حسنًا، أعلم أنني قد أكون متأخرة بعض الشيء، ولكن ها أنا ذا وأخيرًا شاهدت فيلم “محتال تندر” أو “The Tinder Swindler” المعروض على شبكة نتلفيكس. وحقًا ودون أي مبالغة لقد بقيت طوال الساعتين إلا بضع دقائق وأنا جالسة بمكاني مندهشة مما يحدث. وفور انتهاء الفيلم وجدتني أقول “ إزاي بيحصل كتير كدا في الحقيقة واحنا مش بناخد بالنا” المدهش في الأمر أن قصة محتال تندر هي قصة متكررة يوميًا، فكم مرة أخبرتك صديقتك أنها أعجبت بذلك الفتى الوسيم صاحب السيارة الفاخرة ولكنه بالوقت ذاته دائمًا يتحجج بأنه نسي نقوده لكي تدفع هي الحساب، أو حتى في بعض الأحيان يقترض منها أموال بحجة أنه على خلاف مع والده الثري وقطع عنه المال! أراكي تبتسمين الآن، أعرف أن هذه القصة حدثت أمامك عينيك كثيرًا وربما معك أنت شخصيًا! ورغم أنني كنت معتادة على سماع هذه القصص ولكن بعد مشاهدة الفيلم وببعض التدقيق وجدت أن أغلبنا كفتيات نفعل نفس الأشياء التي توقعنا ضحايا لهؤلاء المحتالين. والآن إذا كنا نريد النجاة منهم، فماذا سنفعل؟ نعم صحيح، سنتكاف سويًا ونضع بعض القواعد أو المحاذير في علاقاتنا المقبلة…
١- تشعرين بالوحدة؟ فكري أكثر من مرة قبل اتخاذ القرار
قديمًا أخبرونا ألا نتخذ قرار وقت السعادة الغامرة ووقت الحزن أو الغضب الشديد والآن أنا أضيف لهذا “وقت الوحدة” أيضًا. ففي جميع هذه الأوقات تكون قراراتنا وخطواتنا متهورة ومدفعوة بمشاعرنا. أنا أشعر بالوحدة، أريد أن يكون أحدهم بجانبي في أسرع وقت ممكن. ماذا يعني هذا؟ ببساطة أن أول شخص سيقترب مني وينجح في أن يكتشف نقطة ضعفي - شعوري بالوحدة- سيستغل ذلك وبالوقت ذاته لن ألاحظ أي من العلامات الحمراء التي يجب تجنبها. لذا صدقيني عندما تشعرين بالوحدة الشديدة اخلقي لنفسك حياة ومساحة مختلفة ولكن لا تبحثي عن رجل!
٢- الانطباع الأول ليس صحيحًا دائمًا
جميعنا نهتم بالانطباع الأول ونريد أن نكون مبهرين، ولهذا السبب نفسه الانطباع الأول ليس صحيحًا دائمًا. فبعض الأشخاص يأخذون الإبهار لمستوى أعلى تمامًا ومزيف لأقصى درجة. فمثلًا “محتال تندر” كان الانطباع الأول عنه بأنه شخص ثري بشكل كبير لا يمتلك الوقت الكافي لأي شيء، حياته مشغولة دائمًا ولكنه لبق وأنيق، ولكن المفاجأة. الحقيقة عكس كل هذا تمامًا!! هل رأيت الانطباع الأول ليس صحيحًا دائمًا، لذا لا تقعي فريسة لهذا.
“لقد شعرت أنني قفزت داخل فيلم ما”
قالت سيسلي هذه الجملة لتعبر عن انبهارها بعدما دعاها “سيمون” المحتال للسفر برفقته على طائرته الخاصة بعد أول لقاء.
٣- لا تصدقي كل ما يقال ولا كل ما ترين
من السهل أن يظهر الشخص بأنه مسئول، وبأنه شخص طيب ومحبوب، ومن السهل أن يخبرك عن مزاياه، من السهل أن يظهر بأنه أب مسئول وابن محب لوالديه، كل هذا سهل قوله وتمثيله، لذا لا تصدقي ذلك إلا بمرور الوقت. دققي في كل شيء وابحثي وتأكدي واسألي كثيرًا مرة واثنين وثلاثة، فمع تكرار الأسئلة سيظهر ما إذا كان الشخص يكذب أم لا. لأنه ببساطة لن يصمد طويلًا ففي مرة من المرات سيخبرك بأحاديث مختلفة أو ترتيب أحداث مختلف وهكذا.
٤- المشاعر رائعة ولكن لا تجعليها تحركك
نحن النساء في الغالب فور أن نعجب بأحدهم نجعل مشاعرنا تحركنا طوال الوقت. ولكن ليس هذا ما نحتاجه فعليًا. نحن بحاجة لتشغيل عقلنا مع مشاعرنا، لأن عقلنا سيضبط اندفاعنا وسيجعلنا نرى الأشياء التي تجعلنا مشاعرنا نتغاضى عنها.
٥- هل انقبض قلبك؟ تثيرك الشكوك؟ اسمعي لنفسك
بعضنا يفكر كثيرًا ويشك في كل شيء وتنتابه مشاعر الشك تجاه أغلب الأشياء، ولكني هنا أتحدث عن هؤلاء الذين لا يشعرون بالشك تجاه كل شيء، لذا من الطبيعي عندما ينتابك هذا الشعور وأنت في علاقة مع أحدهم يجب أن تستمتعي لقلبك وعقلك حتى وإن كان جميع العلامات “الظاهرية” من حولك تخبرك بأن كل شيء يسير بشكل رائع. فقط خذي بضع خطوات للخلف وأعيدي ترتيب أمورك والنظر في كل شيء بعمق من جديد، ربما تكتشفي مصدر أو سبب شكوكك.
٦- مبررات كثيرة وأعذار أكثر؟ تراجعي فورًا
تعرفون ما الخطأ الذي نقع فيه نحن الفتيات بشكل متكرر؟ هو أننا نصدق تلك المبررات والأعذار المتكررة! فمثلا في فيلم “محتال تندر” هو كان دائم الطلب لاقتراض أموال دون ردها وطوال الوقت يقدم مبررات وأعذار شبه متكررة، الأغرب أن كل امرأة كان يعرفها كانت تصدقه وتصدق تلك الأعذار حتى أصبحن هن أنفسهن في مواقف حرجة وحياتهن مهددة بسبب الديون المتراكمة. بس إذا أعدنا التفكير في الأمر لو كانت واحدة من هؤلاء النساء انتبهت إلى هذه المبررات المتكررة وقررت أن توقف الأمر منذ بدايته لم تكن قد وصلت إلى هنا.
٧- طول المدة أو قصرها ليس المقياس في العلاقات!
نعم ضعيها قاعدة أمام عينيك طوال الوقت. لا يعني أنك تعرفين شخص ما لمدة عام أنك أصبحت تعرفينه جيدًا ولا يعني أنك تعرفينه لبضعة أشهر أنك لا تعرفينه جيدًا. فالمقياس في العلاقات هي “المواقف” فقط وحدها المواقف هي ما تحكم على مدى معرفتك بالشخص، ملاحظتك لردات فعله والقرارت التي يتخذها خلال مواقف مختلفة، تجعلك تعرفين الشخص جيدًا، كيف يفكر وكيف يتفاعل مع المواقف الصعبة وهكذا هي من تجعلك تعرفينه حق المعرفة.
٨- اتخذي حذرك دائمًا
سواء كنت تواعدين شخص ما من على تطبيقات المواعدة أو تلتقين بأحدهم من دائرة أصدقائك أو عملك، فالأكيد أننا يجب أن نتخذ حذرنا دومًا ولا نمنح الأمان سريعًا. ببساطة لا يمكنك أن تعرفي شخص اليوم وتقرضيه سيارتك غدًا. لذا مهما كان الشخص ظاهريًا جيدًا وذو خلق ولكن لا يمكن الاعتماد على ذلك دومًا.
أخيرًا، تذكري دومًا أن الوقوع في شباك شخص محتال ليس خطؤك ولكن نحن نحاول أن نجنبك التعرض لهذا الموقف من الأساس.