أعرف أني كنت مختفية لبعض الوقت وأتمنى أن تسامحوني، ولكن الجانب المشرق هو أنه لدي الكثير من الأحداث لأشارككم إياها. لا يكفي سردها في مقالة واحدة فقط ولكني سأحرص على إخباركم عن كل ما هو جديد في حياتي المجنونة. تتساءلون عما حدث لي مؤخرا؟
سأبدأ بالقول أن العلاقات العاطفية ليست بالسهولة التي كنت أتصورها ولا الدخول في علاقة جديدة. أنا أتحدث هنا عن دينا. فهناك كثير من الضغوط حولك وعادة ما تكون التوقعات التي نحددها لأنفسنا هي التي تفسد كل شيء، ولكن من ناحية أخرى، فلن تتمكني من منع هذه التوقعات من الظهور لأنها مهمة جدا.
كان يتحدث عمرو معي منذ فترة أن نسافر معا في عطلة نهاية الأسبوع وحينها سأقابل أصدقائه أخيرا. لم أعرف إطلاقا ماذا سأقول لأمي. أبي لن يجادل معي كثيرا بسبب هذا الأمر، ولكن أمي تعشق المبالغة في الدراما ومؤخرا بدأت تزداد فضولا لمعرفة كل ما يدور في حياتي. لاحظت أني بدأت أخرج من الحالة المزاجية السيئة التي كنت أمر بها وأخرج أكثر عما سبق وهذا في نظرها يدل على شيء واحد؛ أني أواعد أحدا. يجب أن أقر أنها محقة بالتأكيد. كانت علاقتي مع عمرو تسير في اتجاه مشوق جدا وكنت سعيدة معه، فهو رجل طيب القلب جدا ومن لا يحب هذه الصفة؟ أعتقد أنه بعد العلاقات الفاشلة التي خضتها جعلتني أدرك أن الرجل ذو القلب الجميل يجعله جميلا. هو أيضا كريم جدا، يحب تدليلي، نتبادل المحادثات الجادة وفي نفس الوقت نمزح ونمرح معا بجنون. حتى الآن يعجبني كل الأشياء التي اكتشفها فيه كل يوم.
عمرو: هل أخبرت والديك عن رحلتنا للعين السخنة في عطلة نهاية هذا الأسبوع؟
أنا: صراحة، لم أخبرهم بعد.
عمرو: هل ستخبريهم؟
أنا: بالطبع، ولكني أنتظر اللحظة المناسبة.
عمرو: ومتى سيكون هذا؟
أنا: لم أقصد هذا ولكني سأضطر أن أقول لها أني ذاهبة معك ومع أصدقائك وسيبدأ فيض من التعليقات الغريبة. أنا أعرفها جيدا.
عمرو: إذا اجعلي بعض من أصدقائك يأتون معنا أيضا. ما رأيك أن تقولي لدينا؟ ألم تقولي أنها مستعدة لبدأ علاقة جادة؟
أنا: نعم.
عمرو: رائع، فهي ستجد كثير من الرجال لتختار من بينهم.
اتصلت بدينا لأخبرها أنه لا خيار أمامها سوى الذهاب معنا إلى العين السخنة الأسبوع القادم ووافقت، ثم كانت الخطوة التالية هي الحديث مع أمي. كنت قلقة من هذه المحادثة على الرغم من أنها ليست ضيقة الأفق بأي طريقة، بل على النقيض فهي أفضل كثيرا من الأمهات هذه الأيام. ولكن المشكلة كانت تكمن في أنها لم تكن تعلم شيء عن عمرو سوى أنه مديري في العمل. كان الوضع مختلفا مع بيلي لأنها كانت تعرفه ولهذا كانت الأمور أسهل كثيرا لي عندما كنا معا.
بمجرد عودتي إلى المنزل بحثت عن أمي لأخبرها كيف سأقضي عطلة نهاية الأسبوع.
أمي: ستذهبين مع من في هذه الرحلة سوى دينا؟
أعطيتها بعض الأسماء وسلطت الضوء على عمرو.
أمي: عمرو مديرك؟
أنا: نعم يا أمي، عمرو مديري. نحن على علاقة نوعا ما.
أمي: ماذا يعني "نوعا ما"؟
أنا: في الحقيقة، نحن نتواعد بمعنى أننا ثنائي الآن ونحاول إنجاح علاقتنا.
أمي: ولماذا أسمع عن هذا الأمر الآن لأول مرة؟
أنا: كنت أنتظر الوقت المناسب لأخبرك. الأمر صعب بما فيه الكفاية لأنه مديري وكان هناك الكثير من الدراما التي احتجت مواجهتها في العمل أولا والآن الوقت الأنسب لأخبركم.
أمي: أنا سعيدة بسماعي هذا الخبر. أخيرا تحدثيني عن رجل يمكنك الزواج منه.
أنا: يا أمي، دعينا نتمهل قليلا ولا نستبق الأمور. أنا لا أقول أننا لسنا جادين في علاقتنا ولكن الحديث عن الزواج مازال مبكرا جدا.
أبي: ماذا؟ من سيتزوج؟
أنا: لا أحد يا أبي. كنت أقول لأمي عن عمرو مديري وأننا على علاقة وفي الحال وصلت للاستنتاج أننا سنتزوج.
أمي: لم أفعل هذا!
أنا: بل فعلت.
أمي: كل ما كنت أريد قوله هو أني أريد مقابلته وأنه من الهام أني ووالدك نتقابل معه، فهكذا سيعلم أنك تبحثين عن شيء جاد. ألا توافقني؟ (وهي تنظر لأبي باحثة عن الدعم لكلامها)
أبي: بالطبع، ولكن أليست هذه الخطوة سريعة جدا؟ لننتظر بضعة أشهر.
أمي: شكرا يا أبي، أنت حقا تفهمني.
أمي: رائع، دائما ما أكون أنا من يتحدث بالخرافات. (وابتعدت وهي تشتكي)
دعوني آخذكم إلى اليوم الذي ذهبنا فيه إلى السخنة، حيث كنا أكثر من عشرين فردا. كنت أعرف فقط شخصين تقريبا وكنت متحمسة كثيرا لرؤية باقي أصدقاء عمرو وأترك انطباعا جيدا لديهم. طلب عمرو من أحد أصدقائه أن يمر علي أنا ودينا وإيصالنا وعندما وصلنا تفاجأت بإمتلاء سيارته بالفتيات، من الممكن أنهن كن في طريقه. كنت أعامله ببعض الجفاء في البداية ولكن بعد ذلك قررت أن أتناسى الأمر.
استمتعت دينا كثيرا بالتعرف على ثلاثة رجال في طريقنا إلى هنا وكنت أرى تحمسها الشديد لهذا ولكنه كان نفس حماس آكلة الرجال عندما تستهدف أحد. غمستها وهمست قائلة: "هل تتذكرين انك تريدين شيئا جاد أكثر؟".
نظرت إلىّ وكأني أذكرها بشيء قالته منذ زمن بعيد ولكن مع مرور الوقت توقفت عن المداعبات الزائدة وركزت انتباهها على رجل واحد. وبعد ذلك غمزت لي بعينها وكأنها تسألني إن كان هذا أفضل فأومأت برأسي وضحكت.
لسبب ما كان أصدقاء عمرو الرجال أظرف كثيرا معنا وتواصلنا في الحال على عكس ما حدث مع الفتيات اللاتي لم يكن مرحبين بي، على الأقل هكذا كان أغلبهن. لم أكن أنوي المحاولة أكثر فقد يكونوا بحاجة لبعض الوقت ليعتادوا عليّ.
ليلى (إحدى صديقاته): إذا أين تعملين يا لوسي؟
أنا: في نفس شركة عمرو هيهيهي
ليلى: هو مديرك؟
أنا: نعم.
ليلى: ألا تشعران بالغرابة وعدم الراحة؟
أنا: لا، فهو رجل رائع.
أقحمت دينا نفسها في المحادثة في محاولة لجعلها أكثر مرحا: "هذا هو السبب أنها تواعده من الأساس، فالأمر كله يتعلق بالمال، أليس كذلك يا عمرو؟"
أخذ في الضحك وضمني بشدة. يبدو أن صديقاته ليس من السهل التواصل معهن وأنه سيتطلب مجهود ووقت. من الجيد أن دينا أتت معنا. لحظة! إلى أين ذهبت دينا؟
كانت دينا مندمجة كثيرا مع أحد أصدقاء عمرو حتى أنها كانت تتحدث عنه بعد ذلك باسمه الحقيقي وهو ما يعد تقدم كبير بالنسبة لدينا. ففي الغالب عندما كانت تتحدث عن أحد الرجال، كانت تطلق عليهم ألقاب مثل "صاحب العضلات المثيرة" أو "الذي يشرب الكثير من القهوة"، ولكنها لا تستخدم اسمائهم على الإطلاق.
التالي كان وقت الجاكوزي، ولسبب ما وجدت كل صديقات عمرو يتحدثن معه ولم يتركوا أي مكان لي بجانبهم. تظاهرت بأني بخير وجلست بجانب دينا وصديقها الجديد، ولبضع ثواني شعرت بالغربة بينما كان الجميع يمزحون معا ولم أكن أنتمي للمكان. كانت لحظة غير مريحة على الإطلاق. أخيرا إحدى صديقاته، تدعى باسم زينة، بدأت تتحدث معي وواحدا تلو الآخر أنضم لحديثنا. الحمد لله، فقد كنت أشعر أنهم يكرهوني حقا.
مر اليومان بسلاسة ومرح. أعطاني عمرو مساحة كافية لأتعرف أكثر على أصدقائه وفي نفس الوقت لم يشعرني وكأني غريبة، بل كان دائما يشعرني بأني محبوبة ومرحب بوجودي. شعرت حينها أن لي مكانة خاصة عنده وكان هذا الشعور رائعا.
في آخر ليلة، كان الجميع نيام وخرجت لأستنشق بعض الهواء النقي لأن الجو كان حارا جدا في غرفتي أنا ودينا. وبينما كنت أتجول رأيت دينا وصديقها الجديد طارق يقبلان بعضهم! هذا أغضبني كثيرا منها، فهذه ليست الطريقة التي تبدأ بها علاقة جدية كما تدّعي أنها تريد. هذه مجرد إحدى حيلها التي كانت تستخدمها للاستمتاع والمرح السريع قبل استبدال الرجل بأخر. عدت لغرفتي ولا أعتقد أن أحدهما رآني.
لم أتفوه بكلمة واحدة في اليوم التالي وحتى بعد أن عدت للمنزل، بل قررت أن أتصل بها على الهاتف لاحقا بدلا من تركها تسير في الطريق الخاطئ مرة ثانية.
أنا: رأيتكما تقبلان بعضكما أمس.
دينا: أليس هذا شيء رائع؟ هذه أول مرة أشعر بهذا التوتر الجميل بداخلي.
أنا: نعم، ولكن ألا تعتقدين أن هذا سريعا جدا للقيام بهذه الخطوة؟ لقدت تعرفت على هذا الرجل منذ يومان فقط يا دينا.
دينا: آه... (لحظة صمت) أنت محقة، كيف أفعل هذا؟
أنا: حصل خير، فالمواعدة الجادة هو شيء جديد عليك ولكنك بإمكانك تحقيقه.
دينا: أعتقد أنه يراني كفتاة سهلة الآن.
أنا: لا أعرفه جيدا ولكن هذا هو التفكير السائد لدى الرجال العرب.
دينا: ماذا أفعل؟ أعتقد أنه يعجبني حقا.
أنا: هل طلب رقم هاتفك؟
دينا: نعم.
أنا: جيد، إذا لا تبعثين له بأية رسائل أو تولينه أي اهتمام قبل أن يبدأ هو أولا. حاولي التغاضي عن هذه القبلة وقد يكون قام بها لأنه معجب بك أيضا وليس كما تظنين...
دينا: أتمنى هذا. أنا في حاجة ماسة لتركيب فرامل.
أنا: أوافقك بالكامل.
أعتقد أن أمي ودينا كلاهما يحتاجان هذه الفرامل. ألا توافقوني؟