Zynah.me

قصة #60: الهروب ليس الحل!

Author لوسي كاتبة على فستاني
قصة #60: الهروب ليس الحل!
Like
0
Joy
0
Angry
0
Love
0
Sad
0
Wow
0

كل شيء تحت السيطرة! كلمات أقولها طوال الوقت لنفسي ولكن هل هذه حقيقة؟ حقيقة أم لا، في كل الأحوال لابد أن أنفذها لأنه يبدو أن حياتي للمرة الثانية تبدأ في الانهيار. يظن الشخص أن كل شيء سيسير بحسب ما خطط له تماما وبمجرد الوصول للحظات سعادة حقيقية تبدأ الأمور تتغير أسرع مما نتوقع.

أعطيت عمرو استقالتي لأترك عملي بعد شهر واجبرت نفسي على العمل كل يوم بأمل أننا سنتواصل معا أقل قدر ممكن، ولكنه كان أمل مستحيل تحقيقه. ما الذي كنت أفكر فيه لأدخل في علاقة عاطفية مع مديري؟! بالتأكيد لم أكن أفكر على الإطلاق! كنت أشعر بالإجابية بمجرد أن أنتهت الأمور بيننا وشعرت وكأن عهد جديد سيفتح أمامي بدون أي دراما لأبدأ من جديد في مكان بعيد. قد أجد فرصة عمل في دبي أو لندن، فأنا لي معارف كثيرين هناك ومن الممكن أن يتمكنوا من مساعدتي.


كنت أشعر بقوة ودافع كبير لا أعلم من أين أتوا ولكني بدأت العمل على سيرتي الذاتية وإعداد قائمة بشركات يمكنني الإنضمام إليها.

دينا: لا أصدق أنك تفكرين جديا في الانتقال إلى بلد جديدة!

أنا: لا يوجد أمامي خيار آخر، وقد حان الوقت لعمل تغييرات جذرية.

دينا: بل أمامك أن تقومي بعمل كل التغييرات التي تريدينها وأنت هنا. ماذا سأفعل بدونك؟

أنا: لا تبالغي يا دينا! هناك الكثير من الأشياء التي تشغلني، فدعينا نكمل حديثنا في نهاية اليوم لأني بحاجة للإنتهاء من عملي في أسرع وقت.

حينها فوجئت بعمرو في مكتبي على الرغم من أننا كنا نتجنب التعامل معا في الفترة الأخيرة. كما أني رشحت يوسف ليأخذ منصبي وقمت بإدخاله في كل ما يتعلق بالمشاريع التي أعمل عليها حاليا.

عمرو: إذا هذا هو قرارك الأخير؟

أنا: لم تترك لي خيارا آخر. لقد كنت تعلم أن هذا ما سيحدث منذ أن قررنا الدخول في علاقة.

عمرو: لم أتوقع أن تسوء الأمور بيننا.

أنا: لا لوم عليّ في هذا الأمر. دعنا نتعامل بمهنية قدر استطاعتنا فلا داع للدراما في العمل. من فضلك.

أومأ برأسه وخرج دون قول أي شيء آخر. ماذا كان يريد من الأساس؟ لم يضيف حتى أي شيء ذو قيمة في الحديث. بدأت بالشعور بفراغ كبير بداخلي أو بمعنى أدق، شعرت بالتبلد. كفى! أنا بحاجة لإرسال سيرتي الذاتي لشركات أخرى في أسرع وقت.

لم تسعد أمي بقرار البحث عن عمل خارج مصر ولكن عندما حكيت لها كل ما مررت به وأني أريد الابتعاد لفترة بدأت بتقبل الفكرة أكثر حتى أنها تمنت لي حظ سعيد ووعدتني بسؤال أصدقائها في دبي إنما  كان بإمكانهم مساعدتي.

قضيت عطلة نهاية الأسبوع بالكامل وأنا أبعث بالإيميلات والإتصال بمن أعرفهم لمساعدتي. هل تتذكرون صديقي الإيطالي جيوفاني؟ اتصلت به أيضا على الرغم من أننا لم نكن على اتصال منذ وقعت في حب عمرو. ولكن الآن هو الوقت المناسب للاستفادة من كل معارفي. التفكير في عمرو جعلني أشعر بإحساس غريب بداخلي.

جيوفاني: سأساعدك بكل سرور يا لوسي! فقط ارسلي لي سيرتك الذاتية ودعيني أتحدث مع بعض الأصدقاء وسيمكننا النجاح. ولكن قولي لي، ماذا حدث؟

حكيت له كل ما حدث مع عمرو، وكيف كنت غبية لأخاطر بعملي من أجل علاقة عاطفية.

جيوفاني: أنت لست غبية يا لوسي، فجميعنا نتصرف في بعض الأوقات دون التفكير مليا. ولا يوجد أية مشكلة في خروجك من حياة شخص ما طالما لم تعودي تشعرين بالراحة. أنت فعلت الصواب، لا تقلقي.

أنا: أعلم ولكنني كنت أعتقد أني أعني له أكثر من هذا.

تحدثنا لبعض الوقت ثم وجدت أنه يجب أن أتصل بدينا لأني كنت فظة معها في المكالمة السابقة. أنا أعاني من تقلبات مزاجية كثيرة في الآونة الأخيرة. على الرغم من أني أحاول أن أكون قوية والتعامل وكأن كل شيء على ما يرام إلا أني في بعض الأوقات أشعر بواقع ما يحدث ويبقى لي أن أحاول بشتى الطرق أن أبقى إيجابية وأتمسك بالأمل أن هناك شيء أفضل.

دينا: لقد تذكرتيني!

أنا: بالطبع تذكرتك، فأنت كنت على رأس قائمة مهامي بمجرد الإنتهاء من مئات المكالمات التي كان يجب أن أقوم بها.

دينا: هل حقا ستسعين وراء هذا العمل جديا؟

أنا: نعم، بكل إصرار!

دينا: تحدثي معي عما تشعرين به.

أنا: أنا بخير.

دينا: لا لست بخير، على الأقل كوني صريحة مع نفسك في هذا الشأن.

أنا: أنا حقا بخير.

دينا: لوسي، أنا أعرفك أفضل من أي شخص آخر فلا تتظاهري أنك بخير لأنك في النهاية ستجرحين نفسك. فقط كوني متيقنة لما تمرين به بدلا من استنفاذ كل طاقتك. أنت لست بحاجة لتغييرات جذرية لتشعري أنك بخير، فأهم شيء هو أن تحافظي على توازن الأمور.

أنا: هل هذا ينطبق على رغبتي في العثور على عمل في بلد أخرى؟ هل تعتقدين أني أهرب؟

دينا: هل لديك تفسير آخر؟ هل كنت ستأخذين نفس القرار إذا كنت لازلت مع عمرو؟

أنا: لا أعتقد ذلك، ولكن الأمور تغيرت وأصبح هذا وقت التغيير أيضا.

دينا: ثقي أني أؤيدك فيما تقررين فعله ولكني أريدك أن تفكري قليلا في هذا الأمر عندما تهدأ الأمور. بعد أن تتركي عملك، اذهبي في أجازة، سافري مكان ما، استرخي واستمتعي بوقتك. وبعد ذلك فكري بذهن صاف وغير متحيز.

لم استطيع اخبار دينا بأني كنت اتفق معها في كل كلمة قالتها. لقد كانت على حق وأنا كنت عنيدة جدا لأقر بهذا.

في اليوم التالي في المكتب، ظهر عمرو مرة ثانية ليتحدث معي.

أنا: ماذا هناك يا عمرو؟ لماذا أتيت هنا؟ إذا كان يتعلق بالعمل فيمكنك التحدث ولكن إذا كان له علاقة بأي شيء آخر فلا وقت لديّ لأستمع إليك.

عمرو: صراحة كنت أتوقع أن تعامليني بتحضر أكثر من هذا.

أنا: أنت من تتحدث عن التحضر؟

عمرو: لوسي، مازال بإمكاننا التحدث عن الأمر فلا داع لتنتهي الأمور بيننا هكذا! لا تغضبي مني بهذه الطريقة.

لوسي: أنا لست غاضبة، أنا مجروحة! هناك فارق كبير. أنت ليس لديك أي فكرة عما جعلتني أشعر به وكأني بلا أي قيمة بالنسبة لك. أنت حتى لم تحاول التمسك بي بل كان خلاف لا قيمة له وأنت جعلته يكبر جدا. أنا لم أقوم بأي تصرف سيء تجاهك. لم أكن أريد البدأ في علاقة مرة ثانية من الأساس ولكني وثقت بك وبأنك لن تجرحني وفي النهاية هذا ما فعلته ولسبب تافه. فكر في هذا الأمر قبل أن تحاول التحدث معي مرة ثانية. يتبقى لي هنا أقل من أسبوعين لذا من فضلك قدر أني أحاول أن أتعامل بمهنية واترك كل الخلافات التي بيننا بعيدا عن العمل.

لقد جعلني أغضب بشدة حتى أني شعرت بضربات قلبي تزداد وكأني كنت أركض لأكثر من ساعة. لحسن الحظ، بينما كنت أحاول تهدئة أعصابي وصلتني رسالة بأخبار سعيدة! فقد أرسل جيوفاني رسالة تقول: "يبدو أنك صنعت اسما جيدا لك بين عملائك هنا. لقد تحدثت مع مدير شركة X، بالتأكيد تعرفيها، فلديها مجموعة من أكبر العملاء هنا وهو متشوق لعمل مقابلة معك لتنضمي إلى فريق عملهم."

هذه ليست أخبار سعيدة وحسب بل هي أخبار رائعة! سواء حصلت على هذه الوظيفة أم لا، فهذا الخبر أثبت أن هناك أمل لي وأني قوية بما يكفي لأذهب إلى أي مكان بسيرتي الذاتية. برافو لوسي!

على الرغم من أن أفكاري مبعثرة وكنت أحاول تجاهلها الفترة الأخيرة وهو ما سأعاني من عواقبه قريبا، إلا أنه يجب أن أحاول أن أبقى إيجابية والوقت سيصلح كل شيء. أليس كذلك؟ أنا أؤمن بشدة أن في النهاية هذه الأشياء الثلاثة فقط هي المهمة: مقدار ما أحببت، كيف عشت والطريقة التي تخليت بها عن الأشياء التي لم يكن مقدرا لها أن تستمر. أنا قررت أن أستمر في رسم الإبتسامة على وجهي بغض النظر عن مقدار الألم الذي أشعر به وأن أعيش حياتي لأقصى درجاتها. السؤال هنا، هل سأتمكن من النجاح في النهاية؟



القصة التالية



القصة السابقة

Like
0
Joy
0
Angry
0
Love
0
Sad
0
Wow
0
هل سمعتي عن ZYNAH ؟ متجر مستحضرات التجميل الأون لاين الخاص بموقع فستاني؟ أكثر من ١٠٠٠ منتج تجميل محلي للعناية بالبشرة والشعر و المكياج ❤️ اضغطي هنا لزيارة ZYNAH >>

الكاتب

لوسي كاتبة على فستاني

لوسي كاتبة على فستاني

على الرغم أن لوسي ليس إسمي الحقيقي، ولكني كنت دائماً اريد إستخدامه، والآن أصبح لدي الفرصة لهذا. أنا فتاة علاقات عامة، تعشق الأناقة، وتحاول الاستمرار في عالم مجنون مع أصدقائي غريبي الأطوار. قد ترون الح...

مشاركة المقالة PintrestFacebookTwitter

احصلي على أخر الأخبار علي فستاني وإنضمي لقائمتنا!

Fustany.com

فستاني هو موقع إلكتروني للأزياء، الموضة، الجمال واللايف ستايل للمرأة العربية - وقرائنا معظمهم من مصر، السعودية وأمريكا.

ZynahFenunFustany TVInstagramFacebookPinterestTwitterYouTube

Fustany.com جميع الحقوق محفوظة