من منا لم يشتكي يوماً من مكان عمل مر به
خلال حياته المهنية، وانتابته العديد من المشاعر السلبية بسببه. فإذا كنت بدأتك
عملك منذ سنوات طويلة، هذا يعني أنك بالتأكيد مررت بأكثر من مكان. وبالتالي واجهت
مختلف بيئات العمل، منها الجيدة والعكس أيضاً. وفي الحقيقة تبدو الشكوى من بيئة
العمل أمراً شائعاً بالعالم أجمع. فجميعنا بشر ولسنا ملائكة، وبالطبع لدى كل منا
بعض العيوب التي يتراوح مدى سوؤها من شخص لآخر. ولكن هذا لا يعني أبداً أن نتوقف
عن التعامل مع كلاً منا الآخر، بل هناك عيوب يجب أن نتقبلها أو نبحث عن طريقة
للتعامل معها، وهذا لا يمنع أيضاً أن هناك عيوباً من الصعب تقبلها.
وخلال حديثي مع الكثير من أصدقائي والمحيطين بي، وجدت أن حديث أغلبنا يدور بشكل مستمر عن شكوته من زملائه بالعمل أو من مديره، دون أي محاولة منه لإصلاح الأمر. فقط كل ما يفعله هو الانزعاج والشعور بالسخط والغضب على كل من حوله. فليس من الطبيعي أن تقضي يومياً ساعات طويلة وسط أشخاص وبمكان لا تحبه ولا تشعر بالرضا عنه. فما نجهله جميعاً أن شكوانا المستمرة لن تشعرنا بالتحسن، بل ستزيد من غضبنا. فبدلاً من ذلك يمكننا أن نتحلى بقدر من الإيجابية، ونسعى لجعل بيئة العمل هذه بيئة صحية.
ونظراً لأنني استمعت للعديد من الشكاوى، فكانت أغلبها دائماً تدور حول فريق عملي يتحاشى الحديث معي، مديري يعاملني بشكل سيء وغيرها من الأمور التي تبدو بسيطة ويمكن حلها. لذلك حاولت أن أجمع بعض الخطوات التي من الممكن أن يطبقها كلاً منا في مكان عمله، ليشعر بالسعادة والرضا...
الصدق والثقة سر السعادة في مكان العمل
٩٠٪ من الأشخاص لا يمكنهم الشعور بالراحة تجاه الأخرين دون أن يشعرون بمدى صدقهم وهو ما يولد ليدهم بعد ذلك قدر من الثقة، لينتقل الأمر بعد ذلك للشعور بالراحة خلال التعامل. فكل ما عليك فعله هو:
١- احرص على أن تكون صادق في أقوالك، فلا تنطق بما لم يحدث أو ما لن تفعله.
٢- تجنب أن تنقل كلام الآخرين، أو تكشف أمراً يخص غيرك. فكلما امتنعت عن فعل ذلك كلما زاد مقدار ثقة من حولك بك.
التواصل
ليس من الطبيعي أن تشتكي بأن زملائك بالعمل لا يتحدثون معك او لا يتواصلون معك، في الوقت الذي تتجنب أنت فيه القيام بذلك. فالتواصل قادر على أن يخلق المزيد من الحوارات والنقاشات والأحاديث التي لا تنتهي. كما أن له القدرة مع مرور الوقت على ان يزيل تلك الحواجز التي توجد بين الأشخاص مع مرور الوقت. لذلك يجب أن تقم بالخطوات التالية:
١- ابدأ بفتح النقاشات بالأسئلة البسيطة، وتأكد أنها ستكون مجرد بداية لأحاديث طويلة.
٢- لا تسخر من حديث أحد من زملائك.
٣- إذا قرر أحد من زملائك في أن يروي موقف تعرض له أو مشكلة ما، فكن حريصاً على أن تنصت باهتمام ولا تتفه من مشكلته أبداً.
التشجيع والمدح بوابة العبور لقلب زملائك في مكان العمل
جميعنا نحب أن نسمع بعض الكلمات البسيطة والجميلة التي تشعرنا بأننا راضيين عن أنفسنا وتخفف من علينا ضغوط الحياة. ولذلك لم لا تقم بمدح زملائك إذا فعل أحدهم أمراً جيداً مهما كان بسيطاً.
أما بالنسبة للتشجيع فلا يوجد شخص على وجه الأرض لا يحتاج لمن يشجعه، لذلك احرص على تشجيع من حولك، وتأكد أن الأمر سيعود عليك بالمثل.
كن مرناً
أغلب المشاكل التي يرويها بعضنا تكون سببها عدم المرونة فمثلاً، في إحدى المرات كادت صديقة لي ترغب في ترك عملها، والسبب هو ان مديرها انتقد شيئاً ا كان يجب عليها أن تفعله بشكل أفضل. فبدلاً من أن تفكر في تطوير نفسها، شعرت بأن عليها ترك العمل. المشكلة هنا لم تكن في انتقاد مديرها ولكن حقاً كانت في عدم مرونتها في تقبل النقد. لذلك لا تتخلى عن هذه القاعدة، فكلما كانت مرناً كلما خف شعورك بالضغط والغضب.
بعض المرح لا بأس به
أماكن العمل تحتاج إلى جدية حتى ننجز عملنا بشكل أفضل وأسرع. ولكن هذا ليس معناه أن نبقى عابسين في وجوه بعضنا طوال الوقت. لذلك لا بأس في تلقي ببعض الأحاديث المرحة من حين لآخر أو حتى بعض النكات.
بالتأكيد بعد القيام بكل ذلك ستشعر بتحسن كبير في مكان العمل، وينتابك شعور بالسعادة والرضا في حياتك. ولكن حتى أكون صادقة معك أحياناً لا تكمن مشاكل العمل في النقاط السابق ذكرها فقط. لذلك غذا قمت بكل هذا وظل شعورك بالسخط والغضب يراودك، فمن الأفضل أن تبحث عن مكان عمل آخر.
مصدر الصورة الرئيسية: انستجرام mykindofjoy@