كلير سيفين: هكذا شققت طريقي إلى عالم الاستشارات في مجال صناعة الأزياء

نود أن تقدمي لقرائنا نفسك وخلفيتك التعليمية وحياتك المهنية …

بدأت مسيرتي المهنية في مجال الأزياء في ملبورن، أستراليا (حيث ولدت وترعرعت) مع رالف لورين (Oroton Group) قبل الانتقال إلى دبي في عام 2006، وهنا تطورت مسيرتي المهنية حقًا. عملت مع الطاير إنسيجنيا Al Tayer Insignia لمدة ١٢ عامًا، أولاً مع أُناس Ounass كمدير تجزئة لـ ٥ من مواقعهم، ثم كمشتري للأزياء الفاخرة في بلومينغديلز Bloomingdale بدبي، الكويت، وهارفي نيكولاس دبي Harvey Nichols Dubai حيث أدرت ملف يضم أكثر من ٦٠ علامة تجارية منها بربري Burberry و كينزو Kenzo وسي باي كلوي See By Chloe وألكساندر وانج Alexander Wang على سبيل المثال لا الحصر.

في مايو 2018 بعد مغادرة الطاير والانتقال بشكل دائم إلى القاهرة، رأيت فرصة لدعم مواهب الموضة المحلية والناشئة في الشرق الأوسط. لقد بدأت The Design Narratives، وهي علامة تجارية ووكالة بيع بالتجزئة تقدم استشارات مخصصة للعلامات التجارية وتجار التجزئة.

افتتحت في مارس 2022 مع شريكتي التجارية وصديقتي أماني شاكر، متجر Story في Garden 8، وهو متجر متعدد العلامات التجارية مخصص للعلامات التجارية المصرية، مما يمنحهم منصة فاخرة لتقديم مجموعاتهم.

لماذا بدأت العمل بمجال الاستشارات وتحديدًا في صناعة الأزياء؟

عندما انتقلت إلى القاهرة في عام 2014، كانت صناعة الأزياء في مهدها. باللقاء والتحدث مع العديد من المصممين في ذلك الوقت، أدركت مقدار الدعم المطلوب للمساعدة في تطوير وتقديم الإرشادات التي يحتاجون إليها. لذلك، بدأت بتطوير الماستر كلاس الخاص بي في مجال الفاشون بيزنس، والذي سمح لي بالوصول إلى مجموعة أكبر من المبدعين وتعليمهم إطار عمل ما يلزم لبناء علامة تجارية والحفاظ عليها. كان هدفي من هذا البرنامج التدريبي هو مساعدتهم على ربط الجوانب الإبداعية والتجارية لإنشاء علامات تجارية ناجحة. من تلك العلامات التجارية هناك من بدأت في الاقتراب مني للعمل معهم عن كثب، ومن هنا أنشأت The Design Narratives وكالتي الاستشارية.

ما هي التحديات التي واجهتك كمستشارة في صناعة أزياء؟

في البداية، كان فهم تحديات السوق المحلي والقيود التي واجهتها معظم العلامات التجارية والحصول على الأدوات الأساسية لدفع علاماتها التجارية إلى الأمام بمثابة اختبار. ولكن بمجرد أن فهمت السوق أكثر، فقد ساعدني ذلك في دعم العلامات التجارية التي تحاول إيجاد حلول لأي عقبات نواجهها، فمن المهم دائمًا عدم التوقف في مواجهة أي مشكلات قد تظهر، بل إيجاد بدائل للمضي قدمًا، وفي بعض الأحيان يتعين علينا تقبل الأشياء كما هي.

من خبرتك، حدثينا عن هي أهمية الاستشارات في صناعة الأزياء ...

في مصر، لدينا العديد من المواهب المذهلة ذات الأفكار الرائعة، بصفتي مستشارًا، يتمثل دوري في توجيه العلامة التجارية لضمان تنفيذ أفكارهم بطريقة ستكون مربحة لهم ولديهم القدرة على النمو إلى عمل تجاري ناجح. يستهلك المصممون الكثير من الوقت في الجانب الإبداعي للأشياء، فهم لا يفكرون بها في المستخدم النهائي، إذا منحوا عملائهم الخيارات التي يحتاجون إليها، والسعر المناسب وما إلى ذلك. لذا ، فإن الإرشاد والتوجيه مهمان جدًا مساعدتهم على البقاء على المسار الصحيح.

ما هو الجزء الأكثر إثارة بالنسبة لك أثناء العمل في علامة تجارية جديدة أو مشروع جديد؟

كل علامة تجارية هي شخصية جديدة وطريقة جديدة في التفكير وتنفيذ الأفكار. لذلك، قد لا يعمل الشيء الذي نجح مع علامة تجارية ما في العلامة التالية. لذلك، أستمتع بالتعرف على العلامات التجارية والمصممين والتوصل إلى أفكار جديدة. إنه دائمًا جزء منعش مما أفعله.

كما كان إنشاء متجر “Story” وتطويره وقتًا رائعًا لتعريف السوق بطريقة جديدة لتجربة البيع بالتجزئة وإدراكهم للمنتجات المصنوعة محليًا. إنه لأمر مدهش أن نرى التعليقات على المتجر وكيف تمكنا من إنجاز كل شيء شرعنا في القيام به ونستمر في مفاجأتهم بالمزيد!

كان الشراء عبر الإنترنت البديل الأمثل لمستهلكي الأزياء خلال فترة وباء فيروس كورونا.

الآن، وعلى الرغم من مرور ٣ سنوات، هل أثر ذلك على استراتيجيات وخطط استشارات أعمال الموضة؟

في حين أن العالم يتغير باستمرار، كذلك يتغير سلوك المستهلك. علينا دائمًا مواكبة ما يحدث وتكييف استراتيجياتنا وفقًا لذلك. الموضة لا تتعلق فقط بالصيحات وبريق أسابيع الموضة؛ نحن نقدم منتجًا عاطفيًا للعميل، لذلك من المهم أن نفهم احتياجاتهم لأننا نصمم ونضع إستراتيجيات للتأكد من أننا نتواصل معهم بالطريقة الصحيحة.

في ظل الظروف الراهنة أصبحت الأسعار باهظة الثمن، وبالطبع هذا هو الحال أيضًا مع أسعار الخامات. إلى أي مدى يمكنك إدارة هذه التغييرات؟

بينما حاولت بعض العلامات التجارية الامتناع عن زيادة أسعارها، فإن العلامات التجارية الأخرى قد فعلت ذلك وأنا أشجعها على القيام بذلك. قد يقول البعض لكنك صنعت “قطعة الملابس هذه” بينما كانت الأسعار لا تزال منخفضة. ما لا يعلمه الناس هو أنه عندما تذهب العلامات التجارية لشراء المواد الجديدة بالأسعار الجديدة، يواجهون الخسائر، علاوة على ذلك، قامت الكثير من العلامات التجارية بزيادة رواتب عمالها لضمان أجر لائق خلال هذا التضخم. يجب تغطية كل هذه العوامل في السعر النهائي للمنتج ونقوم بذلك بطريقة عادلة.

تبذل العلامات التجارية المحلية قصارى جهدها لتقديم منتجات رائعة بجودة عالية لعملائها ومن المهم في مثل هذه الفترة أن ندعم المنتجات محلية الصنع.

ما الذي يجعل العلامة التجارية أكثر ربحًا من غيرها؟

إدارة رشيدة للنفقات! من المهم جدًا حساب جميع تكاليفك بشكل صحيح، مع ضمان هوامش الربح، بحيث لا تكون في حيرة عند بيع شيء ما. اضمن هامشًا كافيًا بحيث إذا كنت ترغب في البيع في متجر، يمكنك تحمل منحهم النسب المئوية المتفق عليها دون تعريض حصتك للخطر. نقطة أخرى مهمة هي إنتاج المنتجات بشكل معقول بالكمية والخيارات المناسبة. في بعض الأحيان تنطلق العلامات التجارية وتنتج كميات كبيرة ومجموعات ضخمة مما يجعلها عالقة بمخزون فائض وهذا كل المال مقيد!

كيف يكون رد فعلك إذا قدمت اقتراحاتك إلى صاحب علامة تجارية، وكان متشكك في الحصول على النتائج المرجوة؟

لقد حدث هذا بالتأكيد من قبل وأرى الذعر على وجه المصمم، لكن يسعدني أن أقول في كل مرة أقترح فيها خطوة أو إجراء معينًا لأتخاذه، يكون ذلك لصالح المصمم فقط. إنهم بالتأكيد يتنفسون الصعداء ويثقون في العملية أكثر بعد ذلك. من الطبيعي أن بعض مالكي العلامات التجارية قد يقللون من شأن إمكاناتهم في السوق خاصةً إذا كانوا جددًا، لذلك من خلال تجربتي، أتمكن من منحهم توجيهًا وفهمًا أفضل لما يمكنهم تحقيقه.

إذا بدأ شخص ما علامة تجارية جديدة، فما نصيحتك لجعل هذه العلامة التجارية مميزة؟

عند بدء علامة تجارية الآن، من المهم أن تفهم أنك لا تنشئ علامة تجارية فحسب، بل تنشئ مجتمعًا وتجربة. لذا، ادرس السوق جيدًا، تحدث إلى الناس، افهم المشكلة التي يمكنك حلها، وابتكر مفهومًا بارزًا. يجب أن تكون العلامة التجارية هي العلامة التجارية التي تربط الخبرات وتخلقها، وهو أمر يرغب الناس في أن يكونوا جزءًا منه.

اختتمت كلير المقابلة برسالة داعمة ومشجعة للغاية للنساء قائلة، 'حافظي على تركيزك على حلمك ورؤيتك واستمري في التحرك نحوه.'