لوسي كاتبة على فستاني 
أهلا عزيزتي،
في مقالتي السابقة تركتكم وأنا تسيطر عليّ حالة من الزعر والتوتر، ولا... لم تتغير مشاعري على الإطلاق منذ ذلك الوقت حتى الآن.
أصر فيصل على أن نتصل بعائلاتنا لنشاركهم "الخبر السعيد" ولكني أشعر أنه يعتقد أن إخبارهم سيساعدني على تقبل الموقف أكثر بكثير.
عائلته بالطبع كانت في منتهى السعادة، فهم كانوا ينتظروا حفيد منذ زواجه الأول. والداي أيضا كانوا سعداء جدا بالأخص أمي، فكانت تصرخ من السعادة عندما كلمتها على فيس تايم.
وجدت عدم تعليق أحد على حملي أثناء الوباء العالمي الحالي غريب جدا وغير مفهوم. هل لا يخافون على صحتي أو صحة الطفل؟
قررت أن أكلم دينا، فهي مرت بهذا من قبل (هذه هي المقالة التي اكتشفت فيها دينا أنها حامل) وأشعر أنها الوحيدة التي ستفهمني الآن.
دينا: لوسييييييي
أنا: ديناااا؟؟
دينا: ماذا حدث؟ هل مرض أحد؟!
كنت أظن أن صوتي يعبر عن السعادة ولكن يبدو أنها عرفت أني أتظاهر فقط.
أنا: دينا أنا حامل وأشعر بالقلق والتوتر لأبعد الحدود!
أخبرت دينا بما حدث في الفترة الأخيرة معي وعن شعوري تجاه كل هذا وحتى تفكيري في الإجهاض.
أنا: كل الكلام الذي أخبرتني به عن الشعور بصلة خاصة مع طفلك عندما اكتشفت أنك حامل وأنك لا تريدين التخلي عنه... أنا لا أشعر بأي من هذا!
دينا: لوسي، أنا أيضا شعرت بهذا، أنا وأنت تحدثنا بعد مرحلة الذعر والخوف ثم بعدها جائت مرحلة التواصل. ما تشعرين به طبيعي جدا أعدك بهذا. ألم تريدين دوما تكوين عائلة؟
أنا: أيوة، في يوم ما... ليس بهذه السرعة. هناك الكثير من الأشياء التي أردت فعلها يا دينا وأشعر كأن جميعها توقفت. أشعر أنه عليّ توديع لوسي الحالية ولحياتي العفوية التي كنت أعيشها.
دينا: ومن قال أنك لن تحبي لوسي الجديدة وشكل حياتك الجديد؟ لم أظن أني سأحب الأمومة ولكن في أوقات كثيرة أشعر أنها كانت الحلقة المفقودة في حياتي السابقة.
أنا: علاقتي بفيصل لم تكن مستقرة في الفترة الأخيرة يا دينا ولا أظن أننا مستعدين لطفل. لا أريد أن يكون هذا البيبي هو الذي يربطنا ببعض دون وجود أي حب أو شغف. لا أريد هذه الحياة.
انتظروا قصتي القادمة يوم السبت في الساعة 11 صباحاً بتوقيت القاهرة لتعرفوا أخر أخباري في هذه الفترة من حياتي سواء حملي أو الفيروس.
