حكاوي فستاني هي أحدث سلسلة مقالات نتحدث فيها عن مواضيع هامة وحقيقية لا يسلط الضوء عليها بقدر كاف. هذه المواضيع تتحدث فيها كل فتيات فريق فستاني من وجهة نظرها وحياتها.
دائمًا كنت أجد صعوبة في التعامل مع الرجال منذ أن كنت طفلة صغيرة رقيقة أبكي لمجرد الشعور بالخوف من أي شخص حتى إن كان صبي من نفس عمري ولكن عندما نضجت أصبح الأمر سهل بالنسبة لي. وعلى مدار هذه السنوات تعرفت على الكثير من الرجال فمنهم من كانوا أصدقائي أو أحبتي. وتعلمت حينها أنهم أشخاص بسيطة لديهم قلب مثلنا وأذكياء، ولكنهم يريدون أن يكونوا هم الجانب المسيطر والأقوى خاصة في العلاقات العاطفية حتى وإن كانت طريقتهم خاطئة في بعض الأحيان.
هكذا يقوم الرجال بفرض قيود على المرأة
فالغالبية العظمى من الرجال وليس كلهم يقوموا بفرض بعض القيود على المرأة خاصة إن كان لديهم الرغبة في الزواج منها أو الارتباط بها. وقد وتعرضت لهذا أكثر من مرة سواء في إطار "زواج الصالونات" أو حتى عندما أحببت شخص. والقيود هنا التي أتحدث عنها هي فرض بعض الشروط ووضع المرأة داخل قالب لا يناسبها بالمرة. فوجدت أن أغلبهم كان يريد مني أن أكون شبيهة بوالدته أو أخته التي في نظره هي الشخصية المثالية.
وبالتأكيد لأن كل رجل يختلف عن الآخر فكان كل قالب أو القيود التي يفرضها الرجال مختلفة والتي تعود دائمًا إلى شخصيته وطريقته تربيته. فهناك من كان يقول "لا أريدك أن تقومي بتطبيق مكياج عند الخروج من المنزل" في حين أنه قد تعرف علي وأعجب بشكلي حين كنت أضع المكياج. وموقف آخر مشابه مع شخص مختلف حين كنت أعمل في أحد الأماكن وطلب أحدهم الزواج مني ولكن كان له شرط "أريدك أن تتخلي عن الوظيفة" ومثل هذه الأشياء بالتأكيد تشعر أي فتاة أنها مقيدة. وحتى إن كان هناك امرأة قبلت بالفعل شروطه فلن يدوم الأمر كثيرًا وسيطفح الكيل بها يومًا ما وهو الأمر الذي شاهدته في أكثر من علاقة عاطفية. لهذا كنت أقول دومًا "أنا لست مجبرة على فعل شيء غير مقتنعة به بالمرة" وبالتأكيد كانت نهاية مرضية بالنسبة لي.
حكاوي فستاني: هكذا رأيت الرجال منذ طفولتي وحتى اليوم!
الهوس بالسيطرة لدى الرجال
المواقف التي تحدث عنها في السابق جعلتني اكتشف الحقيقة وهي أن هناك الكثير من الرجال لديهم الهوس بالسيطرة بشكل مبالغ لدرجة يمكن أن تصل إلى حد العنف ضد المرأة، والبعض منهم يريد أن يمحي شخصيتها كي لا يوجد لها أي تأثير في المجتمع. والهوس بالسيطرة والعنف يعود دائمًا إلى تربية الرجل وأيضًا علاقة الأم بالأب التي تشكل في ذهنه الشكل المثالي للعلاقة حتى وإن كانت مليئة بالأخطاء ثم ينعكس كل هذا على العلاقة العاطفية التي يدخلها الشاب ويقوم بتطبيق طريقة والده ومحاولة السيطرة على المرأة.
ولأنني شاهدت قصص واقعية لرجال لديهم الهوس بالسيطرة والعنف ضد زواجهتم. وبرغم تقبل بعض النساء القيود التي يضعها الرجال إلا أن الأمر ينتهي بالفشل بل وفي بعض الأحيان لا يشعر الرجل بأنه أقترف أي خطأ تجاه زوجته وأن معاملته لها كانت جيدة ومثالية. ويتم وضع اللوم والخطأ هنا على المرأة وأنها السبب في فشل العلاقة وليس للرجل بسبب هوسه بالسيطرة.
حكاوي فستاني: الإيمان بالمساواة داخل مجتمع متحيز للرجال
حرية المرأة والرجل
أنا أؤمن بأن المرأة والرجل لديهم نفس الحرية وعلى كل طرف أن يتقبل الآخر بكافة تفاصيله ولا يحاول تغيير الشخص أو فرض أي قيود عليه إلا إن كان هناك اقتناع. ففي النهاية نحن من نعيش الحياة وليس الناس فلست مجبرة على إرضاء الناس أو أي شخص. فالرجال والنساء في هذا المجتمع لا يحصلون على حريتهم بالتساوي، ولكن إن قام كل شخص منا بتقبل الآخر فربما نشعر بالسعادة والرضا.
تابعوا #حكاوي_فستاني لأحدث المقالات ولترك اقتراحاتكم...
مصدر الصورة الرئيسية: انستجرام @katie.one