أهلا عزيزتي...
كانت الأمور رائعة منذ عودة فيصل للمنزل. وعندما اخبرته بمكالمتي مع المعالجة النفسية وسألت رأيه عما إذا كان من الأفضل أن أكمل الجلسات أم لا، فوجئت أنه يشجعني على الاستمرار. فقد رأى أن علاقتنا أصبحت أقوى وبسبب الجلسات القليلة الماضية وأنها ساعدتني كثيرا، وأنا أتفق معه كثيرا.
عدت مرة أخرى لحضور جلستين كل أسبوع والجلسات تسير بشكل جيد، فأشعر كأني أخف بكثير وكأن حمل ثقيل رفع عني.
قررت أنا وفيصل أنه حان الوقت لإخبار والدينا وأصدقائنا بحملي. أعتقد أني كنت خائفة من إخبارهم من قبل لأنك تسمعين دائما عن النساء الذين فقدوا أطفالهن في الشهور الأولى من الحمل. لكن بعد ذهابي للدكتور لعمل فحوطات والإطئنان على الجنين، وانتظامي في أخذ الفيتامينات شعرت أنه حان الوقت لإخبارهم. قام والداي فيصل بدعوتنا لحفل شواء في حديقتهم اليوم التالي، وكان التوقيت رائع.
لم نجتمع كلنا سويا منذ فترة كبيرة بسبب الفيروس والحظر إلى جانب مشاكلنا أنا وفيصل، لذلك كان هذا اليوم تجمع أتطلع له كثيرا.
هذه الليلة تغيرت الأمور، حيث استيقظت وسط الليل وذهبت للحمام لأجد بقع دماء بسيطة. ذعرت وأيقظت فيصل!
أنا: حبيبي، أنا أنزف!
فيصل: ماذا؟ كيف؟ أين؟
أنا: لا أعلاف، ذهبت للحمام ووجدت قطرات دماء.
فيصل: ارتدي اي ملابس سريعا سنذهب للمستشفى.
أنا: لا أعتقد أن الذهاب للمستشفى وسط انتشار الفيروس فكرة جيدة.
فيصل: هممم، هل يمكنك الاتصال بالدكتور؟
أنا: نعم سأتصل به.
بعد اربع محاولات وعدة رسائل على الواتساب رد عليّ الدكتور أخيرا. شرحت له ما حدث وأخبرنا أنه من الجي عدم ذهابي للمستشفى.
الدكتور: هل كنت تحت ضغوط نفسية أكثر من المعتاد مؤخرا يا لوسي؟
كانت المكالمة موضوعة على السماعة الخارجية ليستطيع فيصل سماعها... وعندما قال هذا نظرنا تجاه بعضنا بنظرة غريبة وغير مريحة.
أنا: نعم، كانت هناك ضغوط غير معتادة مؤخرا.
الدكتور: حسنا، مهمتك الأولى حاليا هو محاولة جعل كل شيء مستقر حولك. جسمك يختبر تغيرات كثيرة حاليا وإضافة عوامل خارجة أخرى ستجعل الأمور أسوأ. ثانيا، أريدك أن تستلقي في السرير لبضعة أيام دون حركة. لا تهبي لأي مكان أو تفعلي أي شيء سوى الاستلقاء في السرير والاسترخاء مع شرب سوائل.
أنا: كنت سأذهب غدا للساحل الشمالي، هل مازال بإمكاني الذهاب؟
الدكتور: لا أنصح بهذا يا لوسي، فركوب السيارة لفترة طويلة مع المطبات الصناعية قد تتسبب بزيادة قطرات الدماء لتصبح إجهاض.
أنا: أعتقد أني أستطيع تغيير خططي، هل من الممكن الذهاب الأسبوع القادم؟
الدكتور: دعينا أولا نمر بسلام اليومين التاليين ثم نرى ماذا سيحدث الأسبوع القادم. أما في الوقت الحالي، فالزمي مكانك وارتاحي.
أنا: هل يمكنني سؤالك شيء آخر؟
الدكتور: بالطبع!
أنا: هل عادة تجهض النساء إذا بدأت بنزف بضع قطرات مثلي؟
الدكتور: في بعض الأحيان... ولكن نساء كثيرات يستمر الحمل بشكل طبيعي حتى نهاية التسعة أشهر. لا تقلقي من شيء قد يحدث أو لا، هذا لن يقلل من الضغوط. استريحي في السرير وتابعي معي بعد يومان.
أنا: حسنا، شكرا يا دكتور.
فيصل: لا تقليقي، يمكننا السفر للساحل في أي وقت، لكن دعينا نقضي هذه الأيام في راحة أولا.
أنا: لا أريد أن أخبر والدينا الآن... أريد أن ننتظر.
فيصل: لوسي، ألا تعتقدين أنك ستحتاجين والدتك بجانبك هذه الفترة لتساندك؟
أنا: لا، لا أريد أن أرفع آمالها لتشعر بخيبة الأمل بعدها بأيام قليلة.
فيصل: لكن إن حدث شيء علينا إخبارها حينها.
أنا: لا! هي لا يجب أن تعرف أي شيء. لنقضي الأيام القليلة اتالية أولا نرقب ما يحدث.
في الأسبوع القادم سأخبركم بما حدث بعد ذلك في علاقتي بفيصل. انتظروا قصتي القادمة يوم السبت في الساعة 11 صباحا (بتوقيت القاهرة).
اضغطي هنا إن أردتي قراءة أول قصة كتبتها لوسي على الإطلاق لتتابعي مشوارها منذ البداية>>