حكاوي فستاني هي أحدث سلسلة مقالات نتحدث فيها عن مواضيع هامة وحقيقية لا يسلط الضوء عليها بقدر كاف. هذه المواضيع تتحدث فيها كل فتيات فريق فستاني من وجهة نظرها وحياتها.
اقترب عام 2020 ومثل الجميع افكر في الشهور الماضية وكل ما حدث خلالها. فقبل بداية العام الحالي، فكرت كثيرا فيما أريد أن أحقق ووضعت خطط لأصبح أفضل سواء على المستوى الشخصي أو في عملي. ولكن في نهايتها، هل تمكنت من فعل ما أردت تحقيقه؟ أم أني لا أزال نفس الشخص؟
سألت نفسي هذا السؤال منذ أيام قليلة وكانت الإجابة: لا، لم أتمكن من تحقيق ما خططت له، ولكني لست الشخص نفسه على الإطلاق!
في الحقيقة، كل الخطط التي وضعتها لعام 2019 انهارت بالكامل بسبب شيء يسمى "مواقف غير متوقعة". فبعد أيام قليلة من بداية عام 2019 بدأت هذه المواقف غير المتوقعة -والتي لم أضعها في الحسبان على الإطلاق- تحدث واحدة تلو الأخرى وكأن الحياة كانت تسخر مني وتقول لي "أنت امرأة ناضجة، فتحملي كل شيء" وهو ما اضطررت فعله.
لن أتحدث عن تفاصيل عامي، ولكني سأقول أن أشياء غير جيدة متوالية حدثت خلاله مما أثر في بشكل كبير بداية من شخصيتي وعلاقتي بأصدقائي وعائلتي وحتى عملي. اكتشفت جوانب في شخصيتي لم أدرك وجودها وجوانب أخرى لم أحبها وأردت التخلص منها هي أهم مما توقعت وضرورية بداخلي.
مثال لهذا، هذا العام كنت أريد أن أستقل بعض الشيء عن من حولي لأجد بعض الوقت لأعطي اهتمام كافي لنفسي. ولكني سريعا اكتشفت أن عائلتي قد تحتاجني أكثر مما أعتقد، حتى أني رأيت جوانب منهم لم أتخيل أن أراها في حياتي! فهمت حينها أن من المهم تخصيص وقت لنفسي ولكن في الوقت ذاته، يجب أن أخصص وقت للأشخاص الأكثر أهمية في حياتي.
لكن، ماذا تعني حقا هذه التغيرات الجذرية التي حدثت في خطتي للعام بالنسبة للشخص الذي أردت أن أكون؟ أعتقد أن هذه الصورة التي رسمتها لنفسي قد لا تكون الحقيقة التي يجب أن أصبح عليها... فأنا لست وحدي في هذا العالم وإنما أنا قطعة أحجية صغيرة في عالم أكبر. وأي تغيرات تحدث لي لا يمكن السيطرة عليها لأني متصلة بهذه الأحجية الكبيرة. أي تغيرات أقوم بها من داخلي تؤثر في كل ما حولي. وكل تغيرات تحدث لهذه الأحجية تجبرني أنا أيضا على التغير.
هذا العام كان صعب ولكنه كان درس جعلني أدرك أنه لا مجال لي أن أكون مستعدة لما تعده لي الحياة مهما حاولت. فما أستطيع فعله ليس سوى محاولة العثور على شيء ما بين الشخص الذي أريد أن أكون وبين الشخص الذي تجبرني الحياة أن أصبح. لا تندم على أنك لم تصل لم أردته في الحياة لأن ربما هذا ليس من أنت في الحقيقة على الإطلاق...
مثل كلمات واحدة من الأغنيات المفضلة لدي والتي تقول "My ideal and reality, they are too far apart. But, I still want to cross the bridge and reach me, the real me." فإن الشخص المثالي الذي في مخيلتي والواقع بعيدين جدا عن بعضهما، ولكني أريد أن أعبر هذا الجسر لأصل لنفسي ولشخصيتي الحقيقية.
من هي نفسي؟ هذا شيء يجب علي تعلمه واكتشافه، ومع نهاية 2019، أنا لست نفس الشخصية التي كنت عليها في 2018 ولكني لست من أردت أن أكون أيضا... ولكني متقبلة هذا جدا.
مصدر الصورة الرئيسية: إنستجرام @belenhostalet
تابعوا #حكاوي_فستاني لأحدث المقالات ولترك اقتراحاتكم...