خبر حزين اجتاح شبكات التواصل الإجتماعي وهو وفاة الممثل الكوميدي العالمي روبن ويليامز إثر انتحاره بسبب أعراض اكتئاب. ربما لم أحزن لخبر وفاته وميعاده الذي هو قدر، بقدر ما حزنت على سبب الوفاة "الاكتئاب"!
ما الذي يدفع شخص مثله، أدخل السعادة على قلوب الملايين من خلال أعماله الفنية التي لا تنسي والمحفورة في أذهان كثير منا - حتى أن إحدى صديقاتي قالت معلقة على نبأ وفاته "روبن ويليامز يعني ذكريات الطفولة"- إلى الانتحار.
هذا الأمر جعلني أتساءل، هل كانت ستتغير هذه النهاية الحزينة إذا علم روبن ويليامز ماذا يعني بالنسبة لنا (نحن جمهوره)؟ هل كان سيختلف حال الكثير من الناس لو علموا كم يعنوا بالنسبة لغيرهم؟
هناك أناس تفارقنا دون أن تعلم كم هي مهمة بالنسبة لنا، كم أثرت في حياتنا. دون أن تعلم حتى أن وجودها في حياتنا يمدنا بالقوة ويسعدنا وبدونها ينتابك شعور بالضعف والوهن وربما يكون هذا سبب فراقهم لنا.
وهناك أناس تفقد رغبتها في الحياة لا لشيء سوى أنها تفتقد هذا الشعور الجميل بأن لبقائها قيمة في حياة غيرها.
وهناك أناس عندما ترحل عن عالمنا، نتمنى لو يعودوا يوما فقط لنقول لهم أن وجودكم أصل الحياة، وجودكم يدعمنا ويقوينا ويفرحنا".
ربما لو علم روبن ويليامز ما الذي يعنيه وجوده في حياة كل شخص عرفه سواء شخصيا أو من خلال هذه الشاشة الصغيرة لكان دواءً له يخفف عنه حمل ما كان يعانيه من اكتئاب ولربما هون ذلك علينا هول لحظة الموت وهون على أسرته الشعور بالذنب لأنهم لم يستطيعوا أن يمنحوه السعادة التي منحها للعالم!
لا تترك أهم الناس في حياتك دون أن تقول لهم كم تحبهم وكم أن الحياة جميلة بهم، عش معهم كل لحظة واستمتع بها كأنها الأخيرة فربما يكون وجودك ودعمك لأحدهم سبب فرحته وأمله ورغبته في الحياة.
وداعا روبن ويليامز... وداعا يا صاحب السعادة!
مواضيع أخرى اخترناها لك: