اعتبر نفسي من الفتيات المحظوظات، ققد رزقني الله شعر مموج وطويل وكثيف، لكن كانت هناك مشكلة وحيدة وهي أنه سريع الانتفاش ويصعب عليا تسريحه لدرجة أني أشعر بألم في ذراعي بسبب صعوبة التحكم فيه!
وكأي فتاة مثلي سمعت عن الكيراتين أو الكولاجين، فكرت في أنه قد يكون الحل السحري لشعري... لمعت عيناي، فيا الله.. ماذا لو أصبح شعري مموجا وهادئاَ طوال الوقت فلا أحتاج إلى تصفيفه من حين لآخر لاستمتع به؟! ومن هنا كانت بداية قصتي مع فرد الشعر بالكولاجين… في البداية كنت أرفض استخدام أية مواد كيميائية على شعري حتى الصبغات لم أضعها يوما عليه. قديما كانت تنتشر بالأسواق كريمات كيميائية لفرد الشعر، أذكر أن والدتي كانت تستخدمها، ولكنني كنت أكره فكرة الشعر المفرود صناعيا فهو بالنسبة لي أشبه "بشعر مقشات التنظيف"... آسفة في الوصف.
بعد أن ظهر الكيراتين وانتشرت الدعاية حوله على أنه معالج طبيعي للشعر، عكس كريمات الفرد الكيميائية فكرت في تجربته لكن سرعان ما تراجعت عن الفكرة بعد أن تكاثرت الأقاويل عن مادة الفورمالين الموجودة به وتحذيرات الأطباء حول تأثيرها الضار على الشعر وصحة الجسم. فهمت بعد ذلك أن هذه المادة هي المسئولة عن فرد الشعر وأنه إذا زادت نسبتها في منتجات العناية بالشعر قد تسبب أمراض سرطانية والعياذ بالله! لهذا صرفت نظري عن الفكرة برمتها إلى أن عادت إلينا مراكز العناية بالشعر من جديد بالدعاية عن علاج الكولاجين والبروتين باعتبارهما مستحضرات أخف من الكيراتين وتقوم فقط بترطيب الشعرة وعلاجها بدون فرد.
بداية علاج الشعر بالكولاجين:
بدأت الفكرة تراودني من جديد، لعمل الكولاجين أو البروتين، واستشرت فتيات أخريات ممن جربوه بأنفسهم ولسبب ما -لا أعلمه حتى الآن- أكدوا لي جميعا أنها كانت تجربة موفقة! كان المهم بالنسبة لي هو ضمان أن المنتج الذي سيوضع على شعري خالي تماما من مادة الفورمالين وتأكدت من ذلك من خبيرة صالون الشعر، فأنا لا أرغب في فرد شعري بل الحد من هيشانه فقط والاحتفاظ بتموجاته الطبيعية!
ذهبت إلى صالون التجميل للخضوع لعلاج الشعر بالكولاجين وقد استغرق الأمر معي يومان على الرغم من أن جميع الحالات الأخرى تقوم بعمله في يوم واحد ولكن بسبب طبيعة شعري الكثيفة، طلبت المتخصصة إعادة فرده بالمكواه مرة أخرى في اليوم التالي قبل غسله. ونصحوني أيضا بشراء الشامبو والبلسم المخصصين للشعر المعالج بالكولاجين حتى لا يذهب تأثر المادة سريعاً وقد فعلت.
تأثير علاج الكولاجين على شعري:
لا أنكر أني في البداية كنت مبهورة بالنتيجة، شعري أصبح أكثر نعومة، أقل في تموجاته وأقل هيشانا وقد جعل العلاج حجمه يبدو أقل مقارنة بما سبق لكن كان أفضل حالا. استمر تأثير العلاج لأربعة شهور متواصلة مع مواظبتي على استخدام الشامبو والبلسم المخصصين له، وطوال هذه المدة لم أقم بتصفيف شعري بالمكواة أو السيشوار إلا في حالات الضرورة، ثم في الشهر الخامس بدأت ألاحظ انسحاب المنتج تدريجيا من الشعر حتى اختفي تأثيره مع الشهر السابع وانتهي الأمر بأني قمت بقص الأطراف التي لا زالت مفرودة حيث كانت تزعجني مظهرها.وبعد مرور فترة طويلة استمرت لعام، ظلت مصففة شعري تقترح علي عمل بروتين لشعري في كل مرة أذهب إليها لتصفيف شعري، ولكنني لم أكن أريد أن أخوض هذه التجرية مرة أخرى والحمد لله أني لم أفعل!
الآثار السلبية:
بعد مرور هذا العام تقريباً بدأت ألاحظ سقوط شعري بشكل هستيرتي. في البداية ظننته أمراً طارئا بسبب سوء تغذية أو توتر وضغط نفسي أو ما شابه، ولكن الأمر زاد عن الحد وظللت عاما كاملا أعاني من تساقط شعري حتى خسرت نصفه تقريبا. بمجرد لمس شعري، أجمع كميات كبيرة من الشعر المتساقط في يدي، إضافة لذلك فقد أصبح أكثر جفافا وتهيشا عن الماضي. بدأت في أخذ فيتامينات للشعر لشهور واستخدام زيوت طبيعية لتقويته لكن بلا جدوى. ثم قررت استشارة طبيب جلدية مخصص وكان أول سؤال له لي...
الدكتور: هل قمت بعمل كيراتين لشعرك؟
أنا: نعم، كولاجين وليس كيراتين.
الدكتور: لهذا السبب... لن تفرق فكلهم سواء، علاجات الكيراتين والكولاجين هي أكبر كذبة صدقتها الفتيات وللأسف لها أضرار جسيمة على الشعر.
وصف لي الدكتور بعد ذلك أدوية وفيتامينات للمواظبة عليها لوقف مشكلة سقوط الشعر ولإنبات الشعر من جديد وأنا حاليا في مرحلة تجربة أنواع مختلفة من العلاجات لحل مشكلة تساقط الشعر واستعادة شعري الكثيف من جديد!
قرأت من قبل كلام عن بحث حول علاجات الشعر بالكولاجين والبروتين يحاول أصحابه إثبات أن هذه العلاجات كذبة، لأنها لا تتغلغل في طبقات الشعر لإعادة ترميمه كما تروج الشركات، ولكن السر في أنها تغير ملمس الشعر هو غناها بمادة السليكون التي تعمل كلاصق لمادة البروتين أو الكولاجين على الشعرة فتصبح أكثر ثقلا ولهذا تستخدم الحرارة لتثبيت المادة، ولهذا يقال أنه يجب استخدام الشامبو والبلسم المخصصين للشعر المعالج بالكولاجين لاحتوائها على مادة السيليكون التي ستضمن عدم إنسحاب البروتين لفترة طويلة.
المشكلة في مادة السيليكون والمتوافرة في أغلب منتجات العناية بالشعر، والتي أصبحت تتزايد الدعاوى بالتوقف عن استخدامها، هي أنها تغلف الشعر الطبيعي بطبقة مانعة لا تسمح له بالتنفس أو تمنع الشعر من امتصاص أي مرطبات خارجية فلا تؤثر أي كريمات أو زيوت طبيعية في تغذية وتقوية الشعرة.
ومعنى أنه لا يصل إلي الشعر الغذاء المناسب لفترة طويلة هو أنها تصبح أكثر ضعفا وتزداد احتماليه سقوطها.
لا أعلم مدى صواب هذا التقرير لكن هذا السيناريو منطقي جدا بالنسبة لي وإلا لما حذر الأطباء كثيرا من أضرار فرد الشعر بالكولاجين والبروتين.
الخلاصة:
الخلاصة هي أن الكولاجين مضر للشعر، الكيراتين مضر للشعر، البروتين مضر للشعر… وحديثي هنا عن العلاجات التي يتم الترويج لها وليس المواد في حد ذاتها فهي كلها مكونات طبيعية في طبقات الشعر، ولكن أسلوب العلاج بها يدمر الشعر بشهادة الأطباء وخبراء العناية بالشعر وكذلك خبرتي الشخصية. لذا نصيحتي لكل فتاة تعاني من مشكلات مع شعرها هي البحث دوما عن البدائل الطبيعية التي بالتأكيد ستكون أكثر آماناً وإفادة لشعرها. حاولي أيضا الابتعاد عن الشامبوهات والكريمات التي تحتوي على مادة السيليكون فذلك سيساعدك على العناية بشعرك بشكل أفضل. نصيحتي الأخيرة لك أيضا والتي ساعدتني أنا شخصيا أن أكون أكثر رضا عن شعري هي أن تحاولي تقبل اختلاف شعرك عن غيرك! شعرك هو جزء من شخصيتك سواء كان، أملساً أو مموجاً أو كيرلي، اعتني به على أي حال وابرزي دوما جمالك الطبيعي! فأنت أجمل مما تعتقدينه عن نفسك!