منذ فترة كنت أشاهد فيلم يحمل اسم What We wanted على شبكة نتفليكس. كانت قصته تدور حول زوجان يحاولان مرارًا إنجاب طفل ولكن في كل مرة ينتهي الأمر بالفشل، ومع هوس الزوجة بحلم الأمومة تبدأ محاولات الإنجاب الفاشلة في التأثير على علاقتها الزوجية وتدمير علاقتها مع زوجها. هنا وقفت للحظة وتذكرت كم من علاقات زوجية كانت مثالية، حتى تعرضت لأزمة الإنجاب. نعم، نعلم أن حلم الأمومة غريزة فطرية بداخلنا نحن النساء، وأن كل رجل يحلم في أن يصبح أب، وأن محاولات الإنجاب الفاشلة والمتكررة تضع الزوجين تحت ضغط شديد، ولكن هل يعني هذا تدمير علاقتك الزوجية؟! لذا كان علينا اليوم أن نتحدث معك ونحاول البحث عن بعض الحلول التي يمكنك من خلالها الحفاظ على علاقتك الزوجية حتى مع محاولات الإنجاب الفاشلة!!
كيف لا تدع الفشل المتكرر في الإنجاب يدمر علاقتك الزوجية؟
قد نكذب عليك إذا أخبرناك أن الإجابة على هذا السؤال سهلة وبسيطة. بل استغرق الأمر بحثًا طويلًا منا حتى نقرر كتابة هذا المقال، وحتى نعلم من أين نبدأ. فنحن هنا لسنا بصدد إصدار أحكام على مشاعرك أو مشاعر زوجك، ولكننا هنا لمساعدتك كما نحاول دومًا أن نفعل. لذا إجابتنا على هذا السؤال ستمر بعدة مراحل...
أولًا: ليس شرطًا أن تنجب جميع النساء!!
تربينا منذ طفولتنا على أن ندرس جيدًا، لنحصل على وظيفة جيدة ثم نتزوج وننجب لتصبح لدينا عائلة كبيرة. حتى في طفولتنا كانت أغلب ألعابنا تدور حول أن يجسد أحدنا دور الأم وتلعب الأخرى دور الأب ونجعل من العرائس أطفال صغار. لذا كبرنا ونحن لدينا يقين أن هذا هو مسار حياتنا الطبيعي، وأن جميعنا نستطيع الإنجاب بلا شك. حتى واجهنا الحقيقة، وهي أنه ليس شرطًا أن تنجب جميع النساء!! نعم، فهناك الملايين من الأزواج حول العالم يعانون من مشاكل بالإنجاب سواء كانت المشكلة من الزوجة أو الزوج. وحتى مع تطور الأساليب الطبية وظهور الحقن المجهري وأطفال الأنابيب وغيرها، تبقى هناك نسبة كبيرة لا تستطيع إنجاب طفل. فهل هذا يعني أن تتوقف الحياة؟!
بالطبع، لا. لذا أخبرك اليوم بأن أول خطوة في إنقاذ نفسك وزواجك، هي تقبل فكرة أنه ليس شرطًا أن تنجب جميع النساء. وأن عدم حدوث ذلك لا ينقصك أي شيء، ولا يدع عليك وصمة. بل هي أمر طبيعي ومثلما يحدث معك، يحدث مع ملايين غيرك.
___________________________________________________
٣ فتيات يتحدثن عن تجربتهن مع الخيانة العاطفية وكيف كان أثرها عليهن
__________________________________________________
ثانيًا: زوجك شريكك وليس عدوك
أعلم جيدًا أن شعورك بعدم القدرة على إنجاب طفل، يجعل بداخلك العديد من الأحاسيس المتناقضة، حتى إنني لا يمكنني تخيل مدى صعوبتها. ولكني أدرك، أنها تجعلك تنظرين لزوجك على أنه عدوك. ولكن قبل أن تصدري الحكم عليه، يجب أن تطرحي على نفسك عدة أسئلة:
- هل هو يحاول معك بشكل كاف؟
- هل يرغب حقًا في أن تصبحا أم وأب؟
- هل يلقي اللوم عليك؟
إجاباتك على هذه الأسئلة بصدق، ستجعلك تغيرين نظرتك وموقفك تجاه زوجك، فإن كانت الإجابات نعم، إذًا هو شريكك، وإن كانت، لا. فربما كان زواجكما يمر بأزمة حقيقة وليس فقط مشكلة الإنجاب.
ثالثًا: أنتما زوجان ولستم إنسان آلي!
محاولات الإنجاب تحول العلاقة الجنسية بين الزوجين إلى شيء روتيني وقد يكون ممل. هناك جدول، بمواعيد محددة لممارسة الجنس رغبة في الحصول على طفل. ومع استمرار الأمر لفترة طويلة، تتحاولا إلى إنسان آلي، يتحرك وفق جدول محدد حتى في العلاقة الجنسية التي أساسها المشاعر والتلقائية. حتى إنكما تفقدان شعور الشغف والاشتياق، وتكون العلاقة الجنسية لهدف محدد وهو "الطفل".
بالطبع، لا نحجر على رغبتكما، ولكننا هنا ننظر لهذه العلاقة من الخارج، ونخبرك بأنك لست إنسان آلي. ترغبين في السير وفق جدولك، حسنًا لا بأس في ذلك. ولكن ما رأيك بتهيئة الأجواء؟ فبعض الشموع، والمزيكا والعشاء الرائع، لن يضروا بشيء بل سيكسروا من فكرة أن الأمر روتيني. هل هناك أيام محددة ترغبين فيها بممارسة الجنس، لأن احتمالية حصولك على طفل تكون أكبر؟ لا بأس أيضًا في ذلك، ولكن ماذا عن الأيام الأخرى، أليس من الرائع أن تكون مليئة بالرومانسية والحب أيضًا.
رابعًا: امنحي زوجك فرصة ووقت
قد يكون هذا أصعب طلب نطلبه منك، ولكن صدقيني زوجك يحتاج ذلك. فمع رغبتك الشديدة في الإنجاب، تقومين بالمحاولة مرة تلو الأخرى، دون النظر لما يريده زوجك، أو أنه غير مستعد للمحاولة الآن، أو ربما أرهق من كثرة المحاولات، ومع الوقت يشعر أنك لم تعودي ترغبي به هو ذاته ولكنك فقط تريدين الطفل. وصدقيني إذا استمر هذا الشعور، ستفسد حياتك الزوجية.
لذا سيكون من الرائع بعد كل محاولة أن تمنحي زوجك وقته، وتسأليه ما إذا كان مستعد للمحاولة ثانية أم لا. ففي النهاية، لا يمكنك إجباره على إنجاب طفل!
خامسًا: لا مكان للوم هنا!
ضعي هذه الجملة أمام عينك منذ اللحظة الأولى التي تقررين فيها إنجاب طفل...
- هل المشكلة لديك؟ حسنًا، لا تلومي نفسك.
- هل المشكلة لدى زوجك؟ حسنًا، لا يلوم نفسه.
- لا تلومي زوجك، ولا يلومك زوجك.
في النهاية هذا شيء تمران به سويًا، وما يحدث ليس بسبب تقصير أحدكما ولا بإرادتكما. تذكري ذلك جيدًا.
سادسًا: الإنجاب ليس الطريقة الوحيدة لأن تصبحا أب وأم
أقول دومًا أن ما يجعل الإنسان مطمئنًا تجاه أي شيء، هو أن يكون لديه بدائل وخيارات. وهذا أيضًا في مسألة الأمومة. أعلم جيدًا أننا كنساء لديما غريزة الأمومة نرغب في أن نمر بتجربة الحمل والولادة، وأن نجمل بين ذراعينا طفل أخرجناه من داخلنا ويحمل قطعة مننا ومن شريك حياتنا، ولكن ماذا إذا كان ذلك لن يحدث، هل نحرم من ممارسة هذه المشاعر؟ بالطبع، لا.
تذكري جيدًا أن هناك ملايين من الأطفال في العالم في أمس الحاجة للشعور بأن لديهم عائلة وأب وأم. وهذه فرصة رائعة لك إن كنت ترغبين في ممارسة مشاعر الأمومة. يمكنك دومًا مناقشة هذه البدائل مع زوجك اختيار المناسب لكما من بينهما.
سابعًا: الحياة ليست إنجاب أطفال فقط!
مرة أخرى، نحن لا نحجر على مشاعرك ورغبتك في أن تكوني أم. ولكننا نريد إخبارك بأن الحياة مليئة بالكثير من الأشياء التي تستحق منك أن تنظري إليها وتستمتعي بها. فلا تجعلي أحلامك كلها متوقفة على "الطفل". إذا كان لديك أحلام مع زوجك تريدين تحقيقها، فاسعي إلى ذلك، بجانب محاولاتك في الإنجاب. فإن حدث ولم تستطيعي الحصول على طفل، فيكون لديك على الجانب الآخر حياة مليئة بالكثير من الأشياء.
عدم إنجاب طفل ليس نهاية العالم، بل قد يكون بداية لعالم جديد وحياة مختلفة!
مصدر الصورة الرئيسية: IMDB