دينا: يا لوسي، الجميع يمر بفترات صعبة في علاقاتهم العاطفية.
لوسي: لكني لا أشعر أن هذه فترة صحبة فقط يا دينا. ففي الآونة الأخيرة، أصبحت العلاقة بينني غريبة وأشعر...
دينا: بماذا تشعرين؟
لوسي: لا أعرف، ولكني لست متمسكة بهذه العلاقة بدرجة كافية.
دينا: لوسي، ماذا تقصدين؟
لوسي: لا أعرف ولكن شعوري تجاه العلاقة...
دينا: لوسي، هل تحاولين القول أنك لا تريدي الاستمرار في زواجك؟
لوسي: أوففف، لا أعرف يا دينا، ولكن كل ما أعرفه هو أني لست سعيدة بحملي، وأن فيصل في منتهى السعادة لهذه الدرجة. فهو شيء مربك لي. أعرف أنه يعلم كم أن العلاقة بيننا ليست جيدة ولم تكن جيدة مؤخراً ورد فعله لحملي يعني أنه يعتقد أن هذا الطفل بإمكانه إصلاح كل شيء.
دينا: سأكون صريحة معك يا لوسي، أنت تميلين إلى زيادة التفكير ورؤية الأمور بحجم أكبر بكثير من واقعها.
لوسي: أنا أعرف كيف أكون ولكن هذا ليس الأمر الآن. هل تعرفين ما هو أكثر ما يضايقني في كل هذا؟ هو أني لم أريد أبدا أن أكوّن أسرة بهذا الشكل. عندما تكون العلاقة بيني وبين زوجي مضطربة إلى هذا الحد ووضع مستقبل زواجي على وجود طفل. لقد رأيتك يا دينا في الأيام الأولى كأم جديدة، لم تكوني بخير على الإطلاق. أتتذكرين؟ كنت تمرين باكتئاب ما بعد الولادة وعلاقتك مع زياد (زوج دينا) لم تكن في أفضل حالاتها، وكنتم تتشاجران طوال الوقت.
دينا: نعم، أتذكر يا لوسي، ولكن هذا كان لأني كنت منهكة دائما ومضغوطة ولم يساعدني أحد في الاهتمام بمراد. أبي لم يستطع المساعدة ووالدة زياد لا تعيش بالقرب مني ولا أحد منكم لديه خبرة مع الأطفال. كنت بمفردي أحاول فهم كل شيء عن الأمومة والاهتمام بالأطفال.
لوسي: أعرف هذا ولكن أنتي وزياد كانت علاقتكم جيدة قبل مجيء البيبي، وفي الغالب هذا كان السبب أنكم استطعتم الاستمرار معاً وسط كل هذه الضغوط. ولكن كيف يمكن لشخصين بالكاد يربطهم أي تفاهم الآن أن يمروا بكل هذا ويظلوا سوياً؟ كأن هذا الطفل هو بداية طلاقي...
دينا: لوسي، هل فكرتي أنه لايزال أمامك 9 أشهر حتى تلدين وفي هذه الفترة أشياء كثيرة جداً قد تحدث؟ عليك التحدث مع فيصل حديث جاد وطويل، وبعدها اجلسي مع نفسك وقرري... إما أن تكوني سعيدة ومستعدة لإصلاح زواجك لتكون حياتك أفضل بكثير في المستقبل أو تقررين نهائياً أنك تريدين الانفصال. ولكن في جميع الحالات عليك التفكير في مستقبل هذا الطفل. حالة التردد التي تعيشينها الآن هذه لا نفع منها... فهي ليست طريقة للعيش.
استمر هناك صمت على الهاتف لمدة دقيقتين تقريباً.
لوسي: سأتحدث مع فيصل.
دينا: جيد... اخبريني بما سيحدث.
قصتي القادمة ستكون يوم السبت في الساعة 11 صباحا (بتوقيت القاهرة) وسأخبركم حينها عن كيف أتعامل مع فيصل والطفل.