#AD#
في الجلسات والتجمعات النسائية تتحدث كل واحدة منا عما يزعجها، مشكلة مع زوجها، خطيبها، حماتها أو حتى أزمة مالية تواجهها، أو مشكلة بالعمل أو مع الأهل. لذا من الطبيعي أن تطرح كل منا بعض التساؤلات على أمل أن تجد إجابة لها عند غيرها من صديقاتها. وفي الحقيقة أحيانًا نتمكن من إجابة على تساؤلات بعضنا ولكن تبقى بعض التساؤلات بدون إجابة! وكان من أغرب التساؤلات المكررة بين صديقاتي المتزوجات هو “مش عارفة ليه العلاقة الجنسية بقت مهمة ثقيلة ومبقاش عندي رغبة بها كما في بداية الزواج” هذا السؤال مكرر من أغلب صديقاتي المتزوجات، وفي الغالب يكون الرد عليه “مش لوحدك وأنا كمان”، وبالطبع هذه ليست إجابة على الإطلاق. ولكن مع مرور الوقت وتكرار السؤال، كان هذا كافيًا ليتحرك فضولي تجاه البحث عن إجابة منطقية مرضية توضح ما تواجهه هؤلاء النساء، فالأمر لم يقتصر على صديقاتي فقط، بل هذا سؤال منتشر على أغلب الجروبات النسائية، وفي كل مرة لا توجد إجابة منطقية عليه. لذا قررت اليوم أن أفعل ما بوسعي لأجيبك يا صديقتي على هذا السؤال إن كنت تواجهين الأمر ذاته، فقط تابعي القراءة…
تنويه: ليست جميع النساء تواجه هذه المشكلة، ولكن حتى الآن كانت هذه الشكوى مكررة بين غالبية المتزوجات.
أين اختفت الرغبة الجنسية؟
رغم بساطة ووضوح هذا السؤال إلى أنه يبقى أكثر الأسئلة المحيرة عندما تطرحها المرأة على نفسها. فهي أكثر واحد تعلم كم كانت تستمتع برفقة شريكها في بداية العلاقة، ومع مرور الوقت أصبحت تتهرب من العلاقة الجنسية أو تؤديها كأنها مهمة ثقيلة كما وصفتها صديقتي بالأعلى. ورغم أن الشريك يعتقد أن وحده هو ما يتأثر سلبيًا بهذا الأمر، إلا أن الحقيقة أن المرأة نفسها تنزعج من هذه المشاعر السلبية تجاه العلاقة الحميمة التي من المفترض أن تبقى الأمور مشتلعة بينها وبين شريكها. ولكن إذا أردنا أن نجيب حقًا على هذا السؤال يجب أن نمر سويًا بعدة مراحل ونفهم شيئًا فشيئًا ما الذي تغير…
-العلاقة الجنسية ومدى إثارة المرأة
حسنًا يا صديقتي نحن لسنا بماكينات، لا يمكننا أن نخبر أجسامنا بأن تفعل شيء الآن هي ذاتها غير مستعدة له، والأمر كذلك بالنسبة للعلاقة الجنسية. فإنت كنت لا تشعرين بالإثارة الكافية التي بدورها تحرك لديك الرغبة في ممارسة العلاقة الجنسية، لن يكون بإمكانك التقرب من شريكك وممارسة الجنس معه، وحتى إن أجبرتي نفسك أو دفعتيها تجاه الأمر، فهنا ستكون مثلما وصفناها بالأعلى بالمهمة الثقيلة. لذا فالأمر ببساطة يعود إلى مدى إثارتك.
-إذًا، لماذا انخفض مستوى الإثارة الجنسية بعد الزواج بفترة؟
دعينا نتفق أنه في بداية الزواج يرغب كلاكما في ابهار الطرف الآخر، ويفعل الأشياء التي تجعله في أبهى صورة وأفضل حال، ليشعر بالثقة في نفسه التي تسهل عليه مهمة إعجاب الطرف الآخر. فمثلًا، في بداية الزواج تهتمين بارتداء أفضل لانجري لديك، ويهتم زوجك بارتداء أفضل ملابس نوم لديه، تهتمين باستخدام مرطبات الجسم ذات الرائحة المميزة والعطور المثيرة، بينما يهتم زوجك بوضع أفضل أنواع العطور وهكذا. كلاكما تعملان سويًا في نفس الوقت لتظهرا أفضل ما لديكما. ولكن، بعد مرور فترة على الزواج ماذا يحدث؟ يتخلى كلاكما عن فكرة ابهار الطرف الآخر، فلم يعد زوجك يهتم بارتداء أفضل ملابس نوم ديه، وأنت تشعرين بأنه ليس عليك ارتداء اللانجري الذي كنت تعشقينه ويمنحك الثقة بنفسك في البداية. وفي هذه المرحلة ربما يتوقف أحدكما عن محاولة إبهار الآخر قبل الثاني بفترة، وهو ما يخلق فجوة أكبر. ولكن تبقى النتيجة واحدة، تختفي الإثارة!
-هل مازلتما تتواصلان مثل السابق؟
هل تعلمين أنه في بداية العلاقة كان السبب الأساسي في شعوركما بالإثارة هو قدرتكما على التواصل، فهل مازال ذلك يحدث؟ هل مازال زوجك يسألك عما يسعدك في العلاقة، وما الذي تريدينه؟ هل مازلت تخبرينه بالأشياء التي تفضلينها أو تلك التي تريدين تجربتها معه؟ إذا كانت الإجابة، لا. فهذا يعني أنكما بالفعل تؤديان ممهمة ثقيلة. كل منكما يتقرب من الآخر بنفس الطريقة، وبنفس الأوضاع الجنسية التي اعتدتم عليها. لا تخبرينه بأنك تريدين التجديد أو تجربة شيء مختلف، وهو لا يسألك عما تريدين ولا يخبرك عما يريد. لذا نعتقد أن الوقت قد حان لتعيدا تواصلكما من جديد.
-البدايات دائمًا مختلفة
من الظلم أن تضعي دائمًا علاقتك مع زوجك في مقارنة مع بداية العلاقة، لأنه ببساطة في البداية تكون هناك إثارة من نواع خاص، فأنت مولعة بشريكك وهو أيضًا وهذا يبقي مستويات الأدرينالين مرتفعة ما يجعل لديكما رغبة جنسية قوية تجاه كل منكما الآخر. ومع مرور الوقت ومرور فترة البداية من الطبيعي أن يقل هذا الولع، وهذا ما يجب أن تعملا على إشعاله من جديد، يجب أن تعملا سويًا على خروج حياتكما من مرحلة الثبات والتقليدية.
٥ أوضاع جنسية عليك تجربتها مع زوجك
-الحياة الزوجية مرهقة… سامحا أنفسكما
في بداية الزواج تكون المسئوليات قليلة، ولديكما الكثير من الوقت للاستمتاع بالحياة. ولكن مع استقرار الحياة الزوجية، تبدأ الصعوبات والمسئوليات، فسواء كنت تعملين أم لا يبقى الأمر مجهد، فما بين عملكما خارج المنزل والاعمال المنزلية من جهة ينتهي اليوم بشعور كبير بالتعب والإرهاق، وماذا عن الحمل والإنجاب وتربية الأطفال؟ هذا يعني مسئوليات أكبر وإجهاد أكبر. لذا لا تضغطي على نفسك، فقط استوعبي مدى المجهود الذي تبذلينه والإرهاق الذي تشعرين به، وكذلك زوجك، وتفهمي أن كل هذا يؤثر على ارتفاع مستوى الهرمونات المسئولة عن الإثارة الجنسية لكلاكما. لذا يكفي فقط أن تتحدثي مع زوجك بمنتهى الوضوح والصراحة، فيمكن أن تتواصلا لحل يريحك من الإرهاق، فمثلًا، استعيني بأحد يساعد في الأعمال المنزلية، وإذا كنت أم فيمكنك الاستعانة بمربية، أو طلب المساعدة من أحد أفراد أسرتك للاعتناء بأطفال أحد الأيام أو مثلًا يتوجب على زوجك مساعدتك بشكل أكبر. حتى تشعرا بالراحة وتعيدا التواصل بينكما من جديد. فلا يمكن يا صديقتي أن تشعري بالإثارة الجنسية وأنت منهكة!
-الأشياء لا تبقى كما هي دون بذل أي مجهود
نحن نتوقع أن ما يبدو جيدًا الآن سيستمر كما هو دون أي عناء أو مجهود منا، ولكن الحقيقة عكس ذلك! فأي شيء نريد أن يستمر كما هو يعني أننا بحاجة لبذل مجهود من أجل بقائه كما هووالحفاظ عليه. فالعلاقة الجنسية الجيدة تحتاج منكما بذل مجهود للحفاظ عليها. والمجهود هنا يعني التواصل، البحث عن سبل التجديد، التعاون من أجل إشعال الأمور بينكما مرة أخرى.
-تفهمي أن هذا الأمر الطبيعي وسيمر
بحسب استشاري العلاقات والصحة الجنسية، فلا يوجد زوجين لم يمرا في مرحلة ما من حياتهما باختلاف معدل الرغبة الجنسية، بمعنى أنه يمكن أن ترغب المرأة في ممارسة الجنس أكثر من الرجل والعكس أيضًا. وقد يكون التفكير في هذا الأمر بشكل سلبي أمرًا ضاغطًا ويزيد الأمر صعوبة. لذا من المهم ان يفهم كلا الزوجين أن مثل هذه التغيرات طبيعية تمامًا، وسيكون من الجيد أن تتحدثا فيها بصدق لتمر بسلاسة وتعود بعد ذلك لما كانت عليه.
-افهمي نفسك بشكل أعمق
في أحيان كثيرة تكون المشكلة ليست في الرغبة الجنسية ولكن في الإثارة والعكس. لذا حاولي أن تفهمي أساس المشكلة. فمثلًا هل ترغبين في التقرب من زوجك ولكن حينما يبدأ الأمر تشعرين أنك غير مثارة بالشكل الكافي الذي يدفع لاستكمال العلاقة الجنسية والاستمتاع بها؟ إذًا قد تكون المشكلة في أن زوجك لا يداعبك بشكل كافي أو أنك بحاجة لما يشعرك بالإثارة، كتهيأة أجواء غرفة النوم بموسيقى وأضواء خافتة وشموع معطرة، ولانجري مثير جذاب وهكذا. أم أن المشكلة في أنه ليس لديك رغبة من الأساس؟ فهنا قد يكون السبب شعورك بأنك منهكة ومرهقة تمامًا، أو أن هناك مشكلة ما بينك وبين زوجك دفعتك للنفور من التقرب منه، أو ربما يكون السبب بعض الأدوية التي تؤثر على مستوى الهرمونات. لذا امنحي نفسك الفرصة لفهمها بشكل أعمق لتعرفي أي الطق ستسلكين.
ما هي مناطق الإثارة لدى المرأة؟
-ضعا العلاقة الجنسية آخر همكما
حقًا لا أمزح، التفكير المستمر في إتمام العلاقة الجنسية يجعلها لا تتم، تمامًا مثل أي شيء في هذه الحياة. لذا لا تفكري في أن الهدف هو إتمام العلاقة الجنسية، ولكن فكري فيها على أنها طريقة تتقربان فيها مع بعضكما وتحاولان التواصل، قد تنجح مرة وقد تفشل عدة مرات وهذا طبيعي. ولكن طالما أن كلاكما يحاول ستصبح الأمور على ما يرام. يكفي ألا تضعي نفسك تحت ضغط بأن هناك هدف يجب تحقيقه وهو إتمام العلاقة الجنسية.
-هل تداعبا بعضكما يوميًا؟
الخطأ الذي يقع فيه أغلب المتزوجين بحسب خبراء الصحة الجنسية، هو أنه في بداية الزواج يحرص الثنائي على مداعبة كلًا منهما دون حتى إتمام العلاقة الجنسية، مثل تبادل القبلات والأحضان يوميًا، وهذا هو ما يجعل هناك تواصل من نوع مميز بينهما والذي بدوره يشعل رغبتهما الجنسية. ولكن مع مرور الوقت وإيقاع الحياة السريع، يبدأن في التوقف عن فعل هذه الأمور، بل ويحددان جدول أو يوم محدد للتقرب وهو “يوم ممارسة العلاقة الجنسية”، وللمفاجأة هذا يدمر رغبتهما الجنسية ومع الوقت يدمر حياتهما الزوجية. لذا داعبا بعضكما من جديد يوميًا، وستلاحظان أن الأمور تغيرت.
أخيرًا، هذه الأشياء التي ذكرناها بالأعلى تتطلب تعاون بين الزوجين فلا يمكنك فعل شيء بمفردك وزوجك أيضًا، لذا إن لم تستطيعا إصلاح الأمور فتوجها لمتخصص لحل ما تواجهانه… فقط تذكرا أن الحقيقة قصيرة ويجب الاستمتاع بكل لحظة بها.