قد يبدو الأمر الذي نتحدث عنه اليوم مضحكاً
للحظة الأولى، ولكنه واقعاً صادماً. فقبل أن يكون هناك شريكاً بحياتي، غالباً ما
كنت أسمع من صديقاتي قصص انفصالهن عن أحبائهن بالمناسبات كأعياد الميلاد،
والفلانتين وغيرها. والأمر نفسه بالنسبة للمتزوجات التي كن غالباً يقضين هذا اليوم في شجار مع أزواجهن. ولا أخفي عليك أن أغلب الفتيات تعيد سبب الشجار أو الانفصال إلى بخل
شريكها وتهربه من شراء هدية من أجلها. حاولت أن أفهم السبب حينها ولم أستطع فهم ما
يحدث. إلا أن الأمر بات يتضح أمامي عندما أصبح هناك شريكاً بحياتي.
ورغم أننا لم نتشاجر يوماً بالمناسبات، بل كنا حريصان على أن ننحي خلافاتنا جانباً لنحظى باحتفال رائع. ولكن هذا لا يعني أنه لم يكن هناك بعض التوتر والشعور بالغضب أحياناً. حقاً لم أكن أفهم السبب، فعلاقتنا على ما يرام ونحظى بالسعادة التي نستحقها ولكن لماذا كل هذا التوتر والرغبة في الشجار حينما يحين موعد مناسبة ما؟!
حاولت فهم ما يحدث كثيراً، ووجدت أنني لست أنا أو صديقاتي وحدنا من نعاني من ذلك. نعم، مثلما قرأتي. فبحسب بعض الدراسات التي يجريها متخصصي العلاقات فهناك الملايين الذي يتشاجرون بالمناسبات وأحياناً يصل بهم الأمر إلى حد الإنفصال. والحقيقة أن السبب وراء كل هذا هو "التوقعات". فكم مرة رسمتي بمخيلتك الطريقة التي سيفاجئك بها شريكك، ولكنك شعرتي بالإحباط عندما لم تجدي ما يدور بمخيلتك واقعاً؟ وكم مرة تملكك التوتر والغضب، فقط لاعتقادك أن شريكك سينسى موعد المناسبة القادمة؟ كل هذه التوقعات والتخيلات تؤثر علينا بشكل كبير. وهو بالتالي ما يشعرنا بالتوتر والغضب الذي لن يفهم الشريك سببه، ومن هنا تشتعل موجة الغضب والشجار. الأمر لا يقتصر فقط على الفتيات، فبعض الرجال أيضاً يضعون توقعات عالية لما ستفعله حبيبته من أجله، وبالتالي يشعر بخيبة الأمل عندما لا يجد ذلك.
على أي حال، سواء كنت رجل أو امرأة فيكفي أننا عرفنا السبب الذي يخرب العديد من العلاقات سواء بالفلانتين أو بأي مناسبة أخرى. ولكن يبقى السؤال، كيف يمكن تجنب هذه الخلافات؟ دعني أخبرك أنه لا يوجد طريقة واضحة للتغلب على ذلك. ولكن فقط خذ خطوة. فإذا كنت ترغبين بقضاء يوم رائع مع شريكك، خذي خطوة بدلاً من رسم توقعات بمخيلتك. فمثلاً إذا كنت ترغبين قضاء هذا اليوم وسط المياه، فيمكنك حجز رحلة قصيرة بالباخرة. الأمر نفسه بالنسبة، فإذا كنت تأمل أن تحظى بيوم مختلف مع حبيبتك، فخذ الخطوة بدلاً من تخيلها.