كما قرأتم في القصة السابقة، حواري مع فيصل لم يسير بشكل جيد، فبعد أن سمعته يقول كلام مشابه لما قالته دينا شعرت أني بحاجة للتوقف عن الكلام والجلوس مع نفسي. فلفترة كبيرة جدا كنت أعتقد أن فيصل هو المشكلة وقبل فيصل كان عمرو أو بيلي المشكلة، وبدأت أتسائل إن كنت أنا من تسبب في إفساد هذه العلاقات. هل كان لا مجال لها للنجاح من البداية بسبب طريقتي السيئة في التعامل مع الأمور؟
في حال كنتم نسيتم، فطريقتي السيئة في التعامل مع المشاكل تبدأ بتجاهلي للشخص لفترة، ثم أكون سيناريو في عقلي حيث يكون الجميع مخطئين وأنا على حق. باختصار أقنع نفسي أنني الضحية دائما.
صراحة لم أعرف ما هي الخطوة التالية... التحدث أو الجدال مع فيصل بدى بدون أي جدوى في الوقت الحالي وشعرت بالذنب أني جعلته يمر بكل هذا. فكل ما كان يحاول فعله هو أن يجعل الأيام تمر بسلام دون مشاكل وعلى الجانب الآخر أنا كنت أتجاهله تماما وأهرب من المشكلة.
فكرت أن أتحدث مع دينا لأخبرها ما حدث ولكن لسبب ما لم أريد أن أدخل في مناقشة مماثلة للمناقشات السابقة. ثم فكرت أن أتحدث مع أمي وأطلب نصيحتها وأسألها إن كانت هذه عادة لي منذ الصغر. ولكن التحدث مع الأهل عن المشاكل الزوجية هو دعوة لحدوث كارثة.
أخبرت فيصل أني أحتاج لبعد المساحة والوقت للتفكير في كل ما قاله قبل أن نتحدث مرة ثانية والحمد لله أنه كان متفهم جدا. أكتشفت أيضا أنه كان يريد مفاجأتي لنذهب سويا إلى العين السخنة لبضعة أيام لأني كنت جالسة في المنزل لعدة أسابيع. بالطبع هذه المفاجأة جعلتني ألوم نفسي أكثر، ولكني شجعته أن يذهب هو خلال عطلة نهاية الأسبوع فربما تغييره للجو والبعد عني لبضعة أيام قد يفيدنا.
فكرت أن أكتب أفكاري في مفكرة يوميات، أحاول أن أخرج أفكاري على الورق، فربما أستطيع فهمها أكثر إن كانت مكتوبة أمامي. ولكني لم أفعل شيء سوى النظر للورقة البضاء لساعات طويلة.
كان هذا هو الوقت الذي قررت فيه أن أجرب الاستشارات النفسية أو الحياتية أو أي كان ما يسموه هذه الأيام. فقد شعرت أني أحتاج التحدث مع شخص غريب عني لديه الخبرة ويفهم الكثير عن السلوك الإنساني.
بحثت عن مثل هذه الجلسات أون لاين لأني لازلت أحاول الالتزام بالعزل الاجتماعي خلال الوباء الحالي. أندهشت كثيرا عندما رأيت أن أغلب امتخصصين الذين وجدتهم كانوا محجوزين بالكامل. أعتقد أن العزل جعل الناس يحتاجون مساعدة للتعامل مع مشاكلهم.
بعد الكثير من البحث تمكنت أخيرا من حجز جلسة الأسبوع القادم مع متخصص، حتى أني حجزت جلسة لمدة ساعتين لأني أكره المشهد المتكرر في جميع الأفلام، حينما تبدأ المناقشة الجدية يقوم المعالج بمقاطعتك ليخرك "سنستكمل حديثنا المرة القادمة."
حتى يحين موعد الجلسة سأحاول أن أكتب، وأسترخي وأركز على نفسي خلال عطلة نهاية هذا الأسبوع. لن أقوم بأية أعمال منزلية بل سأستمتع وأدلل نفسي، فربما عندما أصبح في حالة نفسية هادئة سأتمكن من الكتابة عن أفكاري.
انتظروني الأسبوع القادم يوم السبت في الساعة 11 صباحا (بتوقيت القاهرة) لأخبركم ما حدث في جلستي.