هبة أبوحميد 
لا أعلم السبب وراء الرغبة الشديدة التي أخذت تنتابني منذ الصغر لكي أتعلم العزف على البيانو. فكثيرا ما كنت أشاهده في التليفزيون أو في محلات بيع الآلات الموسيقية وكنت أرغب أن تداعب أناملي أصابعه التي تصدر أنغاما تسعد القلب وتجعله يرفرق من السعادة أو تجعله يشعر بالحزن. فأنا أتذكر جيدا مدى سعادتي حينما ابتاع لي أحد أقربائي أورج لعبة وأنا صغيرة، فقد احتفظت به حتى العام الماضي!
ولأنني دائما أسعى إلى تنمية ذاتي، لم أتخلى أبدا عن حلمي وأخذت أبحث كثيرا عن أماكن لتعلم الموسيقى ولكني كنت أرغب في تعلم البيانو بشكل فردي لكي لا أشعر بالتشتيت ولأنني أعتقد في قرارة نفسي أن التعليم الفردي أفضل من الجماعي في أشياء بعينها.
إحدى صديقاتي المقربات دلتني على معهد لتعلم الموسيقى، وبالفعل ذهبت واكتشفت أن أسعاره بسيطة للغاية وهو عكس ما كنت أظنه من قبل! ولكن هذا لا يمنع أن تعلم أي شيء جديد يتطلب دائما دفع أموالا طائلة وهذه الأموال في حالتي تكمن في شراء الآلة الموسيقية نفسها. واكتشفت أيضا أن البيانو من أغلى الألات الموسيقية، فإذا كنت تقرر تعلم الموسيقى، ينبغي عليك أن تسأل عن ثمن الألة لأن شرط تعلمها أن تكون لديك واحدة لكي تقوم بالتدريب عليها.
اكتشفت مع الوقت أن العزف على الآلات بشكل عام له العديد من الفوائد، فهو يحسن الحالة المزاجية بشكل كبير، وبالتالي ستتخلين عن المشكلات التي تعكر صفو مزاجك فترة من الوقت وهذا كفيل بأن تجعل مزاجك أفضل بكثير.
العزف على الآلات أيضا يقوي التركيز بشكل كبير، لأنه يعتمد في الأساس على القيام بأكثر من شيء في آن واحد، الإيقاع، وحركة اليدين معا، والتركيز في الصوت وقراة النوته الموسيقية.
بالنسبة للعزف على البيانو، اكتشفت أنه يعمل كذلك على تقوية عضلات اليدين، فأصابعه ثقيلة بعض الشيء، وتحريك أكثر من إصبع معا فيه شيء من الصعوبة وسيحتاج الأمر إلى تدريب.
وأخيرا، أود أن أقول لكم إذا كنتم تشعرون بحاجتكم إلى تعلم أي شيء في الحياة، عليكم بالجد والاجتهاد والسعي ورائه، مهما مرت السنوات، فالحلم يمكنه أن يصبح حقيقة مع بعض الجد والاجتهاد والمثابرة على تحقيقه.
