"لماذا يشاهد الرجال أفلام البورنو أو الأفلام الجنسية/الإباحية؟" هذا السؤال تردد على مسامعي كثيرًا في أوساط السيدات، وكذلك يتبع هذا السؤال إحساس بالخزي والكره والوعود الزائفة من عينة "لن أشاهد أفلام جنسية بعد الآن". وتتكرر المأساة وتتكرر الوعود دون معرفة الأسباب الرئيسية لمشاهدة الرجال للأفلام الجنسية؟
وهنا أخص الرجال عن النساء، حيث أن نسبة المشاهدة بين النساء التي تشاهد الأفلام الجنسية قد تكون منعدمة مقارنة بالرجال، فنسبة النساء حوالي ٣٪ فقط وعلى الرغم من إطلاعي على العديد من الدراسات وقراءتي للكثير من المقالات وأخذ رأي المتخصصين في هذا الشأن "لماذا يشاهد الرجل الأفلام الجنسية" لم أجد سبيلا أو معرفة حقيقية.
فكل ما قرأته ينقسم ما بين التعامل مع الموضوع وكأنه أمرًا عاديًا، وكيف على المرأة محاكاته ومعرفة متطلبات شريك حياتها وبين إنكار حقيقي للأمر والذي يقتصر على مساعدة الزوج أو الشريك في التوقف عن هذه العادة. ثم ماذا؟ لم أجد إجابة، إلا هذه الإجابات التي تتحدث عن أسباب جعل الرجل يقوم بهذه العادة دون الخوض فى قضايا تأخر الزواج والظروف الاقتصادية التي لا مفر من كونها جزء لا يتجزأ من تلك المشكلة.
وبعد قراءة ما يخص ذلك الموضوع واستشارة خبراء في العلاقات، توصلت إلى هذه الإجابات:
١- التنوع: يجب أن نقر أن تفكير الرجل في "الجنس" لا يقابله أبدًا المرأة، خاصة أن الرجل يثتثير من "الحركات والصور" أكثر من المرأة التي تهتم كثيرا بسماع ما يثيرها. لذا فمشاهدة الرجل الأفلام الجنسية التى تحتوي على قدر من التنوع في المشاهد والممثلين تجعله يشعر بسعادة بالغة، كما يعتقد أن المشاهدة تضيف له بعض خبرات العلاقات وأن هذا الإحساس لا يعني أبدًا أنه كاره لزوجته أو أنها لا تثيره بالقدر الكافي.
٢- السهولة: "كنتِ مجهدة" بالطبع هذه من أكثر الإجابات التي يحفظها الرجال عن ظهر قلب والتي للأسف تجعل المرأة أو الزوجة تشعر بالذنب، ولكن عليكِ ألا تشعري بالذنب خاصة أن ما يقوله حقيقي، من وجهة نظره. فهو شعر بإجهادك وبالاستثارة في نفس الوقت، إذا فما المانع خاصة أنها نقرة من على موبايله أو اللاب توب وسيحصل على ما يريد. بل ويبرر بعض الرجال أن مشاهدة الأفلام الجنسية أفضل من "الخيانة" خاصة إذا كان يعيش في مدينة أخرى بعيدًا عن زوجته أو إن كان مضغوطا في العمل طوال الوقت، وعلى الرغم من تكذيب بعض السيدات لهذا المبرر إلا أنه الجواب الحقيقي. فهو ببساطة يرد: "لا أريد أن أخون".
٣- عقد تحركه: ربما قد تتفاجئين من هذا الأمر ولكن يطلق عليها الخبراء عقدة مادونا تلاحقه، وهى الفتاة اللعوب التى يستطيع أن يستحضرها حتى فى خياله فى أى وقت بعيدَا عن صورة زوجته وطبيعة حياته. وعلى الرغم من محاولة بعض الزوجات تلبية هذا الجانب من الخيال في عقل الرجل إلا أن الكثير يأتى بالفشل لأنها مجرد تخيلات يصنعها ليعيش معها بعض اللحظات فقط.
٤- الضغط: ربما تظني أن سكوت زوجك أو عدم مشاركته بالقدر الكافي فى الحياة الزوجية قد يجعله شخص مرفه أو غير مكترث، هذا غير حقيقى. فالضغط فى العمل، الضغط فى الأمور المادية، الضغط فى تلبيه احتياجات أسرته كلها أمور يفكر فيها الرجل دون الحديث كثيرًا عنها ، ورغبة منه فى التخلص من حالة الضغط أو التوتر أو نوبات الخوف التى تتابه يلجأ إلى هذه الوسيلة التى يعتبرها سهله.
٥- الأمر لا يتعلق بك فى بعض الأحيان: لا يمكن أن ننكر أن لك دور ولو جزئي فى ابتعاد الرجل عن ممارسة العلاقة الزوجية واللجوء لهذه الطريقة السهلة، ولكن لا يمكن أن نلق اللوم عليكِ خاصة أن بعض السيدات يشتكين من أن الزوج وعلى الرغم من اهتمامها بنفسها وحتى الاستمرار فى العلاقة الزوجية إلا أنه يشاهد الأفلام الجنسية، وربما يرجع الأمر إلى رغبته فى الغوص فى عالمه الخاص وأن يكون هو المتحكم به كما أن الأمر يعطيه إحساس بالنشوة السريعة التي لا تحتاج وقت أو مجهود.
أما بالنسبة لتأثير مشاهدة الأفلام الجنسية، والمخاوف المصاحبة لها كتأثيرها على العقل والجسد، وتحولها إلى مادة للإدمان وتأثير ذلك على شريكة الحياة، أوضح الطبيب النفسي بول رايت Paul J.Wright لنيويورك بوست أن الإدمان من أهم المخاوف التى نتحدث عنها خاصة أن المواكبة على ممارسة الشيئ يعطى إشارة للمخ على سهولة القيام به بل والنشوة المصاحبه له، وبالتالى يدمن الشخص عليه.
ولكن الإدمان فى حد ذاته ليس هو صلب الموضوع، إنما ما هو مردود هذا الإدمان على شخصية الرجل وآرائه وحتى نظرته لشريك حياته. وأكد الطبيب أن مشاهدة صور أو فيديوهات تغذى التخيلات لدى الرجل، تجعل العقل يصبح معتاد عليها وربما لا يستطيع التفريق بين ما هو حقيقة أو خيال وقد يؤدى ذلك إلى مطالبته من شريكة حياته بالقيام بالمثل حتى لو كانت هذه التخيلات خارج نطاق المنطق والعقل. وربما يصاحب هذه العادات المقارنه حتى دون قصد بين شريكة حياته وبين بطلات هذه الأفلام، والتى ربما تحدث تغيرًا فى نظرته لشريكة حياته وبالتالى إحداث شرخ بينهما.
ولفت الطبيب من جهة أخرى إلى أن مشاهدة الأفلام الجنسية كل فترة أو حتى مرة كل أسبوع لا يعنى أبدًا "إدمان" الرجل عليها خاصة أن للمدمن بعض السلوكيات المختلفة مثل مشاهدة الأفلام أكثر من مرة على مدار اليوم والبرود الجنسي وغيرها من المؤشرات التى تعتبر ناقوس خطر ويجب عند ظهورها استشارة طبيب علاقات زوجية.
وعلى الرغم من أن بول رايت لم يؤكد أن مشاهدة الأفلام الجنسية لها تأثير سلبي وسيء ومباشر على الرجل وحياته الاجتماعية، إلا أنه أكد أن كل ما زاد عن حده يؤدي إلى مشكلة في الأساس على الحالة النفسية لشريكة الحياة.
وبالطبع يحاول الرجل التهرب من سؤال المرأة "ما إذا ما عاود مشاهدة الأفلام"، وهذا ليس خوفًا منها بقدر ما هو محاولة لعدم التطرق لهذا الموضوع خوفًا على مشاعرها وخوضها فى حديث "الحرام" و"الحلال"، ومع الأسف تشعر معظم السيدات بالخيانة بمجرد معرفتها بسلوك زوجها، ولكن ومع كل هذه الأسباب عليكِ أن تسألي نفسك هل هذا الأمر يؤثر عليكِ نفسيًا؟ هل زوجك يهملك فى المقابل؟ هل تشعرين بالمقارنة؟ كل هذه الأسئلة يجب أن تجاوبي عليها بصراحة حتى تصلي إلى نتيجة واضحة وحينها ستعرفين هل أنتِ مستعدة لخوض الأمر مع زوجك واستشارة طبيب أو معالجتها مع زوجك فقط.
مصدر الصورة: فيلم Don Jon