دعوني أبدأ هذا المقال بإخباركم أني وجدت طريقة رائعة لتحليل الرجال ولكن قبل أن أتكلم أكثر في هذا الأمر سأحكي لكم كيف بدأ كل شيء. وصلت المكتب صباح يوم أحد وبمجرد جلوسي على مكتبي وجدت عمرو يتصل بي ليخبرني أني حصلت على الوظيفة التي أخبرتكم بها من قبل. سعدت جدا بهذا الخبر وأخذنا نتحدث أكثر عندما قال لي عن فتاة كانت معجبة به كثيرا.
عمرو: تواعدنا لفترة قليلة ولكني لست مستعدا لعلاقة جادة ففي اللحظة التي بدأت فيها تتحدث عن التقدم بعلاقتنا للخطوة التالية، اختفيت تماما.
أنا: المعتاد! هذا ما يفعله أغلب الرجال.
حاولت اقناعه أن يتحدث معها على الأقل لينهي الأمور معها بهدوء بدلا من الإختفاء هكذا، فلا يوجد ما هو أفضل من الصراحة ووعدني أنه سيفكر في الأمر. هذا كان الوقت الذي بدأت أفكر فالأنواع المختلفة من الرجال (الذين قابلتهم أنا وصديقاتي) وكيف ينهي كلا منهم الأمور مع الفتاة إن لم يكن معجبا بها أو إذا فقد اهتمامه بها. بمتا أني لم أتكلم عن الأيس كريم مؤخرا، فكرت أن أقوم بتقسيم الرجال لخمسة أنواع مختلفة لكل منهم نكهة خاصة.
بداية بالشكولاتة، الشكولاتة الداكنة تحديدا. هذا هو الرجل الذي بداخله جانب غامض، قد يعتقد البعض أنه متبلد المشاعر وهي حقيقة إلى حد ما. هو أيضا مغرور بعض الشيء ولا يحاول مطاردة أي فتاة حتى وإن كان معجبا بها، يعطيها تلميحات بسيطة ويعاملها بطريقة أفضل عن الأخرين. بعد أن تقع في غرامه، يبدأ بمعاملتها بدفء أكثر وهي تعشق هذا الجانب الغامض به وتشعر أنها مميزة بالنسبة له لأنه يتقرب إليها شيء فشيء. إذا شعر أنها ليست الفتاة المناسبة له أو أنها تريد من هذه العلاقة أكثر مما يريده يبدأ بمعاملتها بطريقة جافة وتكون حجته أنه مشغول جدا في العمل. هكذا تكون النهاية لأنه يختفي من حياتها تدريجيا حتى يخرج منها تماما.
التالي هو نكهة الفانيليا! الرجل الذي يتعامل بطيبة مع الجميع، فهو ودود، جدير بالثقة، ويعد صديق رائع إن لم يكن من أقربهم. هو من الرجال الذي تعتبره أغلب النساء قصديق فقط لأنهم يشعرون بالراحة الشديدة في التعامل معه. ولكن عندما تظهر فتاة تقدر حقا خصاله الجيدة وتستمتع بالإهتمام الذي يوليها وبعد فترة تبدأ بالوقوع في حبه وعادة تأخذ هذه المرحلة وقتا أطول، كما أنها ترى فيه الأشياء لا يراها الأخرين. المشكلة في هذا النوع من الرجال هو أنه يعطي اهتمام كبير للكثير من الفتيات (المقربات منه) فيكون من الصعب معرفة إن كان معجب أم لا. هناك أيضا مشكلة أنه لا ينظر لمن حوله بل يبحث عن إمرأة قوية ولكنه لا يتحلى بخبرة كافية يمكنه الإعتماد عليها في التعامل مع هذا النوع من النساء. فماذا يفعل رجل الفانيليا عندما تقع في حبه واحدة من صديقاته المقربات؟ يفكر في الأمر طويلا ثم إما يأخذ خطوات صغيرة حتى تفقد الفتاة إهتمامها أو يتصرف بطريقة طفولية لأنه لا يعرف كيف يتعامل مع الأمر. الجيد في رجل الفانيليا هو أنه سوف يحاول كل ما في وسعه ليحتفظ بهذه الفتاة كصديقة مقربة.
ننتقل إلى الكرامل، من لا يحب الكرامل؟ هو أفضل من أن يكون حقيقي ولكن انتبهي لوجهه المخادع. تعرفون ما يقال عن الكرامل، أنك إذا تناولت أكثر من بولة واحدة ستجدين مستوى السكر في الدم قد زاد كثيرا أو ستريدين المزيد. يستخدم رجل الكرامل كل سحره وحيله التي يمكنه التفكير فيها لتصبحي في الموقع الذي يريده تحديدا. إن لم تقعين في غرامه في الحال، فهذا أفضل لأنه يحب التحدي. يفغل كل ما في وسعه لجذب انتباهك، يغازلك، يدعوك لمواعيد غرامية مبهرة، يعطيك الإهتمام المطلوب وبعض الكلام المعسول، ولكن بمجرد وصولك للموقع الذي يريده فهذه تكون النهاية. لقد انتهى التحدي ويبدأ اهتمامه يقل فيقرر الإنتقال إلى التحدي المقبل. سوف يسأل رجل الكرامل عنك من الحين للأخر فقط ليتأكد أنك مازلت في الموقع الذي حدده لك، فلا تعطيه هذه الفرصة.
هناك أيضا نكهة الفراولة اللذيذة، الذي يكون الرجل الإجتماعي الذي يعرفه الجميع. هو أيضا يعد رجل لعوب ولكن بنية حسنة على عكس الكرامل بمعنى أنه يبحث عن النهاية السعيدة ويعتقد جديا أنه يبحث عن فتاة أحلامه الذي يريد قضاء حياته بأكملها معها. على الرغم أنه محبوب من الجميع ولكنه بداخله وحيدا ويبحث دائما عن الفتاة المميزة بالنسبة له. المشكلة تكمن في أنه يتعجل الدخول في علاقة أسرع مما يجب بسبب اصراره على العثور على فتاته المثالية. ثم بعد فترة من الوقت يبدأ بملاحظة الإختلافات بينه وبين الفتاة فأخيرا يدرك أنه كان عليه التمهل حتى يعرفها جيدا ولكن بعد فوات الأوان. هكذا ينتهي به الأمر بالبتعاد عن الفتاة تدريجيا وجرحها بعدم تواجده بجانبها وعدم الخروج معها ثانية حتى تفهم ما يحدث وتقرر إنهاء العلاقة معه. للأسف مع رجل الفراولة تصبح كل علاقاته مثل الدائرة المغلقة التي يمكنه وحده خرقها.
أخيرا وبالتأكيد ليس أخرا، هناك نكهة المانجو. الرجل المانجو ليس من النوع الذي قد يعجب الجميع، فهو له قائمة زبائنه المنتقاه أو يعجب فتيات ذات ذوق محدد. رجل المانجو يعرف تحديدا ما يريد ولديه الإصرار للحصول عليها بعكس كل الرجال الأخرين فهو سيفعل كل ما يتطلبه الأمر ليحصل على ما يريد. هو يحب التحدي ويتجه للنساء الذي يكون من الصعب ملاحقتهم وبالتأكيد ذو المزيج المثالي من المظهر الجميل والذكاء. هو لا يقبل بأي فتاة وحسب! بمجرد أن يتمكن من الاستحواذ على اهتمامك وقلبك، يستمر في تعامله الرائع معك ويعدك بتحقيق كل ما ترغبينه لأنه يعتقد أنك فتاة أحلامه. بعد فترة وجيزة ستكتشفين أن كلماته ووعوده ليست حقيقية كما اعتقدت وعندما تواجهيه سيبدأ باختلاق الأعذار، وبسبب طبيعته الجيدة سوف تصدقين كلامه فيتكرر السيناريو مرارا وتكرارا ولن يتمكن أحد من الخروج عنه سواك أنت.
تسائلت عن أي نكهة منهم قد يكون عمرو، أتوقع ان يكون مزيج بين الشكولاتة الداكنة والكرامل، فهو بالتأكيد لديه جانب غامض وجاذبية وهو ما يبرر قراره للتخلي عن هذه الفتاة نهائيا. وهناك أيضا بيلي الذي لم أسمع عنه شيئا منذ فترة كبيرة ولكني أظن أنه قد كان فانيليا ثم تحول إلى مانجو. هو بالتأكيد مزيج يمكنه أن يسبب لك آلام في المعدة وهو ما حدث لي تماما.
أنا أعلم بالتأكيد أن ليس كل الرجال هكذا ولكن بكل صراحة كل رجل بداخله على الأقل قليلا من الشكولاتة، الفانيليا، الكرامل، الفراولة، أو المانجو بداخله تظهر بالتحديد مع النساء اللاتي لا يهتمون بهم كثيرا. لكن إن وجدوا الفتاة التي تجعلهم يعشقونها بالكامل تتغير الأمور وصبحون أفضل كثيرا. ولكن حتى هذا الحين، هكذا يتصرف الرجال...