لا يعني لا ... No means No... أعتقد أن هذه العبارة المكونة من ثلاث كلمات أصبحت مألوفة لنا مؤخرًا، فنحن سمعناها ورددناها كثيرًا في محاولة منا لجعل الرجال يفهمون أننا عندما نرفض شيء ونقول "لا" فنحن نعنيها حقًا وليس كما يدعي البعض أننا نقول أشياء عكس التي نرغب بها، ولكن ماذا إذا كنا لا نستطيع من الأساس قول "لا"؟ لا داعي للاندهاش، فنحن كفتيات تربت في مجتمعات عربية، لم نتربى على مفهوم الرفض أبدًا، ولم نعلم متى يكون حقنا بالرفض. نحن تربينا أن كلمة "لا" تجلب الكثير من الغضب والشجار والمشاكل، التي نحن في غنى عنها بالتأكيد. لذا نجد الكثير من الفتيات في العلاقة العاطفية تخشى أن تقول "لا" لشريكها، وتجد أنها إذا أرادت الحفاظ على علاقتهما، فعليها أن تقبل كل شيء مهما كان. ولكن الحقيقة عكس ذلك، فكلمة "لا" هي بوابة لفهم احتياجاتك وما يمكنك تقبله وتحمله والتعامل معه وما يجب عليك رفضه، كلمة "لا" يعني أنك تعرفين حدودك التي وضعتيها لنفسك جيدًا. أنا شخصيًا أعتقد أنها حجر الأساس لعلاقة صحية سليمة، يعرف فيها الطرفين احتياجتهما وكل منهما يقدر احتياجات الآخر.
كويز: هل أنت في علاقة عاطفية صحية؟
على أي حال نحن هنا اليوم لنخبرك كيف تقولين "لا" لشريكك في العلاقة العاطفية بطريقة صحيحة. نعم! هناك طريقة صحيحة للرفض وهناك طريقة أخرى هدامة، لذا تابعي القراءة...
في البداية، لماذا يجب تعلم قول "لا" في العلاقة العاطفية؟
بحسب خبراء العلاقات العاطفية والزوجية، فإن وضع الحدود المناسبة في العلاقة العاطفية أو الزوجية، هو بمثابة السحر، فيمكنه ببساطة أن يتسبب في نجاح العلاقة، إذا تقبل الطرفين هذه الحدود، ويمكنه أن ينهيها إذا رفض أحدهما احترام حدود الآخر. أيضًا الأشخاص الذين يتقبلون حدود بعضهما ويتعاملان بمساواة أمامهم فرصة أكبر للشعور بالحب.
كلمة "لا" تعني أن كل شخص يعرف جيدًا حدوده النابعة من داخله ومن خلال قناعاته وثقافته وبيئته، الحدود التي وضعها هو لنفسه والتي تشعره بالراحة وتقبل الذات، فهو يعلم جيدًا ما يمكنه التعامل معه وما يجب أن يبتعد عنه. وكما نقول دومًا إن أهم شيء في العلاقات العاطفية والزوجية هو أن يفهم كل شخص من الاثنين نفسه أولًا قبل أن يحاول فهم الآخر. فكوني على يقين، لن يفهمك شريك حياتك، إذا كنت أنت نفسك لا تفهمين ذاتك.
_____________________________________________________
احذري... ١٠ إشارات حمراء في العلاقة العاطفية لا يجب تجاهلها أبدًا
____________________________________________________
ماذا يحدث إذا قولنا "نعم" عندما كان يجب أن نقول "لا"؟
اغمضي عينيك ٥ ثواني وتذكري جميع المرات التي قولتي بها "نعم" عندما كان يجب أن تقولي "لا"، ثم تذكري كيف كانت النتيجة؟ لا داعي للشرح، أعلم جيدًا كيف كانت النتيجة، لأنني في الحقيقة كنت يومًا ما مثلك، أخشى قول "لا"، أخشى أن يغضب الطرف الآخر من الرفض، أخشى أن ينزعج وتنتهي العلاقة، كنت أريد التمسك بشريك حياتي قدر الإمكان، لذا اعتقدت أن قول "نعم" سيجنبني التعاسة، ولكن المفاجأة، لم أكن سعيدة بالمرة!
لقد أصبح الأمر أشبه بأنني صنعت سجن لنفسي، وفرضت على نفسي أشياء لا يمكنني التعامل معها بالمرة، لقد شعرت بأنني أضع نفسي تحت ضغط وقلق طوال الوقت، وأشعر أن الوقت تأخر كثيرًا لرفض هذه الأشياء، وغيرها الكثير من المشاعر السلبية.
فبحسب خبراء العلاقات العاطفية والزوجية، أنه عندما يتقبل أحد الطرفين أشياء لم يكن عليه تقبلها، فإن ما يحدث هو الآتي:
١- يتولد شعور بالقمع وأن مشاعرعك واحتياجاتك لا قيمة لها.
٢- يتولد لدى الشريك شعور بالسيطرة، ويتمادى في فرض الكثير من الأشياء.
٣- يصبح لديك شعور دائم بالقلق والخوف من أن تزعجي شريكك ويزداد قبول للأشياء التي يجب رفضها.
٤- تشعرين بأنك أصبحت مقيدة وأنه لا توجد مساحتك الخاصة.
٥- تشعرين بعدم المساواة مع شريكك.
وبناء على هذه المشاعر السلبية، يتسلل شعور التعاسة شيئًا فشيئًا لهذه العلاقة، ويختفي الحب تدريجيًا، وهو ما يعني أن علاقتك مع شريكك ستنتهي عاجلًا أم آجلًا.
إذًا، كيف تقولين "لا" لشريكك في العلاقة العاطفية بطريقة صحيحة؟
من قال أن "لا" لابد أن تنهي العلاقة دومًا، فهناك العديد من الأشياء التي عليك فهمها قبل أن تقولي "لا" والتي ستساعدك في الحفاظ على حدودك وعلى علاقتك، ولا تنهيها إلا في حالة رفض الطرف الآخر لهذه الحدود وعدم احترامها. وهناك طريقتين لقول لا...
كيف تقولين"لا" لشريكك بطريقة لطيفة؟
إذا كنت تعلمين أن شريك حياتك شخص متفاهم ومتقبل لوجهات النظر المختلفة ويحب أن يستمع لك، فطريقتك في قول "لا" يمكن أن تكون لطيفة وتأتي عن طريقة النقاش أو كما يطلق عليها طريقة "التنس"، فهي عبارة عن كرة تقزفانها لبعضكما...
١- تبادلا الحديث والإنصات
إذا كنت تريدين الحفاظ على حدودك في العلاقة، يعني أنك تريدين مساواة. فمثلما يتحدث شريكك يجب أن تتحدثي أنت أيضًا. لذا إذا كن هناك موضوع ما تشعرين بالرغبة في قول "لا" عليه. افتحي نقاشًا، اتركي شريكك يتحدث ويوضح وجهة نظره، وحافظي على صمتك، فقط استمعي له. عندما ينتهي أبدئي بدورك بالتحدث، واخبريه بأن يحافظ على صمتك ويستمع لك، بهذه الطريقة يمكنك توضيح وجهة نظرك وسبب رفضك للأمر، ستأخذينه في جولة داخل عقلك وتفكيرك ليعلم أن رفضلك أو قول "لا" هو حقك وهو ليس مبني على العند، ولكنه مبني على أسباب منطقية.
٢- لا تتجادلا!
هناك فرق كبير بين النقاش والجدل! النقاش يعني أن يتكلم أحدكما ويسمعه الآخر ثم تتبادلا الأدوار في هدوء تام، أما الجدال يعني أنك تعلقان على كل حرف وترفضانه وتتحدثان في أجواء مشحونة، وهو ما يتحول لشجار بالطبع. وهو ما ليس نريده.
٣- كوني منتبهة
في الغالب الشخص الذي يريد إقناعك بقبول شيء يمكنه أن يفعل المستحيل، ربما يطرح أسئلة في وسط الحديث ليؤكد على أنك غير منتبهة وأنك ترفضين لمجرد الرغبة في الرفض، لذا احرصي على أن تكوني منتبهة، وتفاعلي معه، حتى لا تعمل هذه النقطة ضدك.
٤- اطرحي الأسئلة دون خجل
إذا تحدث زوجك عن شيء بغير وضوح وأراد تمريره سريعًا، اطلبي منه أن يوضح هذا الأمر. اطرحي عليه الأسئلة دون خجل، ماذا يعني ذلك، ما هي النتيجة المتوقعة، لماذا تريد هذا الأمر، فهذا يجعله يشعر أنك تفكرين بالفعل فيما يقول وليس مجرد رفض.
٥- اشركيه في رفضك
لا داعي للاندهاش، ولكن احساس الطرف الآخر بأنه شريك في القرار بطريقة أو بأخرى يشعره بالراحة. لذا إن كنت ترفضين شيئًا، اخبريه بأن هذا لا يريحك لعدة أسباب كذا وكذا، وسيكون من الأفضل أن تفعلي كذا وكذا، ثم اسأليه، ألا تعتقد ذلك؟ ما رأيك؟، هناك تجعلي إجابتك بالرفض بمثابة سؤال تطرحينه عليه، ورغم أنك متخذه قرارك مسبقًا، إلا أنه سيشعر أنك مازلت تفكرين وتشركينه أيضًا فيه.
كيف تقولين "لا" لشريكك المتعصب لرأيه؟
قد يكون شريك حياتك متمسك برأيه ولا يمنحك فرصة للنقاش، أو أنه يتلاعب بعقلك ويؤثر عليك بالكلمات والمشاعر لتقبلي بما يقول، ورغم أننا لا ننصح دومًا بالاستمرار مع هذه النوع من الرجال، ولكنه بالنهاية خيارك، فنحن نقول لك بوضوح يجب أن تتعلمي وضع حدود لنفسك. أن تعرفي مسبقًا بالأشياء التي ترفضيها والأشياء التي تتقبلينها، لأن شريكك لن يترك مساحة للنقاش والتحدث عما يدور في عقلك أو عن أسبابك المنطقية في الرفض، وهنا يأتي نوع آخر من قول "لا".
ففي السابق كانت "لا" مبنية على نقاش لطيف وودود بينكما، أما هنا يجب أن ترفضي بشكل قاطع وصارم، "لا، وشكرًا"، فقط ادركي قولها في الوقت المناسب. ماذا أعني؟ حسنًا، سأمنحك مثالًا، شريكك يريد أن تقومي بشيء ما، وهو يضع احتمال مسبق أنك سترفضيه، لذا فهو لن يمنحك فرصة للتفكير أو الرفض، فسيطلبه مع سيل من كلمات الغزل والإطراء والمشاعر للتأثير عليك لقبوله، هنا لا يجب أن تقاطعيه ولا يجب أن ترفضي في بداية الأمر، اتركيه يستنفذ كل محاولاته، وعندما ينتهي اخبريه برفضك بطريقة مهذبة. يمكنك أن تقولي "آسفة لا أستطيع فعل ذلك"، " أنا أعلم أنك تريد ذلك، ولكنه لا يناسبني، آسفة لا أستطيع وهكذا".
إذا كنت تخشين المواجهة بعض الشيئ، ارسلي جوابك بالرفض برسالة أو اتركي رسالة بخط يديك على مكتبه أو في شيئ يخصه، سيخفف هذا الأمر من عليك قليلًا، كما أنه سيعفيك من التعامل مع رد فعل الطرف الآخر في الحال.
مصدر الصورة الرئيسية: انستجرام @jessicasharris_