لست وحدي أليس كذلك؟! أعلم أن الكثيرات منا يبحثن عن سبب للهروب من أي تجمع عائلي، ورغم اشتياقنا الشديد لأفراد عائلاتنا ورغبتنا في رؤيتهم إلا أننا نواجه صعوبة في التعامل مع التجمعات العائلية، فهي تضغط على أعصابنا بشكل كبير، لذا يكون الهروب منها هو الحل بالنسبة لنا. ولكن للأسف خطة الهروب هذه تفشل أحيانًا، خاصة بعدما يطلب منا أحد والدينا أو زوجك مثلًا ضرورة التواجد في هذا التجمع وعدم الالتزام بأي شيء آخر. وهنا نكون أمام الأمر الواقع. ونضطر لتحمل الضغط العصبي حتى تمر ساعات التجمع العائلي، لنستعيد أنفسنا وهدوئنا من جديد. ولكن حقًا، ليس من المفترض أن يكون هذا هو الحال، وبالتأكيد ليس من الصحيح أن نهرب من أي تجمع عائلي أيضًا… إذًا ما الحل؟
عل مدار سنوات جربت عدة أشياء للتعامل مع ضغط التجمعات العائلية، حتى توصلت إلى بعض الأشياء التي جعلتني أستطيع التعامل مع إلى حد كبير، لذا وبما أنني أعلم أن هذه مشكلة الكثيرين، قررت أن أشاركك بهذه الأشياء… فقط تابعي القراءة!
كيف يمكنك التعامل مع ضغط التجمعات العائلية؟
١- ابقي الجميع مشغولين!
حقًا لا أمزح، ما يجعل التجمعات العائلية ضاغطة للأعصاب هو أنه بعد انتهاء فقرة الأكل لا يوجد شيء آخر يفعله أحد، فتبدأ الأحاديث والنقاشات، والتي يكون من بينها، “هتتجوزي امتى”، “مش هنفرح بيكي قريب”، “ هتيجيبي طفل امتى”، “ابنك كبر لازم تجيبله أخ”، “ليه قصيتي شعرك كدا”، وغيرها من التعليقات التي تضغط على أعصابنا لأنها غالبًا تكون من الأكبر سنًا، فنكون في حيرة من أمرنا ما بين رغبتنا في الرد وما بين رغبتنا في احترام هؤلاء الأشخاص الأكبر سنًا، لذا ابقي الجميع مشغول. مثلًا، اختاري فيلم يشاهده الجميع، أو لعبة ما يلعبها الجميع، أي شيء أو نشاط يمكن أن يقلل من النقاشات الحادة.
٢- ابقي بجوار الأشخاص المريحين
بالتأكيد في عائلتك هناك اثنين أو ثلاثة ترتاحين بجوارهم إذًا ابقي بجوار هؤلاء. لا داعي للإنغماس مع الأشخاص الذين يتعمدون إثارة غضبك، فهذا سيقلل من حدة الضغط العصبي الذي من الممكن أن تتعرضي له في أي تجمع عائلي.
“التجمعات العائلية هي الوقت الذي تتذكر فيه من أين أتيت”
٣- تعلمي فن الانسحاب وتمسكي بحدودك
للأسف أحيانًا لا يمكننا السيطرة على الموقف خاصة عندما يبدأ شخص بخرق الحدود والتحدث في شيء يخصك ويثير انزعاجك، كالزواج أو الإنجاب مثلًا. هنا لا داعي لتحمل هذا الكلام، بدلًا من ذلك يجب أن تتمسكي بالحدود التي وضعتيها لحماية نفسك من أي أذى، وانسحبي بلطف من النقاش أو اخبري الشخص بأنك لا تفضلين الحديث عن مثل هذه الأمور وأنها شيء يخصك فقط ولا يجدر به التحدث عنها. وتذكري أن أهم شيء هي الحفاظ على صحتك النفسية دائمًا.
٤- لا تفكري في أن التجمع سيكون سيء
عادة نحن نجهز أنفسنا للتجمعات العائلية بشكل خاطء. فبدلًا من أن نخبر أنفسنا أن اليوم سيكون رائعًا وسنرى أفراد عائلتنا، نظل نتذكر المواقف السيئة التي حدثت في السابق ونخبر أنفسنا أنها بالتأكيد ستتكرر وستكون هذه المرة أسوأ وغيرها من الأفكار السلبية. وكل هذا يسبب لنا مزيد من الضغط العصبي والتوتر حتى وإن مر التجمع بسلام، يظل لدينا شعور بالضغط. لذا من المهم أن نجهز أنفسنا بشكل جيد للتجمع دون أية أفكار أو توقعات سلبية.
٥- استراحة قصيرة ستكون جيدة
لا يعني أن هناك تجمع عائلي أن تبقي تحت الأضواء طوال الوقت، ولكن إذا شعرت بالضغط فلا بأس أن تنسحبي لوقت قصير مثلا اذهبي لشراء شيء ما، أو ادخلي غرفة ما وابقي بمفردك لبعض الوقت، أو حتى اخرجي للوقوف بالبلكونة أو التمشية حول المنزل. كل هذا سيجعلك تشعرين بأنك أهدأ وبإمكانك مواصلة التجمع العائلي دون التعرض لضغط عصبي شديد.
“الذكريات التي نصنعها مع عائلتنا هي كل شيء.” كانديس كاميرون بوري
٦- ما رأيك بدعوة صديقة مقربة للتجمع العائلي؟
أحيانًا وجود صديقة مقربة منك في وسط التجمع العائلي يساعد بشكل كبير بمرور اليوم بسلام وبدون أي ضغط عصبي، لأها ستتعرف على العائلة وسيكون هناك شخص مختلف هو محور الحديث بخلاف أنهم سيتحدثون معها بحدود لأنها مازالت شخص غريب بالنسبة لهم. كما أنها بإمكانها إنقاذك من أي موقف يستفزك أو يشعرك بالغضب.
٧- لا تهتمي بالأشياء الصغيرة
في التجمعات العائلية ستجدي البعض وخاصة كبار السن ينتقدون كل شيء، مثل لماذا لم يغسل أحد الصحون، لماذا تأخر الشاي، لماذا صوتكم عالي وهذا، هذه كلها أشياء بلا شك مزعجة ولكنها تبقى أشياء صغيرة يمكننا أن نتجاهلها ولا نأخذها على أنفسنا. لذا طالما أن الأشياء لم تكسر حدودنا فلا بأس بها يمكننا تجاهلها بسهولة.
٨- ابقي نفسك!
أحيانًا نعتقد انه لكي يمر التجمع العائلي بسلام يجب علينا أن نكون كما يريد من حولنا أن يرانا. وهذا صدقيني لا يفعل شيء سوى أنه يضعك تحت ضغط ويجعلك طوال الوقت تشعرين وكأنك لست أنت وهذا ليس مكانك. وهذا شعور جميعنا نعلم كم هو صعب وضاغط للأعصاب. صدقيني الأمر لا يستحق، كوني أنت ودعيهم يكونوا انفسهم، فهذه عائلتك وليسوا أعدائك.
٩- اسمعي أكثر مما تتحدثي
إذا كان هناك موقف ما وشعرتي بأنه مثل الفخ وأن أحدًا يطلب منك ان تنغمسي في نقاش لا طائل منه سوى الضغط العصبي، التزمي الصمت قليلًا واسمعي أكثر وإذا سألك أحد اخبريه أنك بحاجة لسماع جميع الآراء او أنك لست على علم بهذا الموضوع وتحبين الاستماع لتكوين رأي ما. أي حجة ستكون رائعة طالما أنك لن تقعي بالفخ!
١٠- لا تصدري الأحكام على نفسك
عندما كنت أصغر كنت ألوم نفسي بعد كل تجمع عائلي، لماذا رددت بهذا الاسلوب، لماذا لم أهتم بالشكل الكافي بشخص ما، لماذا لم أرد الرد المناسب هنا، لماذا أكلت كثيرًا، لم أتناول الطعام بالتأكيد سيعتقدون أن الطعام لم يكن يعجبني، وغيرها من الأشياء. ولكن اليوم توقفت عن لوم نفسي تمامًا. انتهي التجمع العائلي؟ إذا بالفعل انتهى كل شيء يتعلق به عدا الذكريات الرائعة والأحاديث المضحكة.