حكاوي فستاني هي أحدث سلسلة مقالات نتحدث فيها عن مواضيع هامة وحقيقية لا يسلط الضوء عليها بقدر كاف. هذه المواضيع تتحدث فيها كل فتيات فريق فستاني من وجهة نظرها وحياتها.
"ذات مرة ، ظننت أنني أبدو طبيعية ثم تعرفت على الإنترنت وتغيرت الأمور"
كنت طفلة نشيطة. لقد استمتعت بالركض، وارتديت كل ما أردته دون
أن أهتم برأي أي شخص مهما كان. لقد كنت معجبة بنفسي ولم أكن أرى ما الخطأ في أن
أكون ما أنا عليه؟
"كل
شيء" هكذا يقول الانترنت!
كانت شبكة الإنترنت هي طريقة التواصل الوحيدة بين الناس في جميع أنحاء العالم، وتبادل المعرفة والحصول علي كل المعلومات التي يمكن أن نحتاجها لتكون في متناول أيدينا. وفجأة تغير كل شيء، وتغير العالم للأبد. وظهر جوجل، وهوت ميل، وياهو، فيس بوك، سناب شات، وانستجرام. وكوني طفلة ، فكنت أود قضاء ساعات في البحث على الانترنت، والتعرف على كل شيء ممكن. فقرأت كثيراً وفي أشياء ربما تكون غريبة عني. قرأت عن الحيوانات والثقافات المختلفة والموسيقي ، وكل شيء آخر كان مثيراً لفضولي.
ولكن الفضول قتل صاحبة في هذه القصة! لأن الشيء الذي لم أكن أدركه في ذلك الوقت، هو الكم الهائل من الرسائل غير المباشرة التي كنت أتلقاها من خلال الإعلانات والصور والمواقع. والتي كانت تقول لي 'لماذا أنت هكذا في الوقت الذي يمكنك أن تكوني مثلها ؟'. بالطبع "مثلها" هنا كانت تعود على امرأه جميلة البشرة، ذات خصر مميز، وصدر رائع وشعر طويل مثل الحرير. هنا بدأت بذور الشك تنمو بداخلي وتغيرت. وما زاد الأمر سوءاً هو أنني بالفعل لم أكن أشبه هذه المرأة بأي درجة. فكنت فتاة ذو وزن زائد، شعري كان دائما في ذيل الحصان وقصير. كنت طفلة شقية ومثيرة للمشاكل، وبالتالي لم يكن لدي بشره رائعة صافية خالية من الندوب.
لقد كنت مجرد طفلة! ولكني أصبحت طفلة كارهة لذاتي. ومرت سنوات كاملة وأنا أعيش بين الشك وانعدام الثقة بالنفس.
واليوم، هناك عالم جديد أو ربما سلاح خطير يطلق
عليه "وسائل التواصل الاجتماعي". والتي أنشئت بالأساس لأن الناس بحاجة لمن يسمعهم، بمكان ما يعبرون فيه عن أرائهم ويشاركون الغير أحاديثهم. ولكن كالعادة، كل شيء جيد له نهاية. فاليوم تغير دور وسائل التواصل الاجتماعي تماماً. لتصبح منصة واحدة، غير آمنة. فهل سمعت عن انستجرام؟!
حسناً، دعيني أخبرك أن "انستجرام" هو أشبه بالشريك المتقلب. سيدعمك طوال اليوم ويقدم لك العديد من الأفكار المميزة والرائعة، ويهمس بأذنك خلال الليل حتى تصدقي كل حرف أخبرك به. وفي النهاية يذكرك، أن كل هذه الأمور ليست ملكك. سيخبرك كم أنت جميلة ولكن يمكنك أن تكوني أكثر جمالاً.
لحسن الحظ ، لقد أصبحت اليوم امرأة تدرك جيداً أن الظروف المختلفة تعني أحيانًا أنماط حياة مختلفة. وأنماط الحياة المختلفة تعني أحيانًا امتيازات مختلفة. هذه مجرد حقائق. لكني في النهاية إنسانة، لا يزال لديّ أفكار مثل: 'لماذا لا يمكنني أن أبدو مثلها؟' أو ما هو أسوأ ، 'ربما سأكون محبوبة أكثر إذا كنت أبدو مثلها'. أعرف أن هذا ليس صحيحًا. أعلم أنه لا يوجد عيب ما بي. ومع ذلك، لماذا لا أبدو مثلها؟
مرة أخرى، أنا شخص بالغ. لدي وعي يزداد وينمو. ولكن ماذا عن الأشخاص الذين ليس لديهم الوعي الكافي ،خاصة الأطفال؟ فأنا ممتنة حقاً لأن وسائل التواصل الاجتماعي لم تكن موجودة بكثافة في مرحلة البلوغ الخاصة بي، فكان الانترنت وما فعله كافياً. حقاً لا أستطيع أن أتخيل كل هذه التساؤلات التي كان من الوارد أن تدور بداخلي 'أنت لست جيدة بما فيه الكفاية ، افعلي ما هو أفضل'. فكيف يمكن أن أكون مجرد فتاة مراهقة تتابع نجمتها المفضلة على انستجرام، وأجدها تخبرني أنه من الضروري أن أشرب هذا الشاي لكي أتوقف عن تناول المزيد من الطعام وبالتالي أنحف وأصير أكثر جمالاً!
كانت هناك دائمًا دعوى مفادها أن منصات وسائل التواصل الاجتماعي ، وخاصة انستجرام ، يمكنها أن تعمل بشكل أفضل لحماية مستخدميها. وخاصة الذين يقدمون لهم محتوى مجانيًا بشكل أساسي، من رسائل مثيرة للشك بالنفس يقود لانعدام الثقة بالذات. فيجب أن يكون هناك طريقة يستطيع الجميع ، وخاصة الصغار ، الاستمتاع بوقتهم في تطبيق مشاركة الصور دون أن يقال لهم إنهم ليسوا على ما يرام.
وها قد صار...
بلا شك أنك سمعت أن انستجرام يتخذ خطوات كبيرة في منع منتجات انقاص الوزن والجراحة التجميلية من الترويج لها. وخاصة لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن ١٨ عامًا. وتنص السياسة الجديدة أيضًا على أن المحتوى الذي يتضمن مطالبات 'معجزة' حول نظام غذائي معين أو منتجات انقاص الوزن ، وترتبط بعروض مثل أكواد الخصم، لن يسمح لها بعد الآن على المنصة. ويأتي ذلك بعد أن استمرت الممثلة والشخصية العامة جميلة جميل، في التحدث علناً عن صورة الجسم وثقافة النظام الغذائي، وكذلك أساليب فقدان الوزن غير الصحية التي يروج لها المشاهيرـ، بما في ذلك كارداشيان وأمبر روز وحتى كاردي بي.
لقد قالت جميلة "لديك القوة، لقد اعتدنا على التفكير في أننا يجب أن نتبع هؤلاء الأشخاص الذين يكذبون علينا، ولا يهتمون بنا أو بصحتنا الجسدية أو العقلية ، فهم يريدون أموالنا فقط".
وهي على حق... لدينا القوة لأن هذه المنصات تعتمد على مستخدميها لتزدهر وتنجح في العمل. لدينا القوة لأننا نستطيع التحكم في من نختار متابعته والاستماع إليه. أنا لست مضطرة للاهتمام بأولئك الذين يقولون لي إنني بحاجة إلى التغيير لأنني لا أمتثل لمعايير الجمال المتصورة لديهم.
فلا يوجد عيب بي ولا بك أنت أيضاً...
تابعوا #حكاوي_فستاني لأحدث المقالات ولترك اقتراحاتكم، وانتظري غداً حكاية جديدة وتجربة مختلفة.