أعتقد أن أغلبنا مر بالعديد من العلاقات العاطفية، بعضها استمر لسنوات وبعضها لم يستمر سوى لعدة أشهر، ولكن في كل مرة ينتهى الأمر بالانفصال يكون هناك شعور مختلف نختبره، ولكن هل لاحظت من قبل أن انتهاء العلاقات قصيرة الأمد مؤلم أكثر؟ في أي جلسة فتيات ستجدين واحدة منهن تستعجب لماذا تشعر بهذا الحزن على علاقة لم تستمر سوى أشهر قليلة ربما لم تتجاوز حتى الثلاثة أشهر، لماذا لم تستطع تجاوزها مثل تلك العلاقة التي أمضت بها سنوات، أليس من المفترض أن يحدث العكس؟ كان هذا هو محور نقاش بيني وبين صديقات مختلفات لي، وجميعنا اتفقنا على أن الأمر يؤلم أكثر على الرغم من أنه لم يصبح "علاقة" مليئة بالتفاصيل والمواقف، ومن هنا بدأ السؤال يطرح نفسه مرارًا وتكرارًا لماذا الانفصال في العلاقات قصيرة الأمد يكون الأصعب؟
"مدة العلاقة وطولها لا يتناسبان طرديًا مع مقدار الألم الذي نشعر به عند انتهاء العلاقة"
الشيء الأصعب هو رغبتنا الدائمة في منطقة الأمور المتعلقة بالمشاعر، فبالمنطق علاقة أطول يعني رابطة أعمق يعني ذكريات أكثر يعني ألم أكبر، وهو بالتالي لا ينطبق على العلاقات قصيرة الأمد. ولكن للمفاجأة لا يمكننا منطقة مشاعرنا وحسابها بهذا الشكل، فبحسب خبراء العلاقات، فإن مدى الألم الذي نشعر به في نهاية العلاقة - ومدة بقاء هذا الشعور معنا - لا يرتبط بشكل مباشر بطولها.
لماذا الانفصال في العلاقات قصيرة الأمد يكون الأصعب؟
بالنظر للعلاقات القصيرة والتي لم يمضي عليها سوى عدة أشهر، فهي ببساطة انتهت في فترة "شهر العسل" كما نقول. انتهت في الفترة المليئة بالفراشات وكل شيء جميل. الفترة الخالية من المشاكل والتعقيدات، لم نعرف الطرف الآخر معرفة كافية لنعرف عيوبه، لنتجادل معه ونرى كيف تكون ردة فعله، لم نراه في لحظات غضبه، لم يمر معنا بمواقف نحتاج فيها دعم، باختصار كلانا مازال في مرحلة "إظهار أفضل ما لدينا". ما يعني أن العلاقة انتهت وهي مليئة بالكثر من الأمور الرائعة والصفات التي لا مثيل لها. وهنا تظهر "الآمال والأحلام".
انفصلت عن حبيبك مؤخرًا؟ ١١ خطوة تساعدك على تجاوز الانفصال العاطفي
فنظرًا لأننا لم نرى من هذه العلاقة أو الطرف الآخر سوى كل شيء جيد، يبدأ عقلنا يلقي بالكثير من الافتراضات " ماذا لو أننا واصلنا هذه العلاقة؟"، "هل من الممكن أن نعود سويًا مجددًا؟، "بالتأكيد إذا استمرت هذه العلاقة كنا سنكون في أفضل حال"، "لقد كان الشخص المناسب ولن أجد مثيل له" والكثير من الافتراضات والأحلام والآمال، التي لا تمت للواقع بصلة لأنها في الأساس مبنية على معطيات غير كافية.
فإذا كنت مررتي بهذه العلاقة قصيرة المدى، فيمكنك أن تتذكري معي الآن أنكما لم تدخلا في جدال عنيف يومًا ما، عكس تلك العلاقة الطويلة التي دخلتي فيها في مناقشات طويلة واكتشفتي حينها جانب آخر من شريكك. فالعلاقة القصيرة كانت مازالت في مرحلة الشهور الأولى والتي غالبًا ما نتغاضى فيها عن أي شيء قد يعكر صفوها أو يجعل الطرف الآخر ينصرف بعيدًا. لذا فيكون لدينا اعتقاد خاطئ حول صفات هذا الشخص.
كيف يمكننا التعامل مع ألم انتهاء العلاقات القصيرة؟
حسنًا، بعدما أصبحت الصورة أوضح الآن وأصبحنا نعلم السبب وراء هذا الألم، حان وقت التعامل معه...
١- اعترفي بمشاعرك
إنكار المشاعر أو رفضها لن يساعد بل سيزيد الأمر سوءًا. لذا يجب أولًا الاعتراف بمشاعرك وتقديرها. نعم لقد كنت في علاقة وانتهت ومن الطبيعي أن أشعر بالحزن بهذا طبيعي تمامًا، فنحن بالنهاية كنا برفقة شخص آخر تشاركنا بعض الأشياء وصنعنا بعض الذكريات حتى وإن كانت قليلة.
قصص المواعدة الأون لاين: البحث عن الرومانسية على تطبيق مواعدة
٢- لا تبحثي عن العيوب أو تختلقيها
أحيانًا لنهون على أنفسنا نجعل رأسنا تصنع وتختلق عيوبًا في الشخص الآخر لم تكن موجودة أو على الأقل نحن لا نعلم بوجودها من الأساس، أو حتى أننا نتهمه بأنه لم يكن جيدًا وغيرها رغم أننا نعلم أن هذا ليس صحيحًا ولكننا نفعله اعتقادًا بأنه يهون الأمر، ولكن للمفاجأة هذا لا يفعل شيء سوى أنه يجعلنا ساخطين وغاضبين فقط. بدلًا من ذلك اعترفي أنك كنت في علاقة جيدة لفترة من الوقت، لقد شعرتي بالسعادة، وتشعرين بالأسف لانتهائها ولشعورك بالحزن عليها، ولكن كل هذه المشاعر ستمر" ثم ركزي في الفترة الحالية.
٣- تذكري أسباب انتهاء العلاقة
سواء كانت نهاية العلاقة من طرفك أو من طرف الشخص الآخر فبالتأكيد هناك سبب تم توضحيه. تذكري هذه الأسباب، ربما لم تكونا مناسبان، ربما اكتشفتما أن لكل منكما أحلام مختلفة، ربما شعر أحدكما أنه لا يستطيع الالتزام بالعلاقة في الوقت الحالي، أي كان السبب فتذكريه وتذكري أنه لم يكن من المناسب الاستمرار مع وجوده.
أغرب ٢٠ جملة يقولها الرجل عندما يريد إنهاء العلاقة... انتبهي لها
٤- تقبلي شعور الافتقاد
أمر طبيعي آخر هو أن تشعري بافتقاد الشخص أو الاشتياق له خاصة إذا كانت لقائتكما متعددة في الفترة التي كنتما فيها سويًا، لذا لا تبدأي في لوم نفسك ومحاسبتها كلما شعرتي بافتقاد الشخص، بل تعاملي معه على أنه "شعور" مع الوقت ستخف حدته وقد يتلاشى تمامًا.
٥- أعيدي النظر في علاقاتك
هل أنت شديدة التعلق وتمرين بنفس الألم عندما تنتهي كل علاقة قصيرة بحياتك؟ إذا كانت الإجابة نعم، فهنا لابد من اتخاذ بعض الخطوات الاحترازية، مثل عدم محادثة أو لقاء الشخص الذي تواعدينه في البداية، كثيرًا. إذا كانت هناك مساحة، كوني منفتحة وصادقة مع الطرف الآخر، كإخباره بأنك لا تريدين التعلق به سريعًا وتفضلين أن تأخذي الأمور بتروي حتى تكتشفان بعضكما سويًا.
أخيرًا، شعورك بالألم أو الحزن بعد انتهاء أي علاقة لا يعني أنه عليك التوقف عن المواعدة أو الدخول في علاقات، فهذا جزء من الرحلة ويجب التعامل معه.