كل ليلة أقرأ لطفليّ "هاشم" ذو الخمسة أعوام و"سند" ذو العامين، قصص من اختيارهم قبل النوم، وهذا الجزء من روتيننا اليومي ليس فقط المفضل بالنسبة لهم، بل هو المفضل بالنسبة لي أيضاً وننتظره بفارغ الصبر في نهاية كل يوم!
لكن في آخر عدة أسابيع لم يعد الأمر ممتعاً بالنسبة لي، لماذا؟ أصبح لطفليّ (خاصة طفلي الأكبر) كتاب مفضل نقرأه كل ليلة، هي قصة رائعة لكن قراءتها مراراً وتكراراً تبعث على الملل وأصبحت أحاول التهرب من هذا الروتين. حاولت بكل الطرق قراءة كتب أخرى، اشتريت كتب جديدة ومختلفة لكن لا جدوى، ويجدر بي الذكر هنا أن القصة ليست بالقصيرة فهي مكونة من ٦٠ صفحة! ويجب عليّ قراءة كل صفحة منها كل يوم.
ما الحل؟
الحل كان إعطائه الخيار الثالث.
أذكر أنني في يوم من الأيام قرأت مقال عن كيفية التعامل مع الأطفال العنيدين، وكان استخدام الخيار الثالث هو إحدى هذه الطرق، فقررت تجربة هذه الطريقة.
عادة السيناريو بيننا هو كالتالي:
- ماما أريدك أن تقرأي قصتي الليلة.
- حبيبي ما رأيك بهذه القصة الجديدة الرائعة! لنغير القصة الليلة.
- لا أريد! أريد قصتي.
- لكن هذه القصة جميلة… لنجرب؟
- لا
وينتهي الحوار بأن أقرأ قصته.
بعدها غيّرت طريقتي:
- ماما أريدك أن تقرأي قصتي الليلة.
- سأعطيك خيارين إما أن نقرأ نصف القصة، أو نقرأ قصة أخرى.
- لا يعجبني أي من الخيارين
- ما برأيك الخيار الأفضل؟ لنفكر معاً
فكرنا ببعض الخيارات الأخرى وتوصلنا إلى الخيار الثالث الذي أعجب كلانا: سنقرأ القصة لكن بشكل سريع (ليس عليّ قراءة كل كلمة من كل صفحة).
كنت سعيدة جداً بهذه الطريقة! نجحت بشكل رائع وكلانا كان سعيداً بالنتيجة، والأهم من هذا كله هو أن طفلي أحس بقيمة رأيه، وتعلّم أننا نستطيع التفكير معاً بخيارات جديدة.
أصبحت استخدم هذه الطريقة في كثير من المواقف، وهي ناجحة في معظم الأوقات. وتكون أكثر نجاحاً عند استخدام عبارات مثل "رأيك يهمني" أو :"ما رأيك بالحل الذي يرضيك ويرضيني؟ أنا أثق بحكمك".