الجميع يكره سماع هذه الكلمات "نحتاج أن نتحدث" ولكني قررت الاستماع لنصيحة دينا وكلمت فيصل لأقولهم له.
فيصل: لماذا؟ هل هناك مشكلة؟
شعرت أنني أريد الصياح، ففي الفترة الأخيرة كل تعاملاتنا معا تنحصر في بضع كلمات بالكاد نتبادلهم وعندما ينهي عمله نشاهد حلقات من أحد المسلسلات ثم ننام.
تنفسي بهدوء يا لوسي... تمالكي أعصابك!
أنا: هناك مشاكل كثيرة... لذا من فضلك لا ترتبط يأي شيء بعد العمل لنتمكن من الحديث بعدها مباشرة.
لم يكن أسلوبي مستفز، أليس كذلك؟
عندما أنهى فيصل عمله جلسنا لنأكل وحينها دخلت مباشرة في الموضوع.
أنا: فيصل أنا لست سعيدة، وأشك أنك أيضا سعيد طوال الفترة الماضية.
فيصل: لا، أنا حقيقة مرتاح ولا أعلم لماذا تقولين هذا.
استجمعت كل قوتي لأمالك نفسي ولا أنفجر في وجهه.
أنا: حسنا، سأتحدث عن نفسي... أنا لست سعيدة وهذا الشعور لدي منذ فترة كبيرة. وهذا الحمل لا يساعد علاقتنا فنحن فقط نعيش سويا وحسب، هل تفهم ما أقصده؟
فيصل: همممم، في الحقيقة لا.
أنا: هل يعني هذا أنك سعيد بالطريقة التي نعيشها ونحن نادرا ما نتحدث معا، نأكل في صمت ونشاهد بعض الحلقات فبل أن ننام ثم نعيد نفس الشيء كل يوم؟
فيصل: هذا ليس كل ما نفعله، لوسي أنت ترسمين صورة حزينة جدا.
أنا: (بعصبية) هذه هي صورتنا يا فيصل!!
لم أستطع تمالك نفسي أكثر من هذا وصحت بوجهه، هل هو لا يرى حقا كيف نتعامل معا؟ أم أنه متعمد التغاضي عن حقيقة علاقتنا ويعيش في عالم خيالي؟!
فيصل: لا لا لا لا، لن أدخل معك في في هذا النوع من الجدال الذي يبدأ بعصبيتك وصياحك ثم تركي وتجاهلي لأسبوع. قد يكون هذا هو السبب أنك غير سعيدة لأن كل ما تفعليه مؤخرا هو أنك تثورين ثم تتجاهليني لأيام.
أنا: إذا أنت تعرف ما أتحدث عنه...
فيصل: لوسي، هذا هو حال كل مشاجراتنا معا حتى قبل أن نتزوج، فأدركت أن هذه هي طريقتك للتعامل مع المشاكل وبمجرد أن تهدأي نعود لنكون بخير. توقعت أن معاملتك لي في الأسبوع الأخير كان واحدة أخرى من نوباتك.
أنا: ماذا؟! نوباتي؟!!
فيصل: نعم، فأنت تمرين بنوبات يكون هذا هو أسلوبك بالظبط وعندما عرفتي أنك حامل توقعت أنك متأثرة بالهرمونات.
أنا: هل تقول أني غير منطقية بسبب الهرمونات؟!
فيصل: لوسي، ما رأيك أن يكون بيننا حديث على سبيل التغيير؟ تقولين أنك غير سعيدة، فما السبب؟
أنا: حسنا... أن لست سعيدة بأسلوب حياتنا لأني أشعر أننا فقط نعيش معا ولسنا زوجين يبنوا معا حياتهم. نادرا ما نتحدث وفي الماضي كنا تقوم بالكثير من الأشياء معا ولكننا لم نعد نفعل هذا، ومع فيروس كورونا الحالي والعزل الذاتي لا يوجد شيء آخر نقوم به على الإطلاق.
فيصل: صراحة يا لوسي، كل هذه الأشياء يمكن إصلاحها إن قمت بتغيير طريقتك. كيف يمكننا التحدث معا إن كنت تتجاهليني باستمرار؟ هل تظني أن عندما تصيحين وأتركك لتهدأي أنك لم تقومي بجرح مشاعري؟ وفي اليوم التالي أستيقظ مستعدا لنسيان ما حدث وقضاء يوم جميل معك ولكني أجدك محتدة ولا تستمري في تجاهلي. ما هي الحياة التي تعتقدي أننا بإمكاننا عيشها إن كان هذا هو أسلوبك معظم الشهر الماضي بالكامل؟
لم أجد شيئا أقوله، فكلام فيصل كان مشابه جدا لما كانت تخبرني به دينا، أنني أبالغ في ردة فعلي وأضخم الأمور... ما هي مشكلتي تحديدا؟
انتظروا قصتي القادمة يوم السبت في الساعة 11 صباحا (بتوقيت القاهرة) وسأخبركم كيف تعاملت مع كل ما كان يخبرني به فيصل حول علاقتنا.