مبدئيا، إن مصطلح "النكد" ليس مصطلحا علميا فهو مجرد وصف لتقلب المزاج والحالة النفسية السيئة فالشخص (النكدي) هو الذي يرى الجانب السلبي من الأمور، والأغلب يكون ذو شخصية متحفزة للهجوم، عدوانية، وماهية النكد إلا حالة مزاجية تسيطر على الشخص سواء لأسباب نفسية أو هورمونية.
اشتهر نعت السيدات بصفة النكد ولكن بمنتهى البساطة فالنساء يتعرضن لحالة من التقلب المزاجي والتغير الهرموني في فترة معينة من الشهر وهي فترة الدورة الشهرية وماقبلها نتيجة لزيادة هرمون البرولاكتين ( هرمون الحليب) الذي يفرزه الجسم في حالات الضغط النفسي والعصبي مما يزيد من الإحساس بالعصبية والميل الى البكاء، ولكن هذه الفترة ليست مقياس للحكم بال((النكدية)) فالاضطرابات المزاجية قد تصل إلى مرض وأعراض تسيطر على الشخص وتقف عائقا أمام تأديته مهامه اليومية سواء في العمل أو في العلاقات الاجتماعية.
ومن أمثلة الاضطرابات المزاجية، الاضطراب الاكتئابي الكبير وهو ناتج عن أوقات طويلة من الحزن المتواصل، والاضطراب العاطفي الموسمي الذي يرتبط غالبا بانخفاض ساعات النهار، والاكتئاب المرتبط بمرض طبي حيث تسبب الحالة الجسدية السيئة مزاجا وحالة نفسية سيئة، والاكتئاب الناتج عن استخدام العلاج وبعض العقاقير الطبية أو التوقف المفاجئ عن استخدامها.
ولا تقتصر حالات الاكتئاب على كبار السن فقط بل والأطفال أيضا فقد يصيبهم ما يسمى اضطراب تقلبات المزاج التخريبية ويتميز هذا الاضطراب بحالات مزاجية متغيرة ونفسية سيئة وردود أفعال عدوانية عنيفة بالنسبة لمن هم في نفس السن.
ومن الحلول البسيطة للتغلب على هذا الشعور وعدم الاستسلام له ليتحكم في حياتنا هو زحامه بالكثير من الأمور المسلية والهوايات ليس بضغط العمل أو الدراسة، بل بالتحدث مع الأصدقاء والأهل وعدم الانعزال، بالجلوس في أماكن مريحة محببة للنفس ومشاهدة الأفلام التي تساعد على تغيير الحالة النفسية،
في الحالات المتقدمة وسيطرة الأعراض الشخصية يجب التحدث الى طبيب فالمرض النفسي لا يختلف كثيرا عن المرض العضوي بل قد يكون أكثرخطورة في حالة إهماله.