لوسي كاتبة على فستاني 
هاي عزيزتي،
كما قلت في مقالي السابق، لقد قررت أن أخذكم معي في رحلتي لأني أتمنى تغيير الفكر السلبي تجاه الإجهاض وكل ما يدور حوله. كان لدي موعد مع الدكتور بعد أجازتي في الساحل الشمالي مررت فيها بـ 13 يوم من النزيف. أعرف جيدا أن الدورة الشهرية متعبة جدا ولكن هذا كان أسوء كثيرا بسبب التقلصات، النزيف الشديد، عدم وجود أي طاقة إلى جانب الحالة النفسية والعقلية التي لم تكن جيدة على الإطلاق.
كل مرة كنت أذهب فيها للحمام يكون كأنه تذكير بما حدث وكنت أذهب للحمام كثيرا. لذلك كنت أفشل في تصفية ذهني والتغلب على الحزن. في مرة كان النزيف أشبه بكتل دموية بدلا من النزيف العادي مما جعلني أفكر إن كانت هذه بقايا طفلي. بالطبع بمجرد البحث قليلا على جوجل وجدت الإجابة ولكن هذا لا يمنع أني كنت متوترة وتفكيري في الأمر كان يجهدني.
بالنسبة لحالتي المزاجية، لم أكن في حالة جيدة، فجزء مني كان يحاول أن يكون واقعي، بأن حملي استمر بضعة أشهر قليلة فقط وأني لم أبني علاقة تواصل بين طفلي... فلم أشعر به بركل في بطني أو أي شيء كهذا. لذا، جانبي الواقعي كان يفهم جيدا أنه لا يوجد سبب أن أحزن هكذا، ولكن الجزء الآخر لم يستطع مقاومة هذا الحزن.
شعرت أني خسرت فرصة لتكوين عائلة وأشعر بالذنب أني خذلت فيصل وأمي، فهي كانت دائما تقول أنها متشوقة لتيكون لديها أحفاد. ماذا لو لا أستطيع تحقيق هذا لهم، ماذا إن كان هناك مشكلة بي وأني واحدة ضمن إحصائيات النساء الذين لديهم مشاكل خصوبة. مع مرور الأيام وجدت نفسي أبتعد أكثر وأكثر عن كل شيء وكل شخص، فقط أغلق هاتفي وأجلس على الأريكة أشاهد نتفليكس بينما جسمي ينزف. كنت أحتاج قطع كل وسائل التواصل، لم أريد فتح فيسبوك وإنستجرام لأجد إعلان الآخرين عن حملهم أو ولادتهم. لم أريد سماع نفس الكلام من أمي عن خطة الله والأهم من ذلك أني لم أريد سماع لوم أصدقائي أني لم أخبرهم من البداية وكل هذا... فكان الأسهل لي هو الإنفصال عن كل شيء وأن أكون بمفردي.
بعد مرور الـ 12 يوم ذهبت لموعدي مع الدكتور وشاركني بخبر غير جيد.
الدكتور: أعتقد يا لوسي أنني بحاجة لعمل عملية صغيرة حيث نقوم فيها بتنظيف الرحم بعد الإجهاض. في بعض الحالات يقوم الرحم بتنظيف نفسه ولكن في حالات أخرى نحتاج أن نقوم بها نحن.
أنا: همم... وأنا أحتاج القيام بها؟ هل لا توجد فرصة أن رحمي سينظف نفسه فيما بعد؟
الدكتور: في حالتك لا يبدو أن هذا سيحدث. في بعض الأوقات أقوم بوصف دواء ليساعد ولكنه لديه الكثير من الآثار الجانبية ويوجد احتمال أن تحتاجي العملية حتى بعد أخذ هذا الدواء.
أنا: هممم... هل يمكنني التفكير في الأمر قليل أم أني أحناج القيام بها في الحال؟
الدكتور: يمكنك التفكير لكن لا تأخذي وقت طويل، فكلما أسرعنا في عملها ستبدأين الشفاء أسرع بالأخص إن أردتي المحاولة مرة أخرى. فأنت تحتاجين الانتظار فترة محددة بعد الانتهاء من كل هذا والشفاء تماما فلا داع لإضافة وقت أكثر من المطلوب.
أنا: حسنا، ولكن هل توجد مشكلة بي؟ هل هذا سبب الإجهاض؟
الدكتور: عادة نحن لا ننظر إلى المرة الأولى للإجهاض لأن أكثر من 20% من النساء يجهضن في أول حمل لهن والإجهاض في الحمل الثاني ليس نادرا أيضا. هذا لا يعني أن هناك مشكلة بهم إنما هو فقط تغير كبير في الجسم يحتاج الاعتياد عليه، وبعض النساء يأخذون وقت أطول من غيرهن في هذا.
أنا: لا أريد أن أنتظر حتى أجهض مرة ثانية لأكتشف بعد ذلك أن هناك مشكلة. هل هناك أي اختبارات يمكنني القيام بها لاستبعاد هذا؟
الدكتور: هناك بعض التحاليل التي يمكننا القيام بها للتأكد أن كل شيء سليم ولكن هذا لا يمنع حدوث إجهاض. أحتاج أن أكون واضح في هذا الأمر.
أنا: سأرتاح أكثر إن تأكدت أن الأمور كلها سليمة.
الدكتور: حسنا، ولكن هذه التحاليل لن تتمكني من القيام بها قبل تنظيف الرحم والانتظار بضعة أسابيع للتأكد من عودة الهرمونات بجسمك لطبيعتها. لذلك كما قلت من قبل، لا تنتظري كثيرا لاتخاذ القرار.
خرجت من هناك وأنا أشعر بالكثير من المشاعر في وقت واحد. هناك الكثير أحتاج التفكير مه والآن أكثر من قبل أشعر أني أحتاج أن أكون بمفردي. لم أتحدث مع فيصل أو مع أمي إن كنت أريد محاولة الإنجاب مرة أخرى أم لا وأشعر أن أية حوارات ستحدث بيننا ستكون في هذا الاتجاه. سيقوموا بتشجيعي لعمل هذه العملية فورا لأكون مستعدة للمحاولة مرة ثانية.
أحتاج أن أكون بمفردي للتفكير جيدا عما أريده. ولكن كيف يمكنني التفكير في كل هذا وأنا أشعر أني في حداد بسبب شيء لم أملكه من الأساس؟
في الأسبوع القادم سأخبركم بما حدث بعد ذلك. انتظروا قصتي التالية يوم السبت في الساعة 11 صباحا (بتوقيت القاهرة).
اضغطي هنا إن أردتي قراءة أول قصة كتبتها لوسي على الإطلاق لتتابعي مشوارها منذ البداية>>
