عرض أزياء ديور الأول في مصر... تجربة لا تنسى!

كيف كانت البداية؟

في التاسع عشر من سبتمر 2022، أعلنت دار الأزياء العالمية ديور أنها ستقيم عرض أزياء لملابس الرجال لموسم خريف 2023 للمرة الأولى بمصر وتحديدًا بمنطقة الأهرامات، ومنذ هذه اللحظة وبدأنا نترقب أية أخبار جديدة يتم اعلانها عن هذا العرض. كان يومًا بعد يوم هناك أخبار تبشر بأن العرض سيكون مميز للغاية وهو ما كان يزيد حماس جميع المهتمين بعالم الموضة وغيرهم.

في الأول من ديسمبر أقيم المؤتمر الصحفي الخاص بديور في فندق ماريوت مينا هاوس بحضور كلًا من إدوارد كروتشلي، المدير المسئول عن الأقمشة في ديور، وستيفن جونز، المدير الفني للقبعات لدى ديور. كان حديثهم يدور حول أسباب كيم جونز، المدير الإبداعي لأزياء الرجال بديور، لاختيار مصر لعرض أزيائه ومدى حبه للآثار المصرية، وأن اختيار مصر، خطوة مهمة للغاية.

في الثاني من ديسبمر انتقلنا إلى المتحف الكبير، حيث كانت تعرض مجموعة Capsule من ديور لموسم خريف 2023، والتي كانت من تصميم "تريمين إيموري"، وجاءت هذه المجموعة تحت اسم "ديور تيرز Dior Tears". وفي اللحظة التي شاهدنا فيها العارضين، لفت نظرنا بقوة أن أزياء المجموعة كانت وكأنها مستوحاة من أزياء طلاب المدارس قديمًا، وهو ما تم تأكيده فيما بعد بالفعل، حيث كانت مستوحاة من أزياء طلاب المدارس في فترة الخمسينات والسيتينات. كانت أقمشة المجموعة معتمدة في أساسها على قماش "الدينيم" والذي تعود أصوله إلى فرنسا وتحديدًا منطقة نيم الفرنسية، أيضًا تضمنت المجموعة أقمشة أخرى، كالجاكار على سبيل المثال. لقد كانت رؤية هذه الأزياء وسط الآثار في المتحف المصري الكبير بمثابة لوحة فنية مميزة.

يوم عرض أزياء ديور للملابس الرجالي لموسم خريف 2023 بمنطقة الأهرامات، مصر

سيظل هذا اليوم حدثًا نتذكره، وعلى الرغم من يقيننا أننا سنستقبل المزيد من عروض بيوت الأزياء العالمية خلال الفترة المقبلة، إلا أن هذا سيظل الأقرب لقلبنا.

بالعودة قليلًا، لقبل هذا اليوم وتحديدًا في الوقت الذي بدأنا فيه بتلقي الدعوات، تأكدنا أن الحدث سيكون استثنائيا، فكيف لا يكون والدعوات كانت مميزة إلى حد كبير، وكأنك تشعر أنها صممت خصيصًا من أجلك، فلا يمكن تشبيهها بدعوة أخرى تلقيتها من قبل. 

يوم العرض صباحًا…

الحماس يسيطر على الجميع، تخيلات تدور في أذهاننا عما سيكون عليه العرض، على أي حال ارتدينا ملابسنا وتوجهنا بمنتهى الحماس إلى الأهرامات.

يوم العرض مساءًا…

 وصلنا لمنطقة الأهرامات وبدأت سلسلة من الأشياء تلفت نظرنا…

أولًأ: التنظيم

كوننا نحضر الكثير من الفعاليات فنحن دائمًا يكون لدينا تعليقات على جودة التنظيم، لذا كنا حذرين جدًا هذه المرة، ولكن للمفاجأة لقد أراحنا التنظيم كثيرًا! ففور وصولنا بدأنا في صف السيارة، لتستقبلنا فورًا سيارة "لندن كاب London Cab" لتأخذنا إلى مكان العرض. لذا لم نعاني كثيرًا مع السير هناك- إذا قمت بزيارة الأهرامات من قبل ستعلم جيدًا ما نعنيه. والآن ننتقل للمرحلة الثانية… وهي المقاعد. الملفت هنا بالتأكيد ليس توفر المقاعد أو ترتيبها فهذه أشياء منطقية في أي حدث، ولكن الملفت هي “السكارف" المتوافرة على كل مقعد. فكانت بمثابة بطانية صغيرة يمكنك استخدامها لحمايتك من برودة الطقس، والتي عانينا منها جميعًا. ولكنها كانت لفتة مميزة، فقد جمعت بين الأناقة وبين الاهتمام بالتفاصيل "برودة الطقس".

ثانيًا: الجانب الفني

أعتقد أن أكثر شيء يميز أي حدث مهما كان، هو قدرته على أن يكون لوحة فنية متكاملة، وهذا ما نجحت ديور بفعله. بدءًا من اختيار الإضاءة التي تم توزيعها بشكل ساحر للغاية، فلم يكن الاعتماد فقط على عظمة الأهرامات ولكن استخدمت الإضاءة بشكل مثالي لتظهر هذه العظمة وتضيف عليها سحر خاص، ثم الموسيقى والتي تناغمت كثيرًا مع المشهد، جميعها عناصر اجتمعت معًا لتظهر  أجواء مثالية.

ثالثًا: الحضور

إذا سألت أي شخص فسيخبرك أنه كان من المتوقع أن يحضر مشاهير العالم العربي والمشاهير العالميين، فهذا شيء طبيعي ومنطقي، ولكن ما كان مفاجئًا هو عدد المشاهير العالميين الذين حضروا، والذين كان من بينهم روبرت باتسيون، ناعومي كامبل، لويس هاميلتون وغيرهم.

 أخيرًا، لا يمكننا سوى أن نقول أننا سعداء بتواجدنا في هذه التجربة المميزة، وأننا في انتظار المزيد من العروض العالمية.