عندما يتعلق الأمر بالعلاقة الحميمة أو الجنس، تتخبط الآراء ونجد أن هناك مفاهيم خاطئة كثيرة جدا وأقاويل متضاربة حولها. الأمر لا يتعلق بالعلاقة الحميمة وحسب بل بكل ما يتعلق بالرجل والمرأة ورؤية كل منهما للجنس والعلاقات بشكل عام. فخاصة في الوطن العربي، نجد فجوة كبيرة بين معرفة الرجال والنساء وحتى النساء وبعضهن والرجال وبعضهم البعض. فنحن نعتقد أن العلاقات الحميمة خط أحمر لا يجب التحدث عنها فأصبحة الثقافة الجنسية عبارة عن صورة ضبابية في ذهن كل شخص حتى يوم الزواج حينما يختبرها الشخص بنفسه. وحينها أيضا، تظل هناك مفاهيم خاطئة حول الجنس والعلاقة الحميمة تحتاج تصحيح خاصة وقد تؤثر بشكل كبير على العلاقة الزوجية بسبب التوقعات المبنية على أسس غير صحيحة.
لذا هيا بنا نكتشف في هذا المقال مجموعة من المفاهيم الخاطئة عن الجنس والمعلومات الصحيحة لها.
١- الرجال مستعدون للعلاقة الحميمة في كل وقت!
الجنس بالنسبة للرجل مهم ولكن هذا لا يعني أنه أهم من أي شيء آخر قد يحدث في حياته، فمن الوارد جدا أن يكون الرجل مرهقا من العمل، في حالة مزاجية سيئة، أو حتى يفتقد التواصل مع زوجته والتي تجعله غير راغبا في العلاقة الحميمة. هناك عوامل كثيرة جدا قد تؤثر في الرجل وتجعله غير مستعدا لممارسة العلاقة الحميمة مع زوجته. هذا لا يعني أنه يعاني من مشكلة ما، هو فقط إنسان يتأثر بالعوامل المحيطة به مثله مثل أي إنسان آخر.
٢- تستغرق العلاقة الحميمة ساعات
لقد تسببت الأفلام السينمائية والكتب الرومانسية في هذا المفهوم الخاطئ عن العلاقة الحميمة. فقد خلقت لدينا المعتقد أن العلاقة الجنسية تستمر مدتها ساعات حتى أنها قد تستمر من الليل حتى صباح اليوم التالي! هذا غير صحيح على الإطلاق، فإن اعتبرنا العلاقة الجنسية هي مدة الإيلاج، فإن الرجل يحتاج مدة سبع دقائق تقريبا قبل الوصول إلى النشوة والمرأة تحتاج حوالي 20 دقيقة. هذا يعني أن العلاقة الحميمة بالكامل قد تستغرق نصف ساعة تقريبا وليس ساعات كما يظن الكثيرين!
٣- النساء لا تهتم كثيرا بالعلاقة الحميمة
هناك مفهوم خاطئ عن العلاقة الجنسية أن النساء لا تهتم بها على الإطلاق وأنها تقوم بها فقط لإرضاء الزوج. هذا الأمر غير صحيح تماما، فالمرأة أيضا لديها رغبة جنسية وتحتاج العلاقة الحميمة مثلها مثل الرجل بل وفي بعض الأحيان تكون رغبتها الجنسية أعلى من الرجل! هذا الأمر طبيعي جدا وعلينا أن نتفق جميعا أن الرغبة الجنسية تختلف من شخص لآخر وليس من رجل لامرأة. فهناك أشخاص لديهم رغبة جنسية عالية وهناك من لديهم رغبة جنسية منخفضة، وهو أمر له علاقة بنسب الهرمونات لدى كل شخص بغض النظر عن جنسه.
٤- يمارس الأزواج السعداء العلاقة الحميمة كل يوم
أيضا هذا الأمر قد يكون مفهوم خاطئ بسبب القصص الرومانسية التي تصور العلاقة بين الأزواج بأنها تشمل ممارسة العلاقة الحميمة كل يوم وفي بعض الأحيان أكثر من مرة يوميا. هذه أيضا معلومة غير صحيحة على الإطلاق، فقد أثبتت الدراسات أن أغلب الأزواج السعداء يمارسون الجنس مرة أو مرتين أسبوعيا وهناك نسبة قليلة من الأزواج تمارس العلاقة الحميمة أكثر من ثلاث مرات أسبوعيا. أما باقي الأزواج فتقل لديهم نسبة ممارسة العلاقة الحميمة لتصل حتى مرة أو مرتين شهريا وفي حالات قليلة قد تنخفض هذه الأرقام حتى مرة كل بضعة أشهر.
٥- حجم العضو الذكري يؤثر على العلاقة الحميمة
تقول الأسطورة أن كلما زاد طول وعرض العضو الذكري، كلما كان ذلك أفضل في العلاقة الحميمة. ولكن مثلها مثل أغلب الأساطير، هذه المعلومة ليست صحيحة. فأهم شيء في العلاقة الحميمة هو توافق حجم عضو الرجل مع مهبل المرأة وأن يعرف الرجل كيف يستخدمه جيدا لإمتاع زوجته. فالأعضاء التناسلية لدى الرجل والمرأة تختلف أحجامها من شخص لآخر وتعتمد المتعة أثناء العلاقة الحميمة على التناسب في هذه الأحجام.
٦- الفتاة العذراء لا بد أن تنزف بعد العلاقة الحميمة الأولى
تحدثنا من قبل عن غشاء البكارة والتي يعتقد الكثيرين أنه دليل على عذرية الفتاة وأنه يسبب نزول بعض قطرات الدماء في أول علاقة حميمة تختبرها الفتاة. وأن عدم نزول قطرات الدم هذه يعني أن الفتاة ليست عذراء وأنها مارست الجنس من قبل. ولكن كما ذكرنا من قبل، هذا الأمر غير صحيح وأن هناك أنواع لغشاء البكارة وأن نزول الدم من عدمه يعتمد على عوامل عديدة غير ممارسة الجنس لأول مرة.
٧- الرجل ينجذب فقط للمرأة ممشوقة القوام صاحبة المنحنيات المثيرة
لا شك أن الرجال تختلف أذواقهم مثلما تختلف أذواق النساء تماما! فإذا سألت أي رجل عن أكثر شيء يجذبه في مظهر المرأة الخارجي سيقول كل منهم شيئا مختلفا. فأحدهم سيقول أنه يحب المرأة الرفيعة، وآخر المرأة الممتلئة، والبعض سيقول أنه لا يهتم بالجسم ولكن يهتم بملامح الوجه وهكذا. فبالرغم أن المرأة صاحبة المنحنيات المثيرة قد تكون ملفتة للأنظار، إلا أن هذا ليس مقياسا على شروط إنجذاب الرجل للمرأة على الإطلاق.
٨- النساء صاحبات الثدي الكبير أقل/أكثر شعورا من صاحبات الثدي الصغير
يعتقد البعض أن هناك علاقة بين حجم الثدي لدى المرأة ومقياس الحساسية فيه للمداعبة. فهناك من يعتقد أن الثدي الكبير أكثر حساسية من الثدي الصغير وهناك من يعتقد العكس. ولكن الدراسات تقول أنه لا علاقة بين حجم الثدي ومدى شعور المرأة به ولكن الاختلاف في الشعور به يأتي من تجاوب المرأة مع مناطق الإثارة هذه في جسمها. فهناك نساء تثار أكثر من الثدي وأخريات تثار أكثر من الرقبة، البطن أو مناطق أخرى في الجسم ولا علاقة لها بحجم هذه المنطقة.
٩- حجم العضو الذكري يرتبط بحجم اليد أو القدم
بالتأكيد سمعتم من قبل المقولات التي تربط بين حجم العضو الذكري بحجم أي مكان آخر في جسمه مثل قدمه أو يده وغيرها. ولكن لا يوجد حتى الآن دراسة واحدة علمية تؤكد وجود علاقة بين حجم العضو الذكري لدى الرجل مع باقي أعضاء جسمه.
١٠- الوصول للنشوة عند النساء
هناك آراء متباينة كثيرة جدا حول وصول المرأة للنشوة. لذا سنخبركم ببعض الحقائق حول هذا الأمر والتي ستوضح المفاهيم الخاطئة حول هذا الأمر وهي كالتالي:
- المرأة تحتاج وقت أكثر للوصول إلى النشوة عن الرجل.
- يمكن للمرأة أن تصل إلى النشوة عدة مرات في العلاقة الحميمة دون راحة بينما يحتاج الرجل بضع دقائق بعد القذف ليتمكن من ممارسة الجنس مرة ثانية.
- أغلب النساء لا يمكنهن الوصول إلى النشوة من خلال إيلاج العضو الذكري فقط ولكن يحتجن تحفيز خارجي أيضا عن طريق مداعبة نقاط الإثارة المختلفة في الجسم وحول المهبل.
- لا يجب أن تصل المرأة في كل مرة تتم فيها العلاقة الحميمة إلى النشوة، فكثير من النساء يتمتعن أكثر بالمداعبة وهي كفيلة بإرضائهن جنسيا دون الحاجة للوصول إلى النشوة التي تجد عدد لا بأس به من النساء صعوبة في الوصول إليها. فالتواصل والوضوح في هذا الأمر في غاية الأهمية بين الزوجين.