أنتِ أم لأول مرة؟ مولودك الجديد يستيقظ كثيرا في الليل فلا تحظين بنوم كاف وتصبحين مرهقة طوال النهار؟ بذلك تتحول أجمل فترات حياتك مع طفلك الصغير إلى فترة عصيبة، توتر وضغط عصبي. بالتأكيد هذا ليس ما تتمنيه ولكن ما العمل؟
إن الأطفال حديثي الولادة لم تتكون لديهم بعد الساعة البيولوجية التي تجعلهم يدركون أن النوم يجب أن يكون في الليل وأن النهار مخصص للاستيقاظ، ولهذا يقضي المولود الجديد أول ٣ أشهر تقريبا في نوم متقطع ليلا ونهارا؛ فينام ما بين ساعة حتى ٤ ساعات تقريبا في كل مرة (لاحظي أن الأطفال الذين يرضعون صناعيا عادة ينامون فترة أكبر قليلا من الذين يرضعون طبيعيا). ثم تبدأ تزيد هذه الفترة تدريجيا فمن الممكن أن تصل إلى ٦ ساعات في الليل. أما عندما يبلغ طفلك ٦ أشهر وحتى ٩ أشهر تجدينه يعود مرة ثانية ليستيقظ عدة مرات في خلال الليل.
هناك عدة طرق يمكنك بها الحصول على نوم لفترات أطول ومن أهمها تعليم طفلك النوم بمفرده ولفترات أطول، ولقد جمعت لك بعض النصائح لمساعدتك على تعليم الطفل النوم بمفرده. وتنقسم هذه الخطوات إلى مرحلتين: مرحلة تهيئة طفلك للنوم ومرحلة إبقاء طفلك نائما.
١- مرحلة تهيئة طفلك للنوم:
من أهم الخطوات التي يجب القيام بها في هذه المرحلة لتعليم طفلك النوم بمفرده هي أن تقومي بعمل روتين ليلي يومي قبل النوم، ليستعد جسم طفلك للانتقال لحالة النوم بعد الانتهاء من هذا الروتين. وننصح هنا أن يبدأ هذا الروتين في نفس الموعد كل يوم، وأن يتضمن أشياء تساعد على تهدئة الطفل، مثل حمام دافئ ثم الرضاعة وبعد ذلك قراءة قصة صغيرة أو أغنية هادئة. كما يجب أن يتم هذا الروتين في المكان الذي سينام فيه طفلك ويفضل أن تكون الغرفة معدة بجو يساعد على النوم مثل النور الخافت ودرجة الحرارة والرطوبة المناسبة.
قومي أيضا باختيار أوقات محددة للنوم أثناء النهار وضعي طفلك للنوم في هذه المواعيد باستمرار ليتعود جسم طفلك على النوم في هذه الأوقات، ويفضل أن تكون هذه المواعيد هي أكثر المواعيد التي تكونين فيها مرهقة وتحتاجين للراحة، فبهذا تستطيعين تجديد طاقتك في نفس الوقت، فلا تقومين باستغلال هذا الوقت في التنظيف أو عمل شيء أخر سوى الراحة، فأي أعمال أخرى يمكن تأجيلها والقيام بها والطفل مستيقظ.
يفضل أيضا أن ترضعي طفلك أثناء النهار كل ثلاث ساعات ليتعلم الطفل أن النهار مخصص للطعام والليل مخصص للنوم، كما يفضل أن ترضعي طفلك قبل النوم رضعة كاملة، فهذا يقلل جدا احتمالية الاستيقاظ عدة مرات في خلال الليل لتناول الطعام بالأخص الذين يرضعون طبيعيا.
يجب عليك مراقبة العلامات التي يقوم بها طفلك والتي تدل على شعوره بالنعاس فبمجرد ملاحظة هذه العلامات ابدأي على الفور بالروتين اليومي للنوم.
ملحوظة: كلما كان الموعد المحدد للنوم باكراً، كلما نام الطفل لفترة أطول.
٢- ومرحلة إبقاء طفلك نائماً
هذه المرحلة هي التي تساعدك أنت وطفلك على الحصول على أكبر قدر من النوم، والتي يمكنك فيها تعليم طفلك ليعود للنوم بمفرده. كما قلنا من قبل، فالأطفال تتأثر بشكل كبير بالجو، لذلك يجب أن نحرص على درجة حرارة ورطوبة الغرفة التي ينام فيها الطفل.
يوجد بعض الأصوات التي تكون لها صوت أو ذبذبة ثابتة والذي يطلق عليه الصوت الأبيض "White Noise" مثل صوت المياه الجارية، البحر، صوت المروحة أو مكيف الهواء، صوت دقات الساعة أو حتى الموسيقي الهادئة، هذه الأصوات تساعد الطفل على النوم والبقاء في هذه الحالة لفترات أطول. قومي بتشغيل تسجيلات لهذه الأصوات، والتي يستجيب لها طفلك أكثر ليقضي ليل بدون أن يستيقظ، وحتى إن استيقظ فهذه الأصوات تجعله يعود مرة ثانية إلى النوم.
من الأشياء التي قد تسبب استيقاظ طفلك في الليل هو الشعور بعدم الراحة، وهذا الشعور قد يكون لعدة أسباب، مثل: الملابس الصناعية الغير مريحة، الأنف المسدود، الحفاضات المبللة. يجب عليك التأكد أن طفلك لا يعاني من أي من هذه الأسباب، فالبسي طفلك دائماً ملابس من القطن الخالص، وتأكدي من أن أنفه ليست مسدودة قبل أن ينام، كما يفضل تغيير الحفاضة التي يرتديها قبل أن يرضع قبل النوم، لأن الرضاعة عادةً ما تدخل الطفل في أول مراحل النوم فيصعب تغيير الحفاضة بعدها دون أن يستيقظ. يجب عليك أيضاً التأكد من عدم وجود خامات قريبة من طفلك فتتسبب الألياف الطائرة منها بإنسداد أنف طفلك مثل الدباديب أو البطانيات الزغبية.
هذه مجرد نصائح وخطوات قد تبدو صعبة أو مجهدة لكن هذا قد يكون الحال في البداية فقط لتحصلي على نتائج رائعة سريعاً، فيصبح من السهل على طفلك الدخول في النوم بشكل منتظم وطوال الليل، وحتى إن استيقظ قد يسهل إعادته للنوم مرة ثانية. أهم ما في الأمر هو الاستمرار والمثابرة ومعرفة أن كل طفل يختلف عن الآخر، فقد تحتاجين عمل تجارب كثيرة لمعرفة ما يفلح مع طفلك تحديداً.