الوقوع في الحب للمرة الأولى، تجربة نخوضها جميعًا ولكن متى وفي أي مرحلة عمرية لا نعلم. ربما تكون قبل العشرينات من العمر وربما تكون في العشرينات وربما تكون بعد سن الثلاثين أو حتى الخمسين. ولكن ما يجب أن نعلمه جميعًا أن الوقوع في الحب للمرة الأولى في سن الثلاثين مختلف تمامًا عن أي مرحلة أخرى. حتى أنه سيكون مختلفًا عن ذلك الذي تتحدث عنه الروايات. لذا قررنا اليوم أن نحدثك عن المواعدة في سن الثلاثين، كيف تكون، وماذا يحدث، وما المشاعر التي ستسيطر عليك...
لماذا يختلف الوقوع في الحب للمرة الأولى في سن الثلاثين عن أي مرحلة أخرى؟
الوقوع في الحب للمرة الأولى دومًا مليء بالاندفاع والطيش والشغف، ولكنه يختلف تمامًا في الثلاثينات...
عندما نقع في الحب ونحن في العشرينات أو قبلها، نتحرك بدون ضوابط، كل ما يحركنا هي مشاعرنا فقط. يمكننا القول بأننا نكون طائشين، نريد أن نذهب يمينًا ويسارًا وندور في كل اتجاه، لا نفكر في المستقبل أو في أي خطوات يجب علينا اتخاذها، وحتى إن فكرنا فهي تكون نابعة من مشاعرنا فقط وليس عن طريق تفكير عقلاني. ففي العشرينات وتحديدًا في النصف الأول منها، لم ينضج عقلنا بالكامل ولم نكتشف احتياجاتنا كليًا، فكل تصورنا عن الحب هو شخص يرافقنا ونريد العيش معه ونرغب في حفل زفاف كبير وفستان أبيض. ولكن الأمر ليس كما هو في الثلاثينات أبدًا.
الفرق بين "البريك" والانفصال في العلاقة العاطفية؟
ففي الثلاثينات نكبر وننضج، نعلم احتياجاتنا وندرك تمامًا ما نتقبله وما نرفضه، نعلم أن الحب رائع وجميل ولكنه ليس كل شيء، فنحن نبحث عن شريك وليس "حبيب" فقط. نريد أن نؤسس حياة مستقرة وسعيدة، ولا تبهرنا كل هذه المظاهر التي كانت تشغلنا في مراحل عمرية سابقة. نعلم أن الحياة الزوجية ليست فستان زفاف أبيض وفرح كبير فقط، ولكننا نعلم أنها مرحلة جديدة، إذا لم يكون الطرف الثاني شريك فيها لن تنجح.
ولكن رغم كل هذه العقلانية التي تسيطر علينا في الثلاثينات إلا أن مشاعر الخوف والقلق تتضاعف لدينا حتى أنها قد تفسد علينا علاقتنا، على عكس ما كنا في العشرينات نتحرك بمنتهى الشجاعة ونترك الأمواج تحملنا كما تشاء.
إذًا، ماذا يحدث عندما تقع في الحب للمرة الأولى في سن الثلاثين؟
هناك بعض الأشياء التي ستواجهينها أو تشعرين بها عندما تقعين في الحب للمرة الأولى في الثلاثينات، والتي يجب أن تتقبلينها وتتعاملين معها جيدًا...
١- ماذا أريد في شريكي؟
هذا السؤال ستجدينه متكررًا في رأسك، ولكن لا داعي للإنزعاج. فكما أخبرتك، في العشرينات، لا نسأل أنفسنا أسئلة عقلانية أبدًا، بل ننجرف خلف عواطفنا حتى مع دخولنا في علاقات متعددة، ولكن في الثلاثينات نكون نضجنا وأصبحنا أكثر عقلانية، فمن الطبيعي أن نسأل أنفسنا ماذا نريد في شريكنا حقًا؟ ما الأشياء التي نريدها في الشخص الذي سيشاركنا حياتنا؟ لذا قد تكون الروايات لم تتحدث عن بطلة تطرح هذا السؤال على نفسها، ولكن صدقيني الحب ليس كما يحدثوننا عنه في الروايات.
٢- الخوف من الحب في الثلاثينات
أعلم أننا في الثلاثينات ينتابنا بعض الخوف من الوقوع في الحب خاصة إذا كان للمرة الأولى، وأحيانًا نفكر أننا تقدمنا قليلًا بالعمر ولم يعد بإمكاننا خوض علاقات عاطفية من الوارد ألا تكتمل. بل نخشى الفشل في العلاقة العاطفية، ونفكر فيما سيحدث إذا فشلنا في الحب ونحن في مثل هذا السن. ولكن صدقيني أعلم أن الجملة تعتبر كليشيه ولكني سأخبرك بها "العمر مجرد رقم"، لا تجعليه يحدد أي شيء في حياتك. بل استمتعي بجمال كل مرحلة، فلا عيب من دخول علاقة والفشل بها وإن كنت في الستينات من العمر وليس في الثلاثينات!
_______________________________________________
١٠ أسئلة يجب أن تسأليهم لحبيبك الأصغر سناً قبل الزواج منه
_______________________________________________
٣- رغبة في تعجل الأمور
الوقوع في الحب في الثلاثينات أحيانًا يكون مثل السباق. ففور أن تحبي شخص، تجدي نفسك لا اراديًا تتعجلي الأمور، فترغبين في الزواج وتكوين أسرة سريعًا، اعتقادًا منك أن هذا ما سيمنحك الأمان والسعادة. ولكن هذه ليست الحقيقة. فتعجل الأمور سيفسد عليك الكثير من المتعة في اكتشاف شريكك والتي اعتبرها جزء أساسي من رحلة الحب، وقد يورطك مع شخص غير مناسب. أعلم جيدًا أن من حولك يضعونك تحت ضغط، ويكررون على مسامعك عبارة "أنتي كبرتي"، "إلى متى ستنتظرين" وغيرها. ولكن ليس هم من سيعيشون هذه الحياة، بل أنت. لذا اتركي الكلام هذا خلف ظهرك، وأخبري نفسك كل يوم أنك ستستمعين بهذه المرحلة مهما حدث.
٤- رفض أي شريك يفارقك في العمر!!
هذه مشكلة شائعة بين الكثيرات، فرغم وقوعك في حب هذا الشخص، إلا أنه من الوارد أن ترفضي البقاء برفقته لمجرد أنه يكبرك أو يصغرك في العمر. ولكن لحظة! هل حقًا تعتقدين أن العمر يشكل مشكلة كبيرة للدرجة التي تجعلك تتخلي عن الشخص الذي وقعتي في حبه؟! أعتقد أنك بحاجة لإعادة التفكير في الأمر من جديد.
٥- التخلي عن أمور أساسية من أجل الحفاظ على العلاقة
في العشرينات نعلم جيدًا أن الفرص أمامنا كثيرًا، لذا لا نتخلى بسهولة عن الأشياء الأساسية بالنسبة لنا من أجل الشريك ونقول لأنفسنا دومًا أنه إذا لم يقبل ذلك فمازال العمر أمامي طويلًا لأجد شخص آخر يتقبل هذه الأمور. ولكن في الثلاثينات ونتيجة للضغط الذي نتعرض له من المجتمع المحيط بنا، نجد أنفسنا نقدم تنازلات لمجرد رغبتنا في استكمال العلاقة، وحتى نحقق رغبة الزواج وتكوين الأسرة. فلا اراديًا يتولد بداخلنا شعور بأنه لا مزيد من الفرص أمامنا ويجب أن نقبل المتاح! ولكن توقفي عن ذلك، أنا أخبرك أن الحياة أمامك طويلة ولا شيء فيها يستحق التنازل عن أساسياتك أو شخصيتك، تمسكي بشخصيتك وبما تريدين في شريكك، ولا تتخلي عن احتياجاتك لأي سبب. فقيمتك أكبر بكثير من أن تقبل بـ "المتاح".
هذه بعض المشاعر والأفكار السلبية التي تسيطر عليك عند الوقوع في الحب لأول مرة في الثلاثينات، وأنا عرضتها عليك اليوم حتى تكون على وعي كامل بها، ولا تجعليها تسيطر عليك أو على حياتك. بل استمتعي بوقوعك في الحب في أي مرحلة عمرية، ولا تجعلي "شبح العمر" يطاردك.
مصدر الصورة الرئيسية: stayclosetravelfar.com