في العام الماضي وتحديدًا في نوفمبر 2020، انطلقت مبادرة "صوتك"، والتي كانت محاولة هامة من منصة سبوتيفاي لدعم المواهب النسائية الشابة. أتذكر حينها أننا أجرينا سلسلة حوارات عن هذا الأمر، وتحدثنا مع النجمة "لطيفة" التي ساهمت في اختيار المواهب النسائية حينها. لقد كنا فخورون للغاية، باهتمام سبوتيفاي بالمواهب النسائية، ومحاولتهم لكسر حلقة العنصرية. فمن المعلوم أن سوق النساء في الغالب يسيطر عليه الرجال، ولكن كانت هذه المبادرة بداية عهد جديد.
وعلى مدار العام، حقًا تعرفنا على العديد من الأصوات النسائية التي لم نكن نعرفها في السابق، ولكننا لا ننكر أننا أصبحهنا من عشاقهن الآن، فاستمعنا لأصوات نسائية من جنسيات مختلفة وبلهجات مختلفة ويقدمن أنواع مختلفة من الغناء، كانت من بينهن شهد الشعراوي، مي عبد العزيز، رشا نحاس، دانا حوراني، فلوكه، بيري عمر الحريري، ملك الحسيني وغيرهن. لذا ونحن نودع عام 2021، ونلقي نظرة على قائمة سبوتيفاي الأكثر استماعًا في الوطن العربي وجدنا أن النساء يتصدرن بقوة، حتى أن القائمة جاءت على رأسها الفنانة العراقية أصيل هميم. وهذا شيء يدعو للفخر بشكل لا يمكن وصفه. لذا قررنا أن ننظر بعمق عن الإنجازات التي حققتها "صوتك" على مدار العام. التقينا بـ "وسام خضر"، مسئول الشراكات مع الفنانين وشركات الإنتاج في سبوتيفاي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والذي أخبرنا بالآتي...
- بعد مرور عام، إلى أي مدى ساعدت مبادرة صوتك الأصوات النسائية؟
اليوم أصبحت قائمة وفنانات "صوتك"يتم استماعهن في أكثر من ٧٠ دولة، وهناك أكثر من ١٧٠ فنانة انضمت لمبادرة "صوتك" على سبوتيفاي على مدار العام منذ وقت انطلاق المبادرة، كما انضمت "صوتك" نفسها كمبادرة لبرنامج عالمي يدعى Equal، وهو برنامج للموسيقى العالمية للفنانات، وهي طريقة أفضل حتى تتمكن سبوتيفاي من تسليط الضوء بشكل أكبر على المواهب النسائية عالميًا.
أيضًا نحن نعمل على تحسين وتوفير فرص أفضل للنساء الموهوبات في الظهور، سواء من خلال الطرق الإعلامية، أو من خلال أو خارج المنصة، كما نسعى من خلال خطتنا التسويقية في توفير فرص أكبر لهؤلاء الموهوبات، كما نحاول تقديمهن لشركات التسجيل، فهناك أسماء كثيرة في قائمة "صوتك" غير معروفة، نعتقد أن هذه فرصة رائعة للفنانات من جهة ولشركات التسجيل من جهة أخرى لاكتشاف أصوات جديدة.
- هل ترى أن الأصوات النسائية مازالت بحاجة للدعم؟
عندما بدأنا مبادرة "صوتك"، كان من ضمن الأشياء التي قمنا بها، هي القيام ببحث موسع في السوق عما تحتاجه المواهب النسائية، ووجدنا أنها ليست مشكلة بالوطن العربي فقط، ولكنها مشكلة عاليمة، فهناك فنانات قليلات على الساحة، ووجدنا أن الفنانات بالوطن العربي بالأخص تحتاج لهذا النوع من المبادرات بشكل دائم، لدعمهن ودعم أصواتهن، حتى نستطيع أن نخلق مساواة بين النساء والرجال في عالم صناعة الموسيقى والغناء، فهذا شيء ضروري. و"صوتك" هي جزء من هذه الرحلة، ولكن نعم تحتاج الأصوات النسائية للدعم المستمر.
"يسعدني الفوز بمثل هذا الترتيب على منصة تمكن النساء وترفع أصواتهن في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" أصيل هميم
- بالنسبة لقائمة الأكثر استماعًا في الوطن العربي، والتي جاءت على رأسها العراقية أصيل هميم، ترى ما السبب الذي دفع المستمعون للاستماع إلى النجوم والأغاني العراقية؟
كما تعلمين العراق لها تاريخ طويل والموسيقى العراقية مختلفة ومميزة إلى حد كبير، ونحن نرى أن السبب في انجذاب مستمعين سبوتيفاي للمطربين العراقيين والموسيقى العراقية بشكل عام، هو شعورهن أنها فريدة ومختلفة عن ما هو متواجد على الساحة، ففي الوطن العربي هناك نجوم تمكنوا من الوصول لجميع أنحاء الوطن العربي، مثل القيصر كاظم الساهر. وبالنظر لـ "أصيل هميم" بالطبع وصولها للجمهور يعتبر نجاحًا كبيرًا لأنها جاءت على الساحة من وقت قصير، ولكن اليوم مواقع التواصل تجعل الأمر أسهل قليلًا، ومنصة سبوتيفاي تساهم بشكل كبير في جزء من هذا التواصل بين الفنانات والجمهور.
- بشكل عام قائمة الأكثر استماعًا هذا العام متنوعة للغاية، ما يعني أن ذوق المستخدم بالتبعية متنوع ومتغير جدًا، إلى أي مدى يشكل هذا الأمر صعوبة في عملكم؟
بالعكس تمامًا، فمنصة سبوتيفاي متواجدة بالأساس لدعم هذا التنوع، ولدعم جميع أنواع الغناء وللفنانين جميعهم سواء كانوا معروفين أو لا أو مبتدئين أو لا، فنحن متواجدين من أجل جميع الفنانين بمختلف أنحاء الوطن العربي. فهذا التنوع الذي ترينه هو دليل على أن سبوتيفاي تنجح في هدفها وهو الوصول للجماهير بمختلف الأذواق. فنحن دائمًا نبحث في المميزات التي لدينا لنزيد من وندعم هذا التواصل بين فنانين أكثر تنوعًا ومستمعين أكثر.
- مبادرة صوتك ضمت عدد كبير من الأصوات النسائية الشابة والتي كان بعضها غير معروف بشكل كافي، كيف تفاعل مستمعين سبوتيفاي مع هذا الأمر؟
دعينا نتفق على أن أي فنان/ فنانة صاعدة، أصعب مرحلة تكون بالبداية وهي أن يستمع إليهم الناس، ولذلك نحن نحاول أن نساعد الفنانات على تخطي هذه المرحلة الصعبة من خلال تقديمهن على سبوتيفاي وتوفير فرص لهن، وهذه الفرص بالضبط هي ما تحمس الجماهير على الاستماع لهذه الأصوات الجديدة.
- كونك مسؤول الشراكات مع الفنانين وشركات الإنتاج، ما الشيء الذي يجذبك أو يلفت نظرك لضم "فنانة" ما إلى سبوتيفاي؟
عادة نضم الفنانات لهذه المبادرة بطريقتين، إما أننا سمعنا أغنية ما وأعجبتنا ورغبنا في ضم صاحبتها لهذه القائمة ومن هنا نبدأ في التواصل معها أو الطريقة الثانية، وهي أننا لدينا إيميل "بريد إلكتروني" خاص بالمبادرة، ويمكن لأي فنانة ترغب في الانضمام إلينا أن تتواصل معنا عبر هذا الإيميل، وبالفعل نتلقي الكثير من الطلبات وتصلنا الكثير من الأغاني، ولكن هناك شروط ومعايير معينة حتى يتم قبول أي فنانة:
- لابد أن يكون عمرها ١٨ عام فيما فوق.
- تكون ذات جنسية عربية.
- أن تكون مقيمة في الوطن العربي، سابقًا أو حاليًا.
- لابد أن يكون لديها أغنية واحدة تم طرحها بغض النظر عن نجاحها أم لا.
- أن تكون بدون أي عقد تسجيل مع أي من الشركات.
وبناء على هذا يتم تقديم الأغاني ونحن نستمع لها، ونبحث عن جودتها، وإذا كانت جيدة بالفعل، نحن نرسلها للمختصين في القوائم لدينا وإذا تم الاتفاق على جودة الأغنية، يتم الموافقة على انضمامها إلى قائمة "صوتك"
- اليوم أصبح النجوم الرجال مسيطرين على فن الراب والتراب، هل تعتقد أن هذا المجال إذا اقتحمته النساء بشكل أكبر سيحصلن على فرصة مميزة؟
هذا صحيح، ولكننا نرى أن الأصوات النسائية ستأخذ فرصتها في أي نوع من الغناء من خلال تقديم الدعم اللازم لهن كما أخبرتك من قبل. فهن بحاجة لمبادرات مثل "صوتك"، لتعطيهن الفرصة التي يبحثن عنها في أي نوع غناء يقمن به.
- أخيرًا، ما هي الخطوات المستقبلية التي تتخذها مبادرة صوتك ؟
سنواصل عملنا مع برنامج Equal العالمي، فأطلقنا Equal Hub ليكون أسهل على المستمعين أن يجدوا الفنانات الموهوبات حول العالم، وتقريبًا في كل شهر على مدار 2022، سيكون هناك تسليط للضوء على إحدى النساء الموهوبات.