فرحتي بعلاقتي الجديدة، جعلتني أُسرع بالاتصال بأقرب صديقة لي رغبة مني في أن أحكي لها كل تفاصيل هذه العلاقة وكيف بدأت وبالفعل اتصلت بها وجلسنا في إحدى المقاهي، وكنت متوترة وسعيدة بل لدي مشاعر مختلطة وقبل أن أبدأ في الحديث، بدأت هي بالشكوى...
صديقتي: مشاكل تجهيزات الفرح وتدخل الأهل أثرت على علاقتنا... تقريبا نتكلم عن تجهيزات الفرح فقط
أنا: حاولوا الخروج والتحدث في أمور بعيدة عن تجهيزات الزفاف ومشاكل الأهل
صديقتي: هو رافض التكلم... في حالة من الصمت والنكد تسيطر عليه
أنا: هل أصبحتي شخصية نكدية (ضحكة سمجة) أم تطلبي منه الكثير
صديقتي: لا، أنت تعرفينى جيداً ولكني تحت ضغط
ورن هاتفي بالنغمة المخصصة للرسائل، حاولت فعلًا التركيز مع المناقشة المحتدمة بيني وبين صديقتي لإنقاذ خطبتها وحل مشاكلها التي لا حصر لها، إلا أنه بعث لي برسالة "متى سأقابلك". وبالرغم من تعارفنا الذي بدأ منذ شهرين فقط، إلا أن قلبي بدأ يخفق بشدة مع كل رنة له، بل وتغمرني سعادة غريبة عندما نلتقي.
"هل تسمعيني؟ حالة العشق والهيام لن تستمر معك أكثر من ٥ أشهر" استفقت على صوت صديقتي وهي تتحدث بصوت عالٍ وتحاول أن توقظني كما تقول من "علاقتي الجديدة". تحاول بكل طاقتها أن تجعل الدنيا سوداء في عيوني وتعطيني جرعة من التشاؤم كالتي تعيشها، ولكني بالطبع لن أستسلم إلى نظرتها التشاؤمية وتجربتها التي أوشكت على الفشل قبل بدايتها كما تدعي واكتفيت بالنظر إليها مبتسمة.
"هل فعلاً ستستمر؟" بدأ قلبي يخفق مع هذا السؤال الذي يجول في خاطري لأول مرة، هل هذا الإحساس سيزول وأصبح بعد سنوات مثل صديقتي أجلس فقط مع صديقاتي لأشتكي وأبحث عن مخرج لحالة الضغط المستمرة؟ هل سأنتقل من فترة التعارف الجميلة إلى الخطوبة ومشاكلها التي كرهتها حتى قبل خوض التجربة؟
الفترة الجميلة
سواء وافقت على هذه الفترة أم لا، فهذا الوقت أصبح من الأمور الهامة في جيلنا خاصة أنها فترة "التعارف" دون الدخول في تعقيدات الخطوبة والجواز الذي فرضها علينا المجتمع والعادات. وهي وبشهادة الكثيرين من أحلى الأوقات، خاصة أنها فترة "اختبار الحب" حيث تغمرك المشاعر وتسعي لمشاركة حياتك واهتماماتك مع شخص آخر. وبعيدًا عن قيود وتعقيدات المجتمع، فكل طرف في العلاقة لا ينتظر شيئا سوى معرفة شخصية الآخر، كما يسعى كلاكما لإنجاح الأمر ومنح هذه العلاقة فرصة للدخول في مرحلة البعبع "الخطوبة" وتدخل الأهل المصاحب عادة ببدء المشاكل.
لماذا تفشل هذه العلاقة؟
بعد الانتهاء من الجزء الأول من العلاقة "فترة التعارف الجميلة"، ندخل في الجزء الثاني "أنت لا تفهمني" وهذا الجزء يتسم بالصدمة حيث تختلف الآراء والذي يؤدي إلى العند والتمسك بالرأي فيها وبالتالي تدخل العلاقة في نفق مظلم ومن ثم نهاية العلاقة.
وعادة ما تفشل العلاقة بسبب فقدان الشعور بالأمان، والإحساس بأنك مجرد لعبة وهذه من أصعب الأحاسيس التي تشعر بها الفتاة خاصة عند عدم وضع مبادئ واضحة لهذه العلاقة... فهل هي مجرد استلطاف يصاحبه عدم القدرة على أخذ الموضوع بشكل جدي، أم هي علاقة ننتظر حدوث تطورات فيها بشرط أن تتوافق شخصياتنا وأسلوب حياتنا؟
المرحلة الأولى التي تقف عند "التعارف" عليك أن تفهمي منذ البداية أنها علاقة ستنتهي عند هذا الحد واحذري من الوقوع فريسة لأوهامك.
أما بالنسبة للمرحلة الثانية، فعليك التأني ومعرفة الشخص الذي تودين الارتباط به معرفة جيدة، ولا تتسرعي في محاولة إنجاح الأمر بأي طريقة وكوني على طبيعتك حتى لا يكتشف عكسها عند الدخول في مرحلة الخطوبة. ويجب الابتعاد تماما عن محاولة إنجاح الأمر بسرعة، لأنه يؤدي إلى فقدانك شخصيتك ومحاولة إرضاء الطرف الآخر حتى لو على حساب نفسك، وذلك قد يصيبك بالتوتر وبدء النكد مما يجعل الطرف الآخر يشعر بكم من المشاعر السلبية ومن ثم يسعى سريعاً إلى فك الارتباط بينكما.
وعلى الرغم من أن هذه العلاقة "حلوها" أكثر بكثير من "مرها" إلا أن لكل مرحلة عيوبها ومميزاتها وسنتحدث في المقال القادم عن الخطوبة بحلوها ومرها.
مصدر الصورة الرئيسية: إنستجرام @benva_cruz