تعرفوا أكثر على مغامرات أحمد هيمن في عالم التصوير

أحمد هيمن هو مصور صحفي شاب، عشق التصوير منذ أكثر من عشر سنوات، وأصبح مهنته المفضلة. الكاميرا هي أغلى شيء لدى أحمد هيمن، فهو يحافظ عليها ويرعاها كأبنته، على حد قوله، لأنها وسيلته للتعبير عن نفسه.  تجول أحمد هيمن في محافظات مصر وأمعن النظر في كل تفصيلة صغيرة بها وعشق السفر حول العالم وهذا دفعه إلى زيارة ١٧ دولة مختلفة. نقل أحمد هيمن كثير من القصص المصورة من رحلاته المختلفة لتكون مرجعا لكل من لا يستطيع السفر. إن كنت من محبي التصوير وترغبين في معرفة المزيد عن أعمال أحمد هيمن القادمة، اقرأي الحوار التالي:

كيف يستطيع الشخص المحب للتصوير أن يطور من مهاراته وإمكانياته؟

التأمل والتخيل هم من أهم أدوات المصور. فدائما ينبغي على المصور أن يتأمل في الطبيعة التي من حوله ويتخيل الصورة التي عليه التقاطها. فمثلا أنا حينما أستنشق رحيق زهرة يأتي إلى ذهني تفاصيل صورة محددة تعبر عن هذه الحالة.

ينبغي أيضا على المصور أن يشاهد كثير من الصور الأخرى المختلفة، سواء كانت على الإنترنت أو صور لمصورين مشاهير وقصص مصورة ووكالات عالمية. القراءة أيضا لها دور فعال في مساعدة المصور على تخيل الصورة وذلك يجعلني أركز دائما وأبحث عن الصور الإنسانية المختلفة البسيطة، مثل فتاة تعطي قطة طعاما أو شخصان يتشاجران معا في المترو. فجميع هذه الأشياء حينما تتجمع مع بعضها البعض تساعد المصور كثيرا في ابتكار صور رائعة.

لماذا اخترت المصريين ليكونوا محور اهتمامك في صفحة "مصريين"؟

اخترت المصريين لأني شاهدت كثير من الآمال والطموحات خلال الـ ١٨ يوم من ثورة ٢٥ يناير بميدان التحرير. فالجميع كان لديه طموحات كبيرة ولاحظت مشاركة اجتماعية جميلة، فالكل كان يأمل أن تصبح البلد أفضل. وبما أني مصور صحفي وأتجول كثيرا بين المحافظات، فكرت في عمل تجسيد صور المصريين وتسجيل أحلامهم في شرائح المجتمع المختلفة.

هدفي أن كل شخص يرى الصورة يشعر أن هذه الصور مرجع له وإنه ليس بمفرده وإن هناك أشخاص آخرين يشبهونه في كل شيء. هذا سيجعل الناس تشجع بعضهم البعض ليصلوا لأحلامهم. فالمصريين لديهم كنز في المحافظات لا يعرف عنه أحد، من تاريخ وألوان وآثار وطبيعة وبشر وأنواع طعام وليس معروف ولا مقدر من قبل المصريين. وعلى الرغم من اختلاف البشر بشكل عام إلا أنهم مشتركين في أشياء كثيرة. لذا وودت أن أجعل صفحة مصريين مرجعا لكل مصري يرى فيها نفسه ويشجع الآخرين للوصول لهدفه وبذلك تصبح صفحة مصريين وسيلة للتواصل.

صفحة "مصريين" ماذا تعني لأحمد هيمن، وما خططك المستقبلية لها؟

صفحة مصريين أعتبرها المشروع الذي سأظل أعمل عليه مدى الحياة، أود أن أصنع منه حلقات ومعرض وكتاب وأن يمر المعرض على محافظات مصر. لأن هذا الموضوع عندما ينشر في كتاب ويشاهد في معرض وترى الناس نفسها وأن يمسكون بكتاب ملموس، هذا بالنسبة لي أشبه بكتاب وصف مصر ولكنه ببورتريه المصريين، بأشكالهم وهيئة ملابسهم. وبذلك، سيكون مرجعا للأجيال القادمة بحيث يستطيعون رؤية الفرق والتغير في الأزمنة وتأثيره على هيئة البشر.

احكي لنا صعوبات واجهتك لم تتخيل أن تصطدم بها يوما وكيف تعاملت معها؟

من أصعب الأشياء التي وضعت فيها ولم أتخيل أني سأراها في يوم ما، هي الجثث والدماء واضطررت أن أتعامل معها وأصورها بحكم مهنتي كمصور صحفي. ولكن بشكل عام أنا أحب الشغل التوثيقي أكثر والسفر. ولكني وُضعت في أكثر من حدث مهم وكان لابد من تغطيته ولكنه كان من الأشياء المتعبة نفسيا جدا. ولكني تعلمت من مديري أن أفصل مشاعري تماما بحيث أكون محايدا و شديد التركيز لأستطيع أن أخرج صورة جيدة.

تسافر كثيرا وتصور الكثيرين، ولكن ما هي البلد التي تتمنى أن تزورها لتجسد ما فيها ولماذا؟

أتمنى أن أزور الهند جدا لأني لم أسافر شرق آسيا، ولكني سافرت ١٧ بلدا في أوروبا وأمريكا وأفريقيا. والهند بالنسبة لي مختلفة تماما، فهي لها عادات وتقاليد ولغة غريبة ورائحة وألوان مختلفة، فأرى فيها صور غاية في الجمال.

للمصور دورا كبيرا في نقل الأحداث، فكيف يستطيع المصور أن يكون مؤثرا في المجتمع وليس ناقلا للأحداث فقط؟

من وجهي نظري يجب أن يكون المصور لديه علم بكل أنواع التصوير، فأنا مثلا مصور صحفي ولكني استطيع التقاط صور بورتريه وطبيعية وأخرى تجريدية ورياضة. على الأقل لابد أن يكون لدى المصور فكرة عن كل نوع منهم ويستطيع القيام به بمهارة. وأهم شيء يجب أن ينبع من داخل المصور أن يكون مهتما جدا بالحدث ويشعر وكأن هذا أول عمل يقوم بتصويره، لأنه إذا شعر بالغرور في نفسه وفي إمكانياته سيكون في بداية الانحدار للأسفل. سيكون المصور مؤثرا في المجتمع بالصور التي يلتقطها وبرؤيته المختلفة وذلك سينتج من احترامه للكاميرا ولمهنته. فأنا مثلا، الكاميرا أعاملها مثل ابنتي الصغيرة، فهي الوسيلة التي تعبر عني.

ماذا ترى من اختلاف في القصص المصورة عن غيرها من الصور العادية لتكون هي محور تركيزك في العمل؟

فكرة القصص المصورة هي ١٠ صور تحكي قصة معينة، من الممكن أن تكون قصة مصورة عن مهنة أو طريقة صنع شيء أو دار مسنين أو مدينة أو يوم في حياة ممرضة. تفاصيلها أكثر وتقوم بتوصيل حالة ما بشكل مختلف، لأنك ترى الشخص بشكل مختلف. فهناك قصص تستغرق شهورا أو سنين أو أسابيع. أما الصورة الواحدة فهي أصعب، لأنك مجبر على توصيل كثير من العناصر في صورة واحدة فقط. أما صعوبة القصص المصورة، فتكمن في المجهود وكسر الحواجز بين الناس. وأنا عامة أحب كسر الحاجز بيني وبين الناس من حولي، لذا ألتقط كثير من الصور وأنا قريب منهم. كما أنني لا أحبذ استخدام الزوم في صوري.

أشياء لمستها في نفسك بعدما اندمجت في عالم التصوير، تتمثل في...

أصبحت أقدر الوقت لأني مرتبط بالضوء والصباح والفجر، فكل دقيقة تختلف معي في الإضاءة. ولدي تقدير لتفاصيل كثيرة من حولي، فأصبحت أتأمل أكثر وأشاهد كل شيء من حولي وأصبح تركيزي في التفاصيل أكثر بكثير.

هل تؤثر حالتك المزاجية بشكل عام على تصويرك؟ وكيف؟

بالطبع تؤثر الحالة المزاجية على العمل، ولكني أستطيع أن أفصل مشاعري وأن أوظف المشاعر السلبية أو الإحباط المؤقت الذي ينتابني في العمل لأخرج صور جيدة تحوذ على إعجاب الآخرين.

شاركنا بالرسالة أو الهدف الذي تضعه دائما أمامك في الحياة؟

هناك كثير من الأشخاص ليس لديهم القدرة على السفر في أنحاء مصر أو حول العالم. لذا أتمنى أن أكون أنا وسيلتهم لمعرفة العالم بإظهاري للتفاصيل. فمهمتي هي أن أجعلهم يرون الأشياء والأماكن كيف تبدو، وفي نفس الوقت أريد أن أترك للناس شيئا مفيدا يتذكروني به دائما ولا ينتهي. فالصور ليس لها تاريخ صلاحية وخاصة الصور الوثائقية.

أشخاص أثروا في حياتك المهنية...

هناك كثير من الأشخاص الذين أثروا في حياتي المهنية، ولكني لا أستطيع أن أحصيهم حتى لا أنسى أي فرد منهم.

ما هي نوعية الموسيقى المفضلة لديك؟

أنا أستمع إلى كل أنواع الموسيقى بداية من الكلاسيك، والشرقي، والغربي، وبكل لغات العالم، والأوبرا، والروك، والبوب. أي نوع أسمعه وأحبهم جميعا، وخاصة موسيقى الريجي "Reggae".