لا ندرك قيمة الأشياء إلا بعد فقدانها، نعم أنها مقولة دائما كنت أسمعها ولكني لم أدرك معناها الحقيقي سوى منذ تسعة أشهر عندما توفت جدتي في غمضة عين أمامي.
لن أخفي عليكم، حتى هذا الوقت أشعر أحيانا كثيرة أنني لا استطيع استيعاب ما حدث. فهي كانت بمثابة أمي ومنذ ولادتي وأنا أعيش معها، لم أكن أتخيل أبدا أنني سأعيش هذه اللحظات المأساوية في ذلك العمر ولكنها إرادة الله وقد حدثت. اقرأي المزيد من خواطر فستاني على هذا الرابط.
كنت أدرك جيدا أن الحياة بعد وفاتها ستكون صعبة وقاسية للغاية ولكن ما كان يدور في خاطري حينها لم يعبر عن جزء بسيط مما أشعر به الآن. كل ما استطيع قوله أنه يفوق احتمالي. كثير ما يقولون لي أن ما أشعر به يسمى بالفراق ولكني لم استوعب معنى تلك الكلمة إلى هذه اللحظة، أنا فقط اشتاق إلى كل شيء منها. اشتاق إلى كلامها الجميل والطعام من صنع يديها، الشوكولاتة التي كانت تبتاعها لي، حتى توبيخها لي. اشتاق إلى كل شيء منها واحتاجها بجانبي وهذا كل شيء.
لا أود بحديثي هذا أن أصيب أحدا منكم بالحزن ولكني أريد أن أقول لكم: حافظوا على النعمة التي أنعم الله بها عليكم وحاولوا أن ترضوا أمهاتكم وكل الأشخاص اللذين تحبونهم. فالحياة قصيرة للغاية ولكنها حقا رائعة إذا تم الاستمتاع بها بالشكل الذي يرضي الله ويرضي أحبائكم. لا تبخلوا على أقرب الناس إليكم بلحظات جميلة، حاولوا إسعادهم، كونوا بجانبهم وقت الشدة والفرح لأنكم في يوم من الأيام ستتمنوا أن تقضوا معهم لحظة جميلة ولن يهون عليكم شيء سوى أنكم قمتوا بعمل كل ما بوسعكم لتوليهم حقهم.
مواضيع أخرى اخترناها لك:
بالصور... تعلمي فن تزيين الحوائط بالإطارات