حدثت لي كثير من المواقف في الفترة لقليلة الماضية كلها تنحصر في الغيرة. سواء الغيرة بين الأصدقاء أو بين الأخوات أو حتى بين شركاء الحياة.
الغيرة بالنسبة لي تختلف من شخص لآخر، فهناك أشخاص يتفهمون معنى الغيرة ويظهرونها بقدر محدود لا يسبب الضيق للطرف الآخر. ومنهم من لا يستطيع السيطرة على أفعاله وتصرفاته فيصل في بعض الأحيان إلى التملك. هؤللاء الأشخاص يتعاملون مع البشر على أنهم ملكية خاصة لهم. لا يستطيع أي شخص آخر سواهم من الاقتراب منهم. هذا الكلام ينطبق على المتزوجون والأخوات والأصدقاء وغيرهم.
من وجهة نظري المتواضعة، الغيرة الزائدة عن الحد، ما هي إلا عدم ثقة في النفس وهذا النوع من الغيرة باستطاعته أن يؤدي بصاحبه إلى الجحيم بقدميه. فما حياة تستطيع أن تسير بشكل سوي مع شخص يفكر في نفسه أولا وأخيرا ويتملك الطرف الآخر.
أعلم أن كل واحدة منكم قد تعرضت لمواقف كثيرة بسبب الغيرة، سواء كانت من شريك الحياة أو من الأصدقاء. نعم فأنا أعرف جيدا صديقات تجبرن صديقاتهن على عدم معرفة أو مصادقة أي شخص سواهن وإن حدث يثور البركان ولا يخمد أبدا.
إنني لست من الذين يغارون على الأشخاص بدرجة الجنون، وهذا ربما يعود إلى اقتناعي التام أن لكل شيء قدر محدود لابد أن يوجد فيه. فكل شيء زاد عن حده انقلب إلى ضده بالتأكيد. أحب أفراد عائلتي وأصدقائي وأتمنى لهم مزيدا من التقدم والرقي في علاقاتهم الاجتماعية وحياتهم ولكن هذا لا يعني أن حياة كل من أعرفهم تنحصر في وجودي أنا فقط.
أنني لا أتهكم علي أي شخص، فكل منا يحمل بداخله العديد من العيوب ولكن إن كنت من الشخصيات شديدة الغيرة، حاولي السيطرة على هذا الطابع بداخلك وسوف تلاحظين أن الحياة أفضل بكثير، خاصة مع الأصدقاء أو شركاء الحياة. اشعري شريك حياتك بقدر أكبر من الثقة في نفسك وفيه. فإن كان يحبك، لن يتخلى عنك أبدا. واعلمي أن كل أنثي تحمل في داخلها كيان خاص بها لا يقارن بأي شخص آخر. كوني على يقين بذلك من داخلك وابتعدي قدر الإمكان عن شر الغيرة وما تفعله بك دون أن تدري.