أن تكون هناك مصممة أزياء شابة ناجحة هو أمر لافت للإنتباه. ولكن أن تكون أيضاً مصرية هو أمر يدعو للشعور بالفخر. كان هذا ما شعرته تجاه مصممة الأزياء الشابة فرح والي عند تتويجها بالموسم الثالث لبرنامج فاشون ستار. الأمر لا يتوقف فقط على تتويجها أو على إشادة كبار مصممي الأزياء بتصميماتها ولكنه يمتد لشعوري الحقيقي بالفن الذي تقدمه. فهي لم تقدم قطع ملابس فقط بل تقدم قطع فنية تجعلك رغماً عنك تنظر إليها بدهشة وانبهار.
وكوننا نهتم دائماً بهذه النماذج التي تدعو بالفخر كان واجباً علينا نلقتي بمصممة الأزياء المصرية فرح والي، لتحدثنا عن تجربتها ببرنامج "فاشون ستار" وكذلك كواليس التجربة وغيرها من الأمور من خلال الحوار التالي...
ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﯾﺔ ﻧﺮﻏﺐ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻋﻨﻚ، دراﺳﺘﻚ، ﺳﻨﻚ، وﻣﺘﻰ ﺑﺪأ ﺣﺒﻚ ﻟﻸزﯾﺎء؟
اسمي فرح والي، أبلغ من العمر نحو ٢٣ عاماً. درست وتخرجت من جامعة مصنفة عالمياً في مجال التصميم بمدينة فلورنسا بإيطاليا وهي Polimoda. بدأ عشقي لتصميم الأزياء منذ أن كنت بعمر الخامسة وتزايد هذا الشغف وبدا واضحاً في سن السابعة. ربما ما جعلني أدرك حقاً أنني أرغب بالعمل بالأزياء هي جدتي. فكانت تجلب لي قطع القماش الصغيرة وأقضي ساعات طويلة في تشكيلها لأصنع منها فساتين صغيرة وغيرها.
وماذا الذي دفعك للمشاركة بـFashion Star؟
ﻓﺎﺷﻮن ﺳﺘﺎر ﻛﺎن ﻋﺎﻟﻢ ﻟﻢ أﺧﺘﺒﺮه ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ وﻛﻨﺖ ﺷﻐﻮﻓﺔ ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ لأﺗﻌﻠﻢ ﻣﻨﮭﻢ. فكانت لديهم الخبرة الكافية ليعلموننا كل شيء عن السوق في الشرق الأوسط وﻛﯿﻒ ﻧﺘﻜﯿﻒ معه وﻧﺠﺎريه. وغيرها من الأمور التي لم نتعلمها بالجامعة.
ﻣﺎ ھﻲ أﺑﺮز اﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻟﺘﻲ ﺣﺪﺛﺖ ﺑﺎﻟﻜﻮاﻟﯿﺲ؟
ﻛﻞ ﯾﻮم ﻛﺎن ﻣﻐﺎﻣﺮة ﻓﻲ ﻓﺎﺷﻮن ﺳﺘﺎر. فالكواليس كانت الجزء الخفي الذي لا يعلمه المشاهد ولكنها جعلت منا أسرة واحدة وفريق عمل واحد، فضحكنا وبكينا واستمتعنا. فكانت تضم الكثير من المواقف التي لا يمكن نسيانها، ربما من أكثر المواقف التي أتذكرها جيداً أن بداية المسابقة تصادفت مع يوم عيد ميلادي، وأحضر لي فريق العمل حينها تورتة للاحتفال. وبدأنا نلهو ونقذف بعض بقطع الحلوى ونسينا أن هذا وقت المسابقة.
حدثينا عن ﺗﺠﺮﺑﺘﻚ ﺑـ Fashion Star بشكل عام، ﻛﯿﻒ ﻛﺎﻧﺖ؟
ﻛﺎن وﻗﺖ به كم من اﻟﻀﻐﻮط والأﻟﻢ أحياناً وﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﻛﺎن به ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﺴﻌﺎدة واﻟﻤﺮح. ﺗﻌﻠﻤﺖ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﻤﺎ أنني ﻣﺤﺎطﺔ ٢٤ ﺳﺎﻋﺔ باﻟﻤﺼﻤﻤﯿﻦ اﻟﻤﻮھﻮﺑﯿﻦ . فتدريبي على يد ريم عكرا ونديم شماس وهناء عبد السلام كان أمراً مميزاً إلى حد كبير، فقد دفعوني ودعموني لتحقيق بصمتي في سوق تصميم الأزياء التي أسموها لاحقاً Wearable art و Street Couture.
أخبرتينا أن تدريبك على أيدي مصممي أزياء مميزين صنع فارقاً في حياتك، فما أبرز ما تعلمتيه؟
أكثر ما تعلمتعه هو أن أتخطى حاجز الخوف والقلق الذي يعيقنا عن إنجاز أي مهمة. فأحياناً لم يكن متبقى سوى ٣ ساعات فقط لأنهي الموديل. ولكني تعلمت كيف أنجز مهمامي في هذا الوقت القليل وبطريقة ذكية دون تعقيد. وحقاً كان له تأثير رائع على حياتي المهنية.
وﻣﺎذا ﻋﻦ إﺷﺎدة رﯾﻢ ﻋﻜﺮا ﺑﻚ وﺗﺘﻮﯾﺠﮭﺎ ﻟﻚ؟ وﻣﺎ أﺑﺮز اﻟﻨﺼﺎﺋﺢ اﻟﺘﻲ وﺟﮭﺘﮭﺎ ﻟﻚ؟
رﯾﻢ عكرا رأت ﻓﻲ شيئاً ﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﺬ اﻟﯿﻮم الأول . ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﯾﺔ ﻟﻢ أﻋﻄﯿﮭﺎ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ تتوقعه ﻣﻨﻲ وﻟﮭﺬا اﻟﺴﺒﺐ ﻛﺎﻧﺖ ﺷﺪﯾﺪة ﻣﻌﻲ جداً وﻛﺄﻧﮭﺎ شعرت أنني ﺧﺬﻟﺘﮭﺎ فلم أﻛﻦ ﻛﻤﺎ أرادت. فكانت ﺗﺮﯾﺪﻧﻲ أن أخرج أفضل ما لدي. وﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻔﮭﻤﺖ ھﺬا أظنها ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺨﻮرة ﺑﻲ.
ﻣﺎ أحبه وأحترمه ﻛﺜﯿﺮاً وأﻗﺪره ﻓﻲ رﯾﻢ عكرا أﻧﮭﺎ ﻗﺪرت اﻟﻔﻨﺎن الموجود ﺑﺪاﺧﻠﻲ . ﻟﻘﺪ أرﺷﺪﺗﻨﻲ ﻟﻠﺘﺮﻛﯿﺰ على ﻧﻘﻄﺔ و ﺗﻔﺼﯿﻠﺔ ﻣﺤﺪدة ﺑﺪون أي ﺗﺸﺘﯿﺖ. ﻟﻘﺪ ﻋﻠﻤﺘﻨﻲ أن اﻟﺒﺴﺎطﺔ ﻓﻲ اﻟﺮﺳﻤﺔ ﺗﻌﻄﯿﮭﺎ روﻧﻖ وﺟﻤﺎل دون أي ﺗﻌﻘﯿﺪات . وأيضاً ﻋﻠﻤﺘﻨﻲ أن أرﻛﺰ ﻋﻠﻲ طﺮﯾﻘﺔ ﻋﻤﻠﻲ ﻓﻲ إﺑﺮاز اﻟﻔﻦ ﻋﻠﻲ الملابس وتعتقد أن هذا النهج سيلقى استحسان الناس حتى يمكن أن يرتدوها يومياً.
و ھﻞ مازلت أنتِ وريم عكرا ﻋﻠﻰ اﺗﺼﺎل ؟
كنا على اتصال لوقت قصير بعد البرنامج. ولكن ريم عكرا مصممة أزياء عالمية وناجحة وهو ما يجعلها منشغلة دائماً.
ﻻﺣﻈﻨﺎ ﺧﻼل اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ أن ﺗﺼﻤﯿﻤﺎﺗﻚ ﺗﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ ﻟﻤﺴﺔ ﻓﻨﯿﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ وھﺬا أﯾﻀﺎ ﻣﺎ ذكرته رﯾﻢ ﻋﻜﺮا، أﺧﺒﺮﯾﻨﺎ اﻟﻤﺰﯾﺪ ﻋﻦ ھﺬا وھﻞ ﺳﺘﺒﻘﻲ ھﺬا اﻟﻄﺎﺑﻊ ﻓﻲ ﺟﻤﯿﻊ ﺗﺼﻤﯿﻤﺎﺗﻚ ؟
بالطبع، فهذا هو أنا. فأنا mixed media artist وليس فقط مصممة أزياء. فهذه النوعية من الفن تظهر بوضوح في كل أعمالي. وهو ما حرصت عليه خلال مشاركتي بفاشون ستار وبالتالي سأتمسك به في كل أعمالي.
ھﻞ ﺗﻮﺟﮭﯿﻦ ﺗﺼﻤﯿﻤﺎﺗﻚ ﻟﻔﺌﺔ ﻣﻌﯿﻨﺔ، ﻛﻤﺜﻼً ھﺆﻻء ﻣﺤﺒﻲ اﻟﻔﻨﻮن؟
ﺗﺼﻤﯿﻤﺎﺗﻲ ﻟﻠﻤﺮأة اﻟﻘﻮﯾﺔ.. وأنا أوجهها لهن. أنا أصنع ﻣﻼﺑﺴﻲ ﻟﻠﻤﺮأة ﻟﺘﺸﻌﺮھﺎ أﻛﺜﺮ بالقوة والثقة. اﻟﻤﺮأة اﻟﻮاﺛﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺨﺸﻲ أن ﺗﻜﻮن ﻣﺤﻮر الأﺿﻮاء ﻓﻲ أي ﻣﻜﺎن ﺗﺘﻮاﺟﺪ فيها . امرأة ذات ﺷﺨﺼﯿﺔ واﺿﺤﺔ تعتز بشخصيتها.
ﻛﯿﻒ اﺧﺘﻠﻔﺖ ﺣﯿﺎﺗﻚ وﺣﺒﻚ ﻟﻠﺘﺼﻤﯿﻢ ﻗﺒﻞ وﺑﻌﺪ ﻣﺸﺎرﻛﺘﻚ ﺑﺎﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ؟
ﺑﻌﺪ ﻓﺎﺷﻮن ﺳﺘﺎر أﻧﺎ ﻓﻲ ﻋﻄﺶ لمزيد وﻣﺰﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺼﻤﯿﻤﺎت .. إﻧﮭﺎ ﻏﺬاء روﺣﻲ.
ھﻞ ﻗﻮﻣﺖ ﺑﻄﺮح أي ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ أزﯾﺎء ﺑﻌﺪ ﺗﺘﻮﯾﺠﻚ ﺑﺎﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ؟
أﻧﺎ أﻋﻤﻞ حالياً على ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺼﻤﯿﻤﺎت اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺮي اﻟﻨﻮر قريباً إن ﺷﺎء ﷲ.
ﺑﺮأﯾﻚ ﻣﺎ أﺻﻌﺐ ﻣﺎ يواجه ﻣﺼﻤﻤﻲ اﻷزﯾﺎء اﻟﻤﺼﺮﯾﯿﻦ ﺗﺤﺪﯾﺪاً؟
للأسف ﻣﺼﻤﻤﯿﻦ الأزﯾﺎء اﻟﻤﺼﺮﯾﯿﻦ ﯾﻮاﺟﮭﻮن ﺻﻌﻮﺑﺎت ﻻ ﯾﻮاﺟﮭﮭﺎ اﻟﻤﺼﻤﻤﯿﻦ اﻟﻐﺮﺑﯿﯿﻦ. ﺗﺒﺪأ ﻣﻦ عدم توافر المعاهد المختصة بتدريس مناهج تصميم الأزياء. بالإضافة إلى المعتقد السائد في مصر الذي يحقر من مهنة التصميم ويتعامل معها على أنها مجرد هواية ليس لها أهمية.
ﻧﻌﻠﻢ أن ﺗﺼﻤﯿﻤﺎﺗﻚ ﻟﮭﺎ طﺎﺑﻊ ﻣﻤﯿﺰ وھﻮ ﻣﺎ ﯾﻀﻌﻚ أﯾﻀﺎً ﺑﻤﻜﺎﻧﺔ ﻣﻤﯿﺰة، وﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﻣﻦ ﻣﺼﻤﻤﻲ اﻷزﯾﺎء ﺗﺸﻌﺮﯾﻦ بأنه ﻣﺜﻞ أﻋﻠﻰ ﻟﻚ؟
داﺋﻤﺎ أتطلع إلى اﻟﻤﺒﺪﻋﯿﻦ اﻟﻔﻨﺎﻧﯿﻦ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺗﺼﻤﯿﻢ الأزﯾﺎء ﻣﺜﻞ Thome ,Iris van herpen ,John Galliano ,Yohji Yammamoto ,Alexander McQueen ,Husseing chalayan ,browne ھﺬه ﺑﻌﺾ الأﺳﺎﻣﻲ ﻟﻔﻨﺎﻧﯿﻦ دﻓﻌﻮا ﺑﻔﻨﮭﻢ ورؤﯾﺘﮭﻢ ﻟﮭﺬا اﻟﻤﺠﺎل . فجرأتهم وﺗﺠﺪدھﻢ اﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ھﻢ ﻣﺼﺪر اﻟﮭﺎﻣﻲ اﻟﺪاﺋﻢ.
ﺑﺮأﯾﻚ ﻣﺎ اﻟﺴﻤﺎت اﻟﺘﻲ ﯾﺠﺐ أن ﺗﺘﻮاﻓﺮ ﺑﻤﺼﻤﻤﻲ اﻷزﯾﺎء ﺣﺘﻰ ﯾﺘﻤﻜﻨﻮا ﻣﻦ اﻟﻨﺠﺎح؟
ﻓﻲ اﻋﺘﻘﺎدي أن ﻣﺼﻤﻢ الأزﯾﺎء ﯾﺠﺐ أن ﯾﻜﻮن ﻗﻮي واﺛﻖ ﻣﻦ نفسه ﯾﻌﻤﻞ ﺑﺠﺪ وﺗﻔﺎن، ﺻﺒﻮر ﻋﻨﯿﺪ، لديه ﻗﺪرة ھﺎﺋﻠﺔ ﻋﻠﻲ اﻻﺑﺪاع وأن ﯾﻜﻮن أقسى ﻧﺎﻗﺪ على نفسه ﻗﺒﻞ أي إﻧﺴﺎن أﺧﺮ.
ﻣﺎ اﻟﺬي ﺗﺨﻄﻄﯿﻦ له ﺧﻼل اﻟﻔﺘﺮة اﻟﻤﻘﺒﻠﺔ؟
أﻋﻤﻞ حالياً على ﺗﺄﺳﯿﺲ ﻋﻼﻣﺘﻲ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ ﻓﻲ أوروﺑﺎ واﻟﺸﺮق الأوسط.
مصدر الصور: انستجرام Farahwali@