المعالجة النفسية: نعم يا فيصل، حان دورك.
فيصل: لوسي، لا أريدك أن تشعري بأنني أهاجمك وأتفهم جيدا أن هذه الجلسات هي مكان آمن لك ولكن سماع ما تقولين يشعرني بغضب كبير.
المعالجة النفسية: لا توجد مشكلة يا فيصل من أن تقول ما تشعر به، حاول فقط أن تتحدث بحيادية وتعتمد على الحقائق.
فيصل (بصوت عال): أنت تلوميني أنا؟ حقا؟!
المعالجة النفسية: حاول أن تكون هادئا من فضلك يا فيصل. يجب أن تتذكر أن الهدف ليس أن نهاجم بعضنا البعض وإنما عرض أوجه النظر المختلفة ليكون هناك حوار فعال.
فيصل: مستحيل أن أكون هادئا وأنا أسمع زوجتي تلقي باللوم في علاقتنا الزوجية بالكامل عليّ. أن أسمع زوجتي تقول أنها أصبحت أسوأ ما فيها ظهر بسببي. أن أسمع أنها كانت امرأة يملأها الفرح والحياة ولكن ظهوري في حياتها كان وراء فقدانها لكل هذا. أنا أتحمل كل اللوم وهي لا غبار عبيها يجعلني في قمة عصبيتي.
وقف فيصل واتجه ناحية الباب ليخرج من الغرفة.
المعالجة النفسية: انتظر يا فيصل. دبنا ولوسي هل يمكنكما الخروج قليلا؟ أعتقد أني أحتاج التحدث مع فيصل على انفراد.
كنت مصدومة لسماع المعالجة النفسية تطلب مني الخروج من الغرفة. دينا جعلتني أقف ووجهتني للخروج من الغرفة.
المعالجة النفسية: انتظري في الخارج قليلا يا لوسي.
فيصل: لماذا لم تعلقي إطلاقا على ما تقوله وهي تلقي بكل هذا اللوم على الجميع عدا نفسها؟
المعالجة النفسية: هذا تحديدا ما أحاول فعله يا فيصل. أريدها أن ترى أنها رفضت تحمل المسئولية ويجب القيام هذه الخطوة قبل أي شيء آخر. ولهذا طلبت حضورك أنت ودينا للجلسة.
فيصل: أنا آسف أني فقدت أعصابي، هو فقط...
المعالجة النفسية: شيء عصب للغاية سماعه ورؤية شخص ما يعيش في عالمه الخاص ويرفض رؤية أي شيء سواه.
فيصل: نعم...
المعالجة النفسية: سأطلب من لوسي أن تدخل الآن وأحتاج منك أن تتحدث عن موقف محدد مثلما فعلت دينا. هل يمكنك فعل هذا؟
فيصل: نعم، يمكنني.
دخلت الغرفة مرة ثانية وجلست بجانب فيصل ثم التفت إليّ وبدأ يتحدث.
فيصل: لوسي، أحتاج منك أن تسمعيني للنهاية دون مقاطعتي وأنا أتحدث عن وجهة نظري. انتظريني حتى أنهي كلامي بالكامل.
لوسي: حسنا.
فيصل: يوم أن اكتشفنا أنك حامل، شعرت بقلبي ينكسر. تعاملتي معي وكأني السبب أنك حامل على الرغم أننا نعلم أن الطرفين جزء من حدوث هذا. لم تسأليني مطلقا عن شعوري تجاه الحمل حتى. رأيتك تبدين خائفة ومتوترة لذا حاولت أن أكون قوي وداعم لك، ولكن في الواقع عندما قمتي بلومي على كل شيء وعلى مدى سوء زواجنا ثم الابتعاد كليا وتركي جرحني كثيرا. لم تتركي لي فرصة حقا لأتحدث، فكل ما تفعلينه هو أنك تتركيني وسط حواراتنا، تتعاملي معي بشكل سيء وتتجاهليني ودائما أعود إليك لأحاول إصلاح الأمور لأنني في النهاية أريد أن نكون سعداء سويا. ولكن سعادتك ليست مسئوليتي ولا مسئولية طفلنا، بل هي مسئوليتك أنت. ولهذا أعتقد أننا نحتاج التحدث في إن كنا نريد الاستمرار في هذا الحمل أم لا. فإن كنت قمت بسؤالي عن شعوري، لكنت قلت لك أني لست سعيد، فأنا لا أريد تربية طفل في وسط كل هذا.
أنا: هل تقصد الإجهاض؟!
انتظروني الأسبوع القادم يوم السبت في الساعة 11 صباحا (بتوقيت القاهرة) لأخبركم ما حدث بعد ذلك وشعوري تجاه ما قاله فيصل.