إن كنت متابعاً لمواقع التواصل الاجتماعي على مدار الساعات الماضية، فبالتأكيد شاهدت حالة الجدل الكبيرة بعد أزمة اليوتيوبرز المصريين أحمد حسن وزوجته زينب. فبعد أن وجهت إليهم اتهامات بممارسة العنف ضد طفلتهم، وبدأت الجهات المختصة التحقيق في الأمر، كان هناك انقسام واضح بين المتابعين. فبالعض يتسائل، ماذا فعلوا وما العنف الذي مارسوه؟ والآخرين يقولون أليس هم والديها وهذا يعطيهما الحق في كل شيء؟ ولا شك أن البعض يرى أنهم بالفعل قد أخطأوا وبناء عليه يجب أن تتم محاسبتهم. ووسط كل هذه الإنقسامات كان الأمر الواضح للجميع أن عدد لا بأس به لا يعلم حقاً ما هو العنف ضد الأطفال وكيف يؤثر عليهم؟ لذا قررنا أن يكون هو محور حديثنا اليوم، كما تحدثنا مع الدكتورة هالة حماد استشاري الطب النفسي للأطفال والمراهقين حول تأثير العنف على الأطفال مستقبلاً. لعلنا نستطيع بهذه السطور أن نلفت نظر أي أم تقرأ لنا لتراجع نفسها في تربية أبنائها، أو ننير مكاناً مظلماً في عقل أب، ليدرك أنه يرتكب خطئاً في حق أبنائه...
كيفية توعية أطفالك ضد التحرش الجنسي وطرق التحدث معهم
ما هو العنف ضد الأطفال؟
العنف ضد الأطفال هو إساءة المعاملة، وفي الغالب يحدث من الوالدين أو المسئول عن رعاية الطفل. ويكون من خلال الفعل أو القول. ويضم أشكال عديدة بدرجات مختلف بدءاً من الكلام السيء وصولاً إلى حد الاعتداء الجنسي، الاستغلال وغيره.
هل هناك الكثير من الأطفال يتعرضون للعنف من قبل المسئولين عنهم؟
للأسف الإجابة على هذا السؤال قد تكون صادمة بعض الشيء، ولكن علينا مواجهة الواقع. فبحسب تقارير منظمات حقوق الأطفال هناك نحو ٦٫٦ مليون طفل يتعرضون للعنف كل عام. مع العلم، أن هذه الحالات فقط هي التي نجحت المنظمات في رصدها وليس جميع الحالات الموجودة على أرض الواقع.
ما هي أشكال العنف ضد الأطفال؟
ذكرنا في الأعلى أن العنف قد يكون بالفعل أو القول، لذا جمعنا لك في النقاط التالية بعض الأفعال التي تقع تحت قائمة ممارسة العنف ضد الأطفال...
١- التنمر والسخرية الدائمة من الطفل.
٢- كثرة الصراخ على الطفل وتهديده.
٣- استخدام كلمات سيئة لوصفهم مثل أنت فاشل، أنت قبيح وغيرها.
٤- منع الأطفال من التواصل والتفاعل الاجتماعي مع غيرهم.
٥- مقارنة الطفل بغيره، وتفضيلهم عليه.
٦- عدم السماح للطفل بإبداء رأيه.
٧- عقاب الطفل بحرمانه من الطعام، الملابس وغيرها.
٨- إهمال الطفل وعدم الانتباه إلى احتياجاته.
٩- ترك الطفل بمفرده فترات طويلة.
______________________________________
١٠ أطعمة صحية لزيادة مناعة طفلك ننصحك بمعرفتها
____________________________________
١٠- حبس الطفل، في المنزل، الغرفة، أي مكان.
١١- تعريض الطفل للشعور بالخوف والفزع. (حتى وإن كان على سبيل المزاح)
١٢- ضرب الطفل، أو عضه، أو دفعه للسقوط.
١٣- حرق أو لسع الطفل كنوع من العقاب.
١٤- تقييد الطفل وربطه.
١٥- محاولة خنق الطفل.
١٦- الابتزاز العاطفي للطفل.
١٧- تقبيل الطفل رغماً عنه.
١٨- إخبار الطفل بنكات جنسية.
١٩- وصف الطفل أو سبه بألفاظ جنسية.
٢٠- الإتجار بالأطفال، كتصويرهم لكسب المال، العمالة، وغيرها.
٢١- التحرش والاعتداء الجنسي على الطفل.
كل هذه الأفعال تندرج تحت العنف ضد الأطفال، فسواء كنت أب، أم، أو أي شخص مسئول عن رعاية طفل وتقوم بواحدة فقط من هذه الأفعال، فتأكد أنك تمارس العنف ضد هذا الطفل. ولا يعني أنك توفر للطفل منزل جميل، وطعام وفير، وكل ما يريده أنك لا تسيء معاملته، فمن الممكن أن تكون الإساءة بالقول كما رأيت.
ما هي الآثار النفسية لممارسة العنف ضد الأطفال عليهم؟
تقول الدكتورة هالة حماد، استشاري الطب النفسي للأطفال والمراهقين والعلاقات الأسرية عن آثار العنف ضد الأطفال عليهم في المستقبل "بالطبع لديه آثار سيئة للغاية، فالتوصيلات والروابط بين الخلايا في المخ تتشكل لدى الطفل في السنوات الخمس الأولى من عمره، وعند تعرضه لأي من أشكال العنف، تحدث هذه الروابط بشكل خاطئ، وتتغير كيمياء المخ ويبدأ في الشعور بأن العالم مكان غير آمن" وتتابع "ونتيجة لهذه التغيرات، يصاب الطفل بالعديد من المشاكل النفسية التي قد تمتد معه طوال حياته مثل القلق المستمر، عدم القدرة على التفاعل مع ضغوط الحياة، اضطرابات الشخصية، الاكتئاب، اضطراب ما بعد الصدمة، مشاكل في علاقته الزوجية في المستقبل، مشاكل مع أبنائه وقد يصل لسوء المعاملة وغيرها" وتضيف حماد قائلة "وللأسف يمتد الأمر ليشمل أمراض جسدية أيضاً، مثل القولون العصبي، الضغط، أمراض القلب، أزمات الربو، وغيرها".
وتؤكد الدكتورة هالة حماد على أن آثار العنف ضد الطفل على صحته النفسية تتساوى في حدتها في حال كان العنف بالقول أو الفعل. ولكن يمكن أن تختلف نسبتها في حال ما إذا كان هذا العنف متكرر أم أنه مجرد مرة عابرة أو خطأ وقع فيه مربي الطفل.
هل يمكن للآباء إصلاح ما ارتكبوه من عنف ضد الأطفال؟
كان هذا سؤال آخر طرحناه على الدكتورة هالة حماد والتي علقت، بالطبع يمكن لهم ذلك، فلم يفت الأوان في إصلاح ما أفسدوه ولكن هذا بشرط أن يقوم الوالدين بالثلاث نقاط التالية...
١- الاعتراف بالخطأ والاعتذار من الطفل.
٢- الوعد بعدم تكرار مثل هذه الأمور تحت أي ظرف.
٣- احترام الطفل وعدم الاستهانة بمشاعره في المستقبل.
نعتقد الآن، أن الوقت قد حان ليراجع كل أب أو أم وأي شخص مسئول عن رعاية طفل، فيما يرتكبه بحق هذا الصغير. فالاعتراف بالخطأ هو بداية الإصلاح، وكما قالت "حماد" فلم يفت الأوان، ومازال هناك وقت لإصلاح ما تم ارتكابه في السابق.
مصدر الصورة الرئيسية: انستجرام @ahmedhas0san