بي!
بيلي: لم تكن فكرتي، كانت فكرة منى.
أنا: حسناً، ولكنها لم تكن مرحة مثل فكرتي.
بيلي: لقد كانت بالنسبة لي!
أنا: لماذا؟
بيلي: هذا أثبت لي أنك تهتمين بي كثيراً ولذلك تغاري علي.
أنا: بالطبع!
بيلي: سعدت بمعرفة ذلك.
أنا: بعد إذنك، سأذهب الآن لأطعم شعر منى من التورتة مثلما حدث لشعري.