رن الهاتف يوم السبت في السابعة صباحا. من بحق الجحيم يمكنه الإتصال في وقت كهذا؟ أعتقد أنه من الأفضل أن أتجاهله، فقد يكون رقم غريب يحاول التعرف على أي فتاة. ألغيت الإتصال دون أن أنظر من المتصل ولكنه رن مرة ثانية! ماذا الآن؟
أنا: آلو
دينا: هاي لوسي
صوتها لم يكن يدل أنها بخير، فكان يرتعش وكأنها كانت تبكي. دينا ليست من الذين يبكون، لابد أن هناك شيئا سيئا جدا حدث!
أنا: ما المشكلة حبيبتي؟ هل كل شيء بخير؟
دينا: في الحقيقة لا، هل يمكنك أن تأتي من فضلك؟
أنا: بالتأكيد، ولكن من فضلك قولي لي ما المشكلة، لا يمكنني الإنتظار حتى أراك...
دينا: أرجوك، دعينا نتحدث عندما تكوني هنا.
إنتفضت من السرير، ارتديت ملابس مريحة وكنت على وشك الإسراع خارج المنزل.
أمي: لوسي، أين أنت ذاهبة مبكرا هكذا؟
أنا: دينا اتصلت بي وهي تبكي، يجب أن أذهب إليها لأرى ما المشكلة.
أمي: كلي شيئا أولا، ستجوعين جدا ووجهك أصبح أصفر.
أنا: سأكل شيئا هناك، كما أنك قلت لي أمس أنك سعيدة أني أبدو صحية، لا يمكن أن أتحول فجأة بهذه السرعة هاهاهاا
وصلت أخيرا لبيت دينا ولم يبدو أن هناك أحدا بالمنزل غير دينا، هذا غريب! بيت دينا دائما ما يحدث فيه الكثير من الأشياء. طرقت على باب غرفتها ولم يجب أحد، فدخلت الغرفة.
أنا: دينا، هل أنت هنا؟
دينا: نعم.
بدأت تتحدث وعيناها ممتلئة بالدموع، وعندما سمعت ما كانت تريد أن تقوله أصبت بصدمة شديدة لدرجة أني لم أعرف ماذا أقول.
بينما كانت تحكي لي قصتها الحزينة، لم أملك سوى وضع نفسي مكانها في كل ما حدث. بدأت القصة أمس، عندما احتاجت دينا أن تقترض هاتف والدتها لتجري بعض الإتصالات منه. كانت تصل على الهاتف الكثير من الرسائل وشعرت دينا بالفضول بالطبع ففتحت الرسائل، لم تتوقع أن تجد فيها أي شيء هام. كانت المفاجأة هي أنها وجدت الرسائل من شاب ، ليست برسائل عادية وإنما تلك التي يتبادلها العشاق معا. بالتأكيد لم تتوقف عند هذا الأمر فأخذت تبحث في هاتف والدتها وعرفت أن هذه العلاقة مستمرة منذ أربعة أشهر. هل تتخيلون شعورها عندما اكتشفت أن أمها تخون أباها؟ أنا شخصيا لا أستطيع أن أتخيل، مسكينة دينا! ولكن هذا ليس نهاية ما حدث، فهناك المزيد.
أكملت دينا بحثها في هاتف والدتها، فوجدت الكثير من الصور لهذا الشاب، الذي هو أكبر منا ببضع سنوات قليلة. هو واحد من الوجوه المعروفة في المنطقة (لا أعلم لماذا) وهو منحط لدخوله في علاقة مع إمرأة متزوجة تقترب من عمر أمه. حقا سافل!
في هذه اللحظة عندما كانت دينا تبحث أكثر في الهاتف، دخلت أمها الغرفة ومن نظرة دينا لها، أدركت أنها تعلم كل شيء. حاولت أن تنزع الهاتف من يدها ولكن دينا أجهشت في البكاء وهي تقول لها: "لماذا؟ لماذا يا أمي قد تفعلين شيئا مثل هذا؟ لأبي ولي؟"
بالطبع لم يكن لدى أمها الكثير لتقوله عن هذا الأمر. حاولت أن تشرح لها أن الأمور بينها وبين والد دينا ليست جيدة مؤخرا وأنها حاولت جاهدة أن تصلح الوضع بينهما. قالت لها أن حياتها أصبحت مملة ووالدها يهملها كثيرا بسبب رحلاته المستمرة الخاصة بعمله. أنا شخصيا أعلم أن العلاقات العاطفية لا تكون رائعة طوال الوقت، خاصة إذا كنتم متزوجين لأكثر من ثلاثين عاما، ولكن الخيانة ليست مقبولة تحت أي ظرف من الظروف.
تحدثت دينا وأمها لساعات ووعدتها والدتها أنها سوف تنهي العلاقة في الحال ثم توسلت لدينا حتى لا تقول لوالدها. لم تتمكن دينا من النوم لفترة طويلة ولكنها في النهاية استغرقت في النوم من الإجهاد.
في اليوم التالي، استيقظت دينا وذهبت للإطمئنان على أمها وتعرف ماذا فعلت بخصوص علاقتها مع الشاب، وكانت الصدمة أنها وجدت الغرفة خالية. تجولت في أنحاء المنزل لتبحث عنها ولكن لم يكن لها أثر. شعرت دينا بأن هذا غير طبيعي وعندما دققت في غرفة والديها اكتشفت أن أمها قد أخذت أغلب أمتعتها، البرفان، المكياج، وكانت خزانتها شبه خالية.
دينا: تركتني دون أن تودعني حتى يا لوسي! هل تتخيلين ما أشعر به؟ هي ليست أم، أنا أكرهها!
أنا: حبيبتي، لا يمكنني وصف كم أشعر بالأسف تجاهك، ولكن لا تقولي هذا من فضلك، حاولي التمسك بذكرياتك السعيدة معها.
دينا: ماذا عن أبي؟ ماذا سأقول له عندما يعود؟
أنا: هذه ليست مسئوليتك، يجب أن تتصرف هي معه. لا يمكنها أن تهرب هكذا وتتوقع منك التعامل مع كل شيء.
مكثت مع دينا اليوم بأكمله وحاولت أن أهتم بها. أصريت أن تعود معي إلى بيتي لأتمكن من الإهتمام بها مع أمي ونحاول إسعادها قليلا. طلبت مني دينا أن لا أقول لأحد عما تمر به ووعدتها بهذا، فقد كانت تشعر بالخجل والإستياء حيال ما حدث. مسكينة دينا، هي تمر بوقت عصيب جدا الآن. سأترككم الآن بفكرة أخيرة...
كم الغضب الذي أشعر به تجاه والدتها لا يوصف، فكيف يمكنها أن تفعل هذا بعائلتها؟ بسبب تصرفها الغير منطقي والطفولي، تسببت في تحطيم عائلة سعيدة. أتمنى من كل إمرأة أو رجل يفكر في الخيانة أن يتوقف ولو للحظات ويفكر في العواقب التي سيسببه هذا لعائلته. قد يتركونهم محطمين في أعقابهم ولكن هل يهتمون حقا؟ بالنسبة لهم هم فقط يفكرون أنهم يشعرون بالملل وهكذا يتركون كل شيء وكل شخص ويتخلون عنهم.